الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

حسن أبوعقيل: سنواصل المسار ..خيوط التَّماس

حسن أبوعقيل: سنواصل المسار ..خيوط التَّماس حسن أبوعقيل
الشعب الوفي يهان ويذل، لا كلمة له ولا حق له بما يضمنه الدستور الجديد على أرض الواقع، فصول ومواد جامدة تبقى آلية لتبييض الواجهة الديمقراطية وتمويه الرأي العام الدولي.
إن الشعب المغربي ضاق تدبيرا فاشلا ملفوفا بالشدة والاستقواء والتحكم واللامبالاة تضعنا أمام العديد من الاستفهام، خاصة مع هذه الحكومة التي تسمى حكومة الكفاءات المنتظر منها إصلاح ما أفسدته الحكومات المتعاقبة وتقديم برامج في مستوى التغيير والتعديل لصالح المواطنين وإدارة شؤون البلاد بما ينفع الشعب الوفي الذي أخلص في صبره ساعة الأزمات الكثيرة والمختلفة وكان مع السياسة الرشيدة في التدبير المحكم.
المشكل اليوم الذي يوسع هوة الثقة، هو أن الشعب الوفي لم يُقَدَّم له أي حق من حقوقه الدستورية انطلاقا من تنصيب هذه الحكومة التي لم تؤسس من صناديق الاقتراع، إنها حكومة المسجلين في اللوائح الانتخابية، حيث تم إبعاد الأصوات الصحيحة وأقصيت سلطة المواطن وإرادته في اختيار من يمثله في مجلس النواب .وهكذا يدفن التصويت ويصلى عليه صلاة الجنازة بكل استقواء لمدونة الانتخابات التي اعتبرها الشارع المغربي مؤامرة يسجلها تاريخ الشرفاء من الأبرار الأخيار بعد فبركة القاسم الانتخابي الجديد وعسكرة أحزاب الأغلبية البرلمانية للتصويت عليه بكل أريحية ضد إرادة الأمة .
الشعب الوفي لم ير من حكومة أخنوش ما يعجب، فالحال الذي عاشه الشعب مع الحكومات السابقة زاد غرقا وتعسيرا، فالحكومة لم تستقم في تنزيل برنامجها، بل ركبت على برامج للحكومة السالفة، ما يصنفها حكومة إسمرار لما سبق، فأين الكفاءات التي تهلل بها الأغلبية والمعارضة البرلمانية المتواطئة والصورية القائمة على التوازن المصطنع.
الشعب الوفي لم يلمس أي تغيير مع حكومة رجال المال والأعمال والتي صنفها الرأي العام الوطني بحكومة الليبرالية المتوحشة والتي يبقى هدفها الثروة ولا يهمها التدبير السياسي، ولا تحقيق أغراض الدولة الاجتماعية والقضاء على الفقر والبطالة بل أبان المكون الحكومي في تدبيره على القرارات المتسرعة التي تخلق الفوضى ثم عدم مصارحة الشعب بما يجري ويدور على غرار باقي حكومات العالم المتقدم.
الشعب الوفي ذاق المر والعلقم من خلال الزيادات في ثمن المحروقات والتي استهدفت المواد الأساسية في اسعارها ما جعل نكبة المواطنين تدخلهم خانة الاحتقان وما أدراك ما يكون عليه الشعب وهو على صفيح ساخن (...)، نحن لا نريدها فوضى لكن الحكومة بتدبيرها المرتجل تصنع الفوضى وغدا ستتهم الشعب بنزوله للشارع غاضبا ومحتجا من خلال مسيراته السلمية أو غالبا ما سيختار مقاطعة حقيقية لحماية نفسه من قبل أي مواجهة تعود عليه سلبا.
الشعب الوفي يرفض من أي وزير أن يسخر لسانه بإعطاء الدروس للمواطنين، أو التغاضي عن رسائل الشعب وعدم اعتبار لرأيه او الاستخفاف بهم أو التضييق عليهم بالاستقواء المعتاد والتحكم المشبوه.
الشعب الوفي يطالب ملكه بأن يحمي شعبه الوفي من التسلط القائم باسم تعلقهم بالعرش والملك، فمن يحب الملك لا يمكن أن يسيء إليه ويقحم اسمه في برامج وهمية ومشاريع متوقفة ووعود كاذبة وتفاهة ماجنة.
مهما يحاربوننا لكسر أقلامنا بأن نكف عن الكتابة فنستمر من أجل المغاربة وسنستمر في إسالة المداد الطاهر على صفحاتنا البريئة من التضليل ومن محبرة الشرفاء نقول لكم سنواصل المسار.