الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى العراقي: جيل الحقيقة وسراق الثورة

مصطفى العراقي: جيل الحقيقة وسراق الثورة مصطفى العراقي

تخلد الجزائر في فاتح نونبر المقبل ذكرى اندلاع ثورة التحرير من استعمار جثم على صدر المنطقة لأكثر من 130 سنة ..كان للثورة قواعد استراتيجية ليس فقط في الداخل بل وفي الدول المجاورة واساسا المغرب الذي ساند شعبه وملكه هذه الثورة ايمانا بمستقبل مشترك كما كان التاريخ مشتركا..وانطلاقا من قناعة أن لا بديل عن وحدة مغاربية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية ،الاقتصادية والسياسية والتنموية…

تخلد الجزائر ذكرى ثورة كتب فصولها ثوار منهم من استشهد ومنهم من عاش فرحة الاستقلال ..لكن جيل الثورة الذي لمس مدى تضحيات الشعب المغربي من اجل جزائر مستقلة قد يكون عدد أفراده اليوم ليس بالكثير..ومن بين ما نسجله في مذكرات وتصريحات هذا الجيل اعترافه بهذه التضحيات واستمراره في المطالبة بترسيخ الإخوة الجزائرية المغربية والتونسية المغاربية..

وبموازاة هذه القناعة هناك الاشخاص الذين ركبوا على ظهر الثورة عشية انتصارها بعد ان كانوا ضباطا في الجيش الفرنسي ومتعاونين مع السلطات الإستعمارية..هؤلاء هم الذين زرعوا ولازالوا كل سبل التفرقة بين الشعبين الجارين .هم الذين ضخوا ولازالوا يضخون كميات الحقد في صدور الأجيال الجديدة من الشعب الجزائري..هم الذين يعملون على صياغة تاريخ مزور مليء بالاكاذيب.. ومثلما سرقوا ثورة شعب فهم يرسمون مساراتها غير تلك التي شكلت احدى حوافز ثورة الفاتح من نونبر..

جيل الحقيقة التاريخية تم تهميشه وارغامه على الصمت في الوقت الذي نجد تهافت زعامات مزورة و اشباه مؤرخين واعلاميين تعمل بمناسبة او دون مناسبة على نشر مغربفوبيا لدى الرأي العام..

جيل الحقيقة التاريخية تم استبعاده وسلب حقه في التعبير. بينما الذين سرقوا الثورة يعيثون في الجزائر ومؤسساتها وخيراتها كذبا وتزويرا وحقدا..