الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

تطاحن بين المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق والنقابة الوطنية للتعليم العالي

تطاحن بين المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق والنقابة الوطنية للتعليم العالي المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق
نددت النقابة الوطنية للتعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق بإقدام إصدار إدارة المركز لسيل من الاستفسارات، في حق ثلة من خيرة الأستاذات والأساتذة المشهود لهم بالجدية والكفاءة، واعتبرته قرارا متسرعا، وأنه لم يكن هنالك ما يدعو لذلك التصرف، خصوصا في نهاية الموسم التكويني حيث ينبغي تكريمهم على الجهود التي يبذلونها في الرفع من جودة التكوين.
جاء هذا في بيان صدر عقب اجتماع المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق، يوم 28 يوليوز 2022، في إطار تقويم حصيلة الموسم التكويني، وعلى الخصوص متابعة تدبير اختبارات التصديق على استيفاء المجزوءات، وكذا مدارسة مجموعة من الشكايات التي تقدم بها ثلة من الأساتذة.
واعتبرت النقابة أن قرار إدارة المركز الجهوي به شطط في استعمال للسلطة، وعدم تحقق الإدارة من الوقائع المعتمدة في إصدار الاستفسارات، حيث غضت الطرف عن العيوب المادية والمسطرية الكثيرة التي شابت التكليف بالحراسة (التكليف في أكثر من مقر في نفس الوقت، أو في غير مقرات التعيين، عدم احترام قواعد التراسل الإداري في تبليغ التكليفات، عدم مراعاة الحالات الاجتماعية الطارئة كالوفاة والمرض...)، مما لا يصح معه تحميل المسؤولية للأساتذة.
كما أدان البيان، الذي توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه، بشدة ما عبرت عنه بأن "الجهة المشوشة الجبانة التي تلجأ مرة بعد مرة إلى سياسة الرسائل المجهولة –كما حصل في بداية الموسم وغيره-بغرض الكيد للأساتذة وتبخيس عملهم وتشويه صورة المركز الجهوي؛ واستنكار اعتماد الأكاديمية وإدارة المركز على مثل تلك الرسائل النكرة كمرجعيات لتبرير قراراتها، في حين تتجاهل المراسلات المعلومة والمسؤولة التي تتقدم بها الهيئات والأفراد".
كما أشار البيان النقابي إلى "أن شعار جودة التكوين لم يعد له أي اعتبار في التدبير الإداري الذي لا يهمه إلا الإجراءات الشكلية وكتابة التقارير، في حين يسمح بالاعتداء على التخصصات العلمية من قبل غير المتخصصين، ويسهم في انتهاكات صارخة لعدة التكوين والتقويم، كما يحصل في شعبة الابتدائي على مرأى ومسمع من الإدارة".
وفي هذا الصدد، طالبت النقابة الوطنية للتعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق، وتغليبا لمبادئ الحكامة الرشيدة، ولمطالب الجودة والمشروعية، إدارة المركز بسحب الاستفسارات المعيبة، داعية إلى ترسيخ قيم مثلى لتواصل إداري يحفظ كرامة الأساتذة ويثمن مجهوداتهم، مما من شأنه أن يؤسس لمناخ سليم للعمل والتعاون والتضحية.
ونبّه البيان النقابي الإدارة إلى النأي عن أي سلوك من شأنه إحراج الأساتذة المجدين والضغط عليهم بمختلف أشكال الإكراهات من أجل التصدق بالنقط وتنجيح من لا يستحق - فيما تغض الطرف عن حالات معلومة غير مخولة من المستهترين، بتعبير بيان النقابة، وهو الأمر الذي جرأ بعض الفاشلين من المتدربين على أساتذتهم، وجعلهم يتجاوزون كل الحدود الأخلاقية في المطالبة بالتنجيح غير المستحق، مع أن الإدارة ساهمت في الفشل بسكوتها عن الغيابات المتكررة غير المبررة.
كما عبّر الأساتذة الغاضبون تحويل اختبارات التصديق على استيفاء المجزوءات، التي من المفترض أن تدبرها الشعب بكل سلاسة، إلى امتحانات إشهادية على غرار التعليم المدرسي، وتحويل المؤسسة لمركز امتحانات مع ما يرافق ذلك من إجراءات شكلية بغرض تبرير التعويضات.
ودعا المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق إلى ضرورة تطهير الجسم الأستاذي من الدخلاء ومصطادي فرص الريع (غير المخولين قانونيا بمزاولة مهام التدريس والتمثيل في الهياكل)، من أجل الحفاظ على الضوابط التنظيمية والجودة في التكوين والتأطير والبحث العلمي.
وفي الأخير، طالب النقابة الجهات الوصية بفتح تحقيق شفاف بخصوص الأطراف التي تدلي بمعلومات مغلوطة لدى الجهات المركزية وعبر الرسائل مجهولة الهوية، بقصد النيل من الأساتذة وسمعة المركز، وحذرت من مغبة ما قد تؤول إليه الأمور إذا بقيت الإدارة تلعب دور المتفرج السلبي على حد تعبير البيان النقابي.
في الأخير، دعا المكتب المحلي الأساتذة إلى مزيد من الوحدة والتضامن، لمجابهة ما وصفه ب"أشكال الرداءة والاعتداء على كرامتهم وحقوقهم، والاستخفاف بمكانة مؤسستهم".