الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

كندالي: تسويق الحشيش والانفصال " بالفن" وبأموال المغاربة.. " آحبس  لمرقة.. كاين الدغل.. لغدر هذا "

كندالي: تسويق الحشيش والانفصال " بالفن" وبأموال المغاربة.. " آحبس  لمرقة.. كاين الدغل.. لغدر هذا " جلال كندالي

بعد فضيحة الرابور "طوطو  لافوت "،  الذي جيء به  كأحد  رموز  الموسيقي  الإفريقية  جنبا  إلى جنب مع  أسماء  وازنة  من العديد من الدول الإفريقية  للاحتفاء  بالرباط  كعاصمة  للثقافة الإفريقية، لم  يتعظ  هذا  الشخص  رغم  ما اقترفه  لسانه  من  انزلاق  خطير، بعدما  دافع  عن تناول  المخدرات  أمام  عدسة  الكاميرات.

كنا نعتقد أن هذا " الطوطو " سيعود إلى رشده بعد هذا  الإجماع  الذي  تصدى  لهذا  الانحراف، خاصة  وأن  أغلب  متتبعيه  من الأطفال  والمراهقين  ،مما كان يفرض عن "وعي"  أن تكون  مسؤوليته مضاعفة  أمام  الناشئة، وهو يعلم  تماما  أن  الأموال  التي  تلقاها  لكي  يعرض "إفداعه" على منصة  السويسي بالرباط، إنما  هي أموال  المغاربة من   دافعي  الضرائب، وليست  أموال  وزير  ما وإن كان  معجبا  به،   و"مزعوطا " في  فنه.

لكن عوض أن  يرجع  إلى" الحاج  غوغل " حفظه الله ورعاه، وينقر  نقرة  بسيطة، حتى يفهم  ما معنى  أن  تكون  فنانا، وماهي الرسالة  المتوخاة  من وراء ذلك، سيفهم عن وعي أو عن غير وعي،  أن  الفن والثقافة والإبداع عموما هي أسلحة الشعوب  الناعمة.

لكن هذا " الطوطو "، وربما يعتقد أن علاقاته  تعفيه  من أية مساءلة، " زعما عندو ركيزة صحيحة "، لذلك أطلق العنان  للسانه، وشرع  في التهكم  رفقه شلته  في لايف  على الانستغرام  على رواد  الأغنية المغربية، دون أن يرف  لهم  جفن، كما أبانوا  عن جهل كبير   بالفنانين  المغاربة  الكبار وبعطاءاتهم، وزودوا  متابعيهم  بمعلومات  ومعطيات  خاطئة  تنم  عن جهل واستهتار  كبيرين أيضا.

للأسف لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تخطاه إلى تهديد الزميل  محمد تيجيني  بالتصفية ، في لايف  ثان  له،  وذلك  ردا  على الانتقادات  التي وجهها  له، كما وجهها  العديد  من  المغاربة ، ويكفي  أن دفاع  طوطو  عن تناول المخدرات  ، فرض نفسه  داخل قبة البرلمان،  قبل أن  يتفاجأ  بمنعه  من مغادرة التراب الوطني  بعد  الدعوى التي رفعها  الزميل محمد تيجيني، وهنا  قد يكون الطوطو لافوت،  قد استعاد  وعيه  بحقيقة  ما اقترفه  اللسان  الذي  يبدو  أنه  كما يردد  ارتوى  بأكثر  من "جوان ".

لم تهدأ  هذه  العاصفة  بعد،  حتى تفاجأ  الرأي  العام  الوطني،  بفضيحة  أخرى  أكبر  وأثقل  مما كنا نتصور، إنها  ببساطة  فضيحة  مركبة  وبأبعاد  متعددة، جعلتنا  نستفيق  على واقع كنا  نستبعد  وقوعه، قبل أن  يقع  الفاس في الراس  كما يقول  المغاربة، فوجدنا  أنفسنا  محشورين  جميعا  في زنقة اسمها كونتاكت،  هذه  الزنقة  رغم  أنها  معتمة بل مظلمة ، لكنها لحسن الحظ، أضات  لنا  الطريق  لنعرف  من هو  فعلا  العدو  والصديق، فما أخطر  من يأكل  الغلة ويسب  الملة، ومثل  هؤلاء  هم  الأكثر  ضررا  وخطرا  لأنهم  يتبنون  التقية ، ويبنون استراتيجيتهم وسياستهم  بمنطق ، اللبيد"  واللبيد  لكل غاية مفيدة،  كلمة تقابلها  الخلية  النائمة أو الذئب  المنفرد  بصيغة  المفرد.

القصة  ومافيها، حدثث منذ مدة غير يسيرة، حينما  استفاد  فيلم "زنقة كونتاكت"  من دعم المركز  السينمائي  المغربي، وهو دعم من أموال  دافعي الضرائب،  الذين  ضحوا  ومازالو  يضحون  من أجل  القضية  الوطنية الأولى في المغرب، ألا  وهي الصحراء المغربية.

منتجو الفيلم   استخدموا موسيقى تعود للمغنية الانفصالية مريم منت حسان، وليس المغني فاضول كما ورد في السيناريو المحال على المركز السينمائي المغربي  ،ورأى  المركز في ما يرى النائم الذي  استيقظ بعد مرور عامين عن منح الدعم لهذا الفيلم لمخرجه إسماعيل العراقي، وسافر به أصحابه إلى  فرنسا  وعادوا  معه إلى  المغرب  ليعرضوه بطنحة ، ويفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم هناك ، عاد المركز السينمائي المغربي  ليكتشف  بأثر رجعي  أن هذا العمل يشكل مسا بثوابت الأمة المغربية.

فعلا يشكل مسا بثوابت الأمة المغربية، وللأسف هذا المس تم تمويله  بأموال  المغاربة ، في حين  نجد  مبدعين  ومثقفين  حقيقيين  مافتئوا يواجهون خصوم  وحدتنا الترابية  عن حب وقناعة متسلحين  بالمعرفة  والتاريخ، دون أن يتجرأوا على المطالبة بما يكفله لهم القانون ، لأنهم  فعلا فنانون  ومثقفون حقيقيون لكن  المسؤولين دائما يفضلون مثل الطوطو  ومول الزنقة، والآخرون إلى الجحيم.

إنها معادلة  ضيزى  كما يقول العرب  قديما ،  وبالدارجة  كما يقول  المغاربة  هذا " سميتو الطنز  العكري".   وعلى أية حال، تبقى كلمتا ضيزى  والطنز  متقاربتين  وتفيان بالغرض  المطلوب والمرغوب فيه، فعلا  الأمر كذلك، حينما نسمع توضيح منتجي  فيلم " زنقة كونتاكت "في بلاغهم  البليغ، حينما يصرحون بأن هذه  الموسيقى " الانفصالية " هي اختيار  فني وموسيقي بحت وليس له أي بعد سياسي.

حتى لهادي، لا، نقولوها   نيشان  ..احبس  المرقة،  الدغل  كاين ..لغدر  هذا