الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

سعيد جعفر:في الحاجة القصوى لمؤسسة دستورية ترقي التراث والثقافة إلى مرتبة الأمن القومي

سعيد جعفر:في الحاجة القصوى لمؤسسة دستورية ترقي التراث والثقافة إلى مرتبة الأمن القومي سعيد جعفر
بشبه يقين نقول أن معركة الهوية المغربية اليوم ملحة أكثر من أي وقت مضى. 
الدولة بذلت جهودا كبيرة منذ وقت طويل بهدف تثبيت هوية مغربية جامعة وموحدة ضمنتها في أسمى نص قانوني وتمثلها المغاربة أجيال بعد أجيال بشكل فعال ومبدع.
ما نبه له كبار المنظرين من أن حرب الهويات ستكون واحدة من أكثر مراحل الحرب خطرا يحدث اليوم ويمس المملكة المغربية من النظام السيء لجارها الطيب.
الهوية المغربية تتعرض لاستنزاف مقصود يمس التراث والثقافة المغربيين، بهدف واضح هو قرصنة هوية الإنسان المغربي بهدف عزله عن ذاته وعن العالم، وبالتالي إحداث إزاحة في جغرافية هذه الهوية تجاه شرق المملكة.
هذه خطة واعية وخطيرة تم نهجها في مراحل متفاوتة من التاريخ وعلى مراحل استهدفت الهنود الحمر والأنتيك وشعوب القوقاز والشعوب السلافية والأمازيغ وشعوب وجماعات بشرية أخرى عبر التاريخ.
بدأت الخطة أولا بالتشكيك في هذا التراث ثم سرقته وبعد ذلك رسملته شعبيا ثم اقليميا ثم مؤسساتيا.
تراث وثقافة المملكة المغربية تتعرضان لهذه الخطة حرفيا ضمن خطاطة عامة في حرب الاستنزاف الطويلة والمفتوحة ضد المملكة ترابيا من خلال رعاية وتشجيع كيان انفصالي، واقتصاديا عبر كل القرارات الاقتصادية التي تضر بالسيادة الوطنية في الطاقة والغذاء والماء..، وسياسيا عبر حملات الاستنزاف السياسي المفتوحة اقليميا وقاريا ودوليا.
نقدر بدون تردد أن المملكة دولة وشعبا نجحت في ربح المعارك الترابية والسياسية والاقتصادية، وهو نجاح يتم تأمينه كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة بحرص ملكي مستمر،
وبالمقابل ودون تردد كذلك نعتبر معركة الهوية الثقافية تقنية أكثر مما هي فكرية وايديولوجية مما يجعلها غير شمولية وغير متكاملة، ولذلك نحن في حاجة إلى :
- مؤسسة دستورية ترقى بالتراث والثقافة المغربيين إلى مقام الأمن القومي للمملكة المغربية.