الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: لاحدود بريّة للمغرب مع إسبانيا.. اليوم وغداً وإلى الأبد..

يوسف غريب: لاحدود بريّة للمغرب مع إسبانيا.. اليوم وغداً وإلى الأبد.. يوسف غريب
هو جواب للمملكة المغربية عفوا تصحيح لما جاء في رسالة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إطار ردها على التوضيحات التي طلبت منها بخصوص الإستعمال المفرط للقوة ضد المهاجرين من أصل إفريقي في الأحداث التي عرفها سياج مليلية المحتلة في 24 يونيو 2022 وهي تثحدّث - أي الرسالة - عن الحدود بين المغرب وإسبانيا، معتبرا بأن الأمر لا يعدو ان يكون إلا نقاط العبور ومؤكداً أن ّالمدينة ما زالت محتلة..

نعم جملة صغيرة وبسيطة وواضحة ولا غبار عليها!! ومدوّنة مؤسساتيا عبر تبادل الوثائق بين مؤسسات الأمم المتحدة والدولة المغربية..
هو انتباه دبلوماسي ذكي يعزز ثقتنا في الجهاز الدبلوماسي المغربي الذي انتبه إلى هذا الفخ لا محالة.. وانتهز الفرصة أيضا لفتح هذا الملف مع الأمم المتحدة في إطار ملف لجنة تصفية الإستعمار..

هو جواب شاف وقطعي ونهائي لبعض الأصوات من الداخل الذين ساروا مع موجة مقايضة المغرب للمدينتين مقابل قرار الإعتراف الإسباني بمغربية الصحراء..
جواب رسمي للذين يلوّكون سرا وجهراً داخل الرأي العام الإسباني ونخبها بفوز شانسير في مفاوضته مع المغرب بحسم ملف أسبنة المدينتين!!..

جواب بحجم غصة في الحلق لأبواق الإعلام الجزائري ونظامهم وهم يردّدون أسطوانة المقايضة وبيع المدينتين..
جواب إطمئنان لنا جميعا نحن المغاربة كي نجعل من هذه الجملة ( لا حدود برية بيننا وبين إسبانيا) شعار اليوم وغدا وإلى الأبد..
هي نفس الجملة وبقوّتها تؤكد لنا أيضاً ان المغرب كان يتفاوض من موقع قوة مع إسبانيا لحظتها وحدّد ميدانه الذي لا يخرج عن أقاليمنا الجنوبية باعتبارها محط نزاع مع أطراف أخرى تحت رعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي..

بل فرض أسلوبه في الفصل بين الملفات وخاصة المدينتين المحتلّتين سبتة ومليلية باعتبارها ملف ثلاثي بين بريطانيا ( جبل طارق) مع إسبانيا والمغرب.. ولعلنا نتذكر فخ جزيرة ليلى وأزمتها التي عجلت بفشل مفاوضات ثنائية بين بريطانيا في عهد بلير كي تستفرد إسبانيا بالمدينتين..

هو مغرب اليوم ومن موقع القوة يقول بأن المدينتين  مازالتا محتلّتين.. وسيراً على نهج التدرج الذي دأب عليه المغرب في استكمال وحدته الترابية، فلاشك أن الملف المقبل هو فتح هذا الملف خاصة ونحن في الأمتار الأخيرة من حسم ملف أقاليمنا الجنوبية بشكل نهائي وحاسم وموعدنا قرار مجلس الأمن نهاية هذا الشهر..

لنعيد من جديد التذكير بأن لا حدود بريّة بيننا وبين إسبانيا !! ولو كان الأمر كذلك كما تدّعي بعض الأصوات اليمينية بإسبانيا لماذا لم تدمج ضمن منطقة شاينغن.. أويعتبرها حلف الناتو ضمن حدوده الأوروبية..
هي جملة صغيرة لكنّها دالّة على أن مغرب اليوم تجاوز نفسه نحو المستقبل بتحصين الجغرافيا وتصحيح خيانة التاريخ.