الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: جنوب أفريقيا أوّل بلد يدشّن ما يمكن تسميته بـ "الشّو -   show" الدبلوماسي

يوسف غريب: جنوب أفريقيا أوّل بلد يدشّن ما يمكن تسميته بـ "الشّو -   show" الدبلوماسي يوسف غريب
البهرجة والصخب والسينما !! هكذا وصف وزير خارجيتنا  بوريطة الإستقبال الذي خصصته بريتوريا لزعيم جبهة "البوليساريو" خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزيرة الشؤون الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الفيدرالية لمملكة بلجيكا  حجة لحبيب الجزائرية الأصل. 
 
بهذه الأوصاف الثلاثة تكون دولة(ج .أفريقيا ) أوّل بلد يدشّن ما يمكن تسميته مستقبلاً ب ( الشّو -  show) الدبلوماسي لدرجة ان رئيسها كتب 24 تدوينة تويترية تابع فيها جولة استجمامية لضيفه ممثل الجزائر الصغرى.
 
خاصة، وأن صاحب المقّص الذهبي قد قص ظهر بعير هذه الدولة بقوله:إنّ البهرجة والصخب يعبران عن عجزهذه الدولة في التأثير في الملف.. لاغير وأعتقد جازماً أن أخطرما قيل لحد السّاعة والمغرب يصف هذه الدولة بالعجز وضعف التأثيرفي محيطها الإقليمي فكيف بالقاري.
 
تلك الدولة التي كانت إلى حدود البارحة الرائدة إقتصاديا في القارة .. والمؤثرة سياسيّاً في دهاليز مؤسسات الإتحاد الإفريقي وتقدم كنموذج شراكات مع المنظمات الدولية والإتحاد الأوربي..
هي الدولة التي ينظرإليها المغرب بالعاجزة والضعيفة وعلى مستويات عديدة .
 
وإذا عدنا إلى الوراء سنجد أن دولة جنوب إفريقيا تسلمت من قبل الرئاسة الدورية للإتحاد الإفريقي، وتسلمت عضوية مجلس الأمن و كانت على رأس اجتماعات دولية رفيعة...، ولم تغير شيئا  في حين  انتزعنا منهم  صفقات طاقية مع بريطانيا بقوة الوضع الإقتصادي الذي أصبح يرجح لصالح الرباط.. دون الحديث عن تسلم الريادة في صنع السيارات وارتفاع حجم صادرتها نحو إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.. 
 
هذا هو سبب تجديد الحب بالقضية الصحراوية والتضامن مع الشعوب في تقرير مصيرها!!
وهذه اللغة ماهي إلاّ غلاف يحجب الصراع الذي هو إقتصادي بالأساس.. خاصة وأن بلد الرئيس - سيريل رامافوزا - حسب بعض العارفين بخبايا السياسة الدولية يعتقدون بأن الأمر له علاقة باستدعاء بلدنا  من طرف مجموعة السبعة الكبارفي العالم (G7) للمشاركة في القمة المقبلة التي ستتحدث عن مستقبل العالم الطاقي والغذائي؛ عطفا على النتائج الضخمة التي حققتها الرباط في هذا المجال؛ ودخولها عصر الطاقات البديلة وأيضا سيطرتها على سوق الأسمدة في العالم، وهو الإختراق الذي ترى فيه دولة جنوب إفريقيا تهديدا لمصالحها الإقتصادية  خصوصا وأن الأرقام تؤيد هذا الواقع والتموقع.. 
 
دون أن ننسى طبعا دور النظام الجزائري في تأجيج هذه المشاعر العدائية لهذا النظام الجنوب إفريقي تجاه قضيتنا باشتراط الجزائر من أجل إتمام صفقات التسليح و إنقاذ الشركات الجنوب إفريقية من الإفلاس،حصول بن بطوش على استقبال رسمي كما حصل في تونس مقابل فتح الحدود معها.. 
 
هكذا، وبقوة الأحداث تحوّلت زيارات بن بطوش إلي مفتاح سحري للخزينة الجزائرية إرضاءً لحقد وضغينة هذا النظام، واستنزاف مقدرات الشعب الجزائري في هكذا بهرجة وسينما دون أي تأثير في القرار الأممي وغيره..
 
وإذ نبارك لجنوب إفريقيا إنقاذ شركاتها من الإفلاس من خزينة العصابة الجزائرية.. فإن الإفلاس الحقيقي هو الذي أصاب ضميركم الأخلاقي،وأنتم تعادون بلدنا الذى آوى ودرّب ودعم وساند الزعيم الروحي لميلاد دولتكم الزعيم "نيلسون مانديلا".
أما نحن فنعرف أن بجورانا عصابة تملك محطة وقود تبتزّ بها أصدقاء بلدنا من جهة.. ومساومة دول أخرى مقابل إستعدائنا..
 
يعرفون أيضآ أن بلدنا تضع خيراتها الطبيعية  كالفوسفاط رهن إشارة أكثر من 80٪ من دول إفريقيا ودول العالم ونتقاسم معهم خبرتنا من أجل الإنسان أولا
هو الفرق الأبدي..
بين الغاز الجزائري كوسيلة  للابتزاز والعقاب
وبين الفوسفاط المغربي كمنقذ  للإنسان والحياة...
 
ويكفي لكل مغربي فخراً ببلده وهويتابع ارتسامات الفلاحين الصغاربجنوب السنيغال لحظة تسلّم حصصهم من الفوسفاط المغربي هدية من بلدنا.. بنفس الكمّية التى طالب  بيدرو كاستيلو " رئيس البيرو  150.000طن كي يسحب اعترافه بجمهورية الوهم.. 
 
طبيعي مثل هذه المواقف ان ترفع الصراخ والنباح عاليا لدى ابواق العصابة هناك.. وخاصة المسمى بن سديرة المدمن على حبّات النوم كلمّا سمع ان المغرب توصّل بدعوة  من طرف مجموعة الدول السبع الكبار للمشاركة في القمة المقبلة..
ومن عادة الكبار- طبعاً- الشفقة على الصغارهناك  الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً.
 
يوسف غريب/ كاتب إعلاميّ