الثلاثاء 23 إبريل 2024
خارج الحدود

الإنتخابات البرازيلية.. الطّريق إلى المجهول

الإنتخابات البرازيلية.. الطّريق إلى المجهول لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (يمينا) وجايير بولسونارو (يسارا)
توجه ما يزيد عن 156 مليون ناخب برازيلي، يوم الأحد 02 أكتوبر 2022،  إلى صناديق الاقتراع للتصويت في انتخابات رئاسية محتدمة بين الرئيس السابق اليساري "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" واليميني المحافظ "جايير بولسونارو".. وبعد الإعلان عن انتهاء الانتخابات الساعة الخامسة مساء بتوقيت البرازيل  مع فتح الصناديق توضحت الصورة بأن الإحصائيات التي كانت تقدمها بعض المراكز البحثية كانت خاطئة جدا؛ ولم تكن نزيهة وأمينة حسب ما صرح به بعض الخبراء؛ بحيث  تقدم "لولا" بشكل طفيف في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية على "جايير بولسونارو" الذي حقق نتيجة أفضل من المتوقع، فاز "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" أبرز شخصيات اليسار البرازيلي بنسبة 48 % من الأصوات متقدما على الرئيس المنتهية ولايته اليميني المحافظ  الذي نال 43 % أي بفارق حوالى ستة ملايين صوت وفق النتائج الرسمية النهائية .

فاستطلاعات الرأي أخطأت كثيرا إذ كانت تتوقع تقدم لولا ب14 نقطة (50 % في مقابل 36 %) ولم تستبعد إمكان فوزه من الدورة الأولى.

وفي هذا السياق،  وعد لولا "بمزيد من اللقاءات الانتخابية والزيارات" لملاقاة البرازيليين للفوز بولاية ثالثة في 30 أكتوبر "لأن علينا اقناع المجتمع البرازيلي".

وقال لولا في تصريح صحفي "غدا ابدأ حملتي. لو كنت فزت من الدورة الأولى لأخذت عطلة من ثلاثة أيام وذهبت في شهر عسل.. لكن علينا المسير الآن حتى النصر، وموعدنا 30 أكتوبر.  

وسجل أنصار بولسونارو نتائج ممتازة - لم تكن متوقعة- في الانتخابات العامة التي شهدتها البرازيل يوم أمس الأحد  أيضا وانتخب الكثير منهم نوابا أو حكاما وبينهم وزراء سابقون في حكومات بولسونارو .

وعموما هناك صراعات خطيرة وانقسامات قوية بين الأحزاب السياسية البرازيلية، لهذا ستشهد الدورة الثانية استقطابا هائلا وحادا، بين أنصار "لولا" وأنصار "بولسونارو"، علما أن هذا الأخير قد فتحت له أبواب الفوز بالقصر الجمهوري أكثر، فيما يتوقع الخبراء وبعض المحللين السياسيين أن "بولسونارو" لا يزال يملك كامل الفرص للفوز بولاية جديدة، وحتى إذا لم يوافقه الحظ فسيكون هو الرجل القوي المتحكم في مجلس الشيوخ، لكونه له الأغلبية فيه، وسيظل لولا في حالة نجاحه مكبلا ولا يستطيع تطبيق برنامجه وتحقيق ما وعد به الناخب البرازيلي، وربّما يتم إسقاطه في الشهور الأولى، كما فعلوا مع رفيقه دربه  "ديلما " في السابق، لتبقى الانتخابات البرازيلية - في الحقيقة -الطريق إلى المجهول .