الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

الحافظ الحواز: لقد انكشفت ألاعيب البعض في مصادرة أراضي أيتوسى

الحافظ الحواز: لقد انكشفت ألاعيب البعض في مصادرة أراضي أيتوسى الحافظ الحواز
تنظم قبائل أيتوسى زيارة ميدانية يومي 4 و 5 شتنبر 2022، لأراضيها بإقليم أسا الزاك، وذلك قصد ممارسة حقها في التعرض الميداني الذي يكفله القانون، كما ورد في بلاغ توصلت جريدة "أنفاس بريس"، بنسخة منه، وتتضمن الزيارة جماعة المحبس الحدودية، حيث سيكون الزوار موعد مع برنامج مكثف عنوانه الأكبر تثمين مضامين الخطاب الملكي الأخير والتنديد بتصرف الرئيس التونسي.
ومن أجل تسليط الضوء حول هذا الموضوع أجرت" أنفاس بريس" الحوار التالي مع الحافظ حواز عضو اللجنة التحضيرية لحراك أيتوسى:
 
 
تخوض فعاليات من قبائل أيتوسى ما سمي بمعركة التراب، تحت شعار لا للتحفيظ، ما هو سياق هذه المعركة؟
الأمر لايتعلق فقط بقبيلة أيتوسى، بل يهم القبائل كاملة في هذا الحراك لأجل تسليط الضوء على ملف يعتبر جزء من وجود الإنسان ككل وقبائل ايتوسى على وجه التخصيص، فالأرض كانت وستبقى معطى وجودي ورمز من رموز الكينونة التي بفقدانها أو جزء منها قد يشير ذلك إلى الزوال. ونحن نتمسك بهذا الخيار بمرجع التاريخ والوقائع المثبتة، سواء عن طريق الوجود الفعلي في المجال منذ قرون، أو من خلال الإثباتات التاريخية بمعطى الكتابات الكولنيالية أو الاتفاقات والمعاهدات وصكوك التجارة بين القبائل وحتى على صعيد دول الجوار ودوما قبائل أيتوسى طرفا فيها، لذلك تعتبر. الطريقة، وأسطر عليها، هي مكمن الإشكال، حيث تم تجاوز الخطوط الحمراء والقفز على هذه المعطيات التي سالت لأجلها دماء شهداء في فترات الوجود الأيتوسي بأراضيها، سواء في حقبة السيبة أو إبان الوجود الاستعماري، أو في حرب الصحراء التي حملت لوحدها أكثر من 8000 شهيد لاجل الوطن والأرض والعرض.
 
لماذا رفض التحفيظ كمسطرة؟
نحن لم ولن نرفض التحفيظ كمسطرة إدارية يمكن للدولة أن تقوم بها متى شاءت وحيثما شاءت، لكن الفرق هنا أننا نسميه تحفيظ جائر، أعد له في صالونات مظلمة مع أطراف ألفت القنص في فترات الزوابع، ولعل فترة الحجر وبعدها الصيف خير مؤشرين على ما أقول، فإذا كانت إدارة الأملاك المخزنية تريد تحفيظ جزء من أراضينا لأجل المصلحة العامة، فليس عليها إلا اتباع الطرق القانونية لذلك، فأما أن تقوم بنزع الملكية مقابل تعويض مباشر، أو أن تتفاوض لنزعها بالتراضي، أو أن تطلب من القبيلة، وأسطر أيضا عليها، ذلك وليس ممن لا يملكون سوى نصيبهم ومن تم تقرر القبائل ماذا تفعل، ولا أعتقد أن قبائل وهبت أرواح أبنائها لأجل بلدها سيعوزها أن تعطي جزء من أملاكها. لذلك وجب التحذير من بعض الإشاعات والخرجات المضللة والتي تبحث عن التأثير على هذا الحراك المبارك الذي صحح كثيرا من المفاهيم وبين عديد النواقص عند البعض الذي كان يرى الأشياء من زوايا ضيقة ونحن نعمل على جعلها منفرجة تكشف الأشياء بوضوح.
 
ما الذي يجعل من المؤكد أن هذه الأراضي المقدرة بمليوني هكتار في ملكية مواطنين ينتمون للقبيلة؟
طبعا هي في ملكية هذهالقبائل بمرجع الوثائق والوجود المستمر والحضور الواقعي من خلال الخيام والمواشي والبيوت والظفائر والقبور والحرث والمبادلات التجارية والاستمرار فيها لعقود، وبالتالي فهي ملك القبائل وإرث لأبنائها كابرا عن كابر..
كيف ترد على من يقول بأن عملية التحفيظ لن تمس حقوق الملكية للمواطنين بقدر ما تسري على الأراضي الخلاء التي هي في ملكية الدولة؟
سيدي الموقر نحن نتكلم عن حقوق لقبائل وعن مجال جغرافي وأراضي في ملكيتها، فحتى المستعمر لم يستطع نزعها ولو كانت خلاء كما تقول، أو يقول البعض لصنفها المستعمر إحدى إماراته كما فعل في أماكن مجاورة، ورغم ذلك فإننا نعتبر من يقول إن التحفيظ لن يمس حقوق الأفراد من هذه القبائل إنما يحاول أن يغطي الشمس بالغربال، ويبرر لنفسه مالا يبرر، فهو مس مباشر وهو اقتطاع بغير وجه حق لأراضي قاتل من أجلها أبناء هذه القبائل وقاوموا لتبقى منيعة داخل حضن وطنها الأم.
 
هناك تجارب حدودية لإقليم أسا في طانطان تم تحفيظها دون مشاكل، للمصلحة العامة بغرض الاستثمار، ما الذي يجعل قبيلة أيتوسى تشكل الاستثناء؟
قلت التحفيظ ومعه المصلحة العامة، نحن نطرح السؤال، ماهي هذه المصلحة العامة؟ فقد كان على المحافظ العام أو الوالي أو العامل أن يجمع من يمثلون القبائل في الأرض، لأننا تنظيميا نملك هذا الجهاز بحكم خبرته وتواجده ومكانته مع ممثليها في المجالس ويقدمون للجميع الخطوط العريضة مع تعاقد واضح، وهو ما يشكل أرضية للإجابة على أي سؤال، ويوضح المسؤوليات ويجعل كل في إطاره وهو أيضا ما قد يجعلنا في غنى عن كل هذه المشاكل، كما يوفر علينا هذا الجهد ونربح كثير من الوقت.
فقبائل أيتوسى ليست استثناء بل قد تكون كذلك إذا شعرت بالخلل وظهر لها الخطأ، وأعتقد أن هذا الحراك كما أشرت إلى ذلك سلفا سيشكل السبب في تصحيح عديد المفاهيم والعلاقات وسيكشف الوجه الحقيقي للبعض.
فقط أود أن أشير إلى أن البعض في محاولته للتشويش على الحراك أخذ يمتطي بعض الاسطوانات المهترئة التي باتت لا تغني ولا تذر، نقول لهؤلاء بأن قبائل أيتوسى هي القبائل الوحيدة في المغرب التي ستعطي الدروس في التلاحم الوطني من خلال وقفة المحبس للرد على رئيس تونس، وهي القبائل التي تملك أكبر عدد من شهداء الوطن وهي أيضا أول قبيلة من حيث عدد المجندين في صفوف القوات المسلحة الملكية، بمختلف تلاوينها، وبالتالي وجب عليكم البحث عن شماعة أخرى قد تمنع عنكم كشف دسائسكم ضد الوطن وضد رعاياه من قبائل ايتوسى، ولعل أسلوب التحفيظ الجائر أحد أوجهها، فقط أريد أن أطرح سؤالا، لماذا تم إعلان التحفيظ في فترات الحجر الصحي؟ وماهي الأسباب التي جعلت بعض الرؤساء والمسؤولين الترابيين الإقليمين والجهويين لا يعلنون القرارات بتعليقها في المقرات الإدارية؟ ولماذا تم توقيف التحفيظ الجماعي الذي انطلقت مسطرته سنة 2018 بعدد من جماعات الإقليم؟ هذه بعض من أسئلة الأيتوسيات والأيتوسيين فهل من مجيب؟