الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

لماذا تحولت القنيطرة من "جوهرة" سبو إلى مقبرة لمشاريع التنمية؟

لماذا تحولت القنيطرة من "جوهرة" سبو إلى مقبرة لمشاريع التنمية؟ عزيز كرماط ومشهد من نهر سبو بالقنيطرة
تحظى مدينة القنيطرة بموقع جغرافي مهم، تقع على الضفة الجنوبية لنهر سبو، على بعد 12 كلم من المصب بالمحيط الأطلسي عند مصطاف المهدية، كما تقع في ملتقى الطرق التجارية الرئيسية والهامة الرابطة بين مدن شرق، وشمال المغرب، ووسطه (فاس، تطوان، طنجة، الرباط والدار البيضاء..)، لكن بالرغم من مؤهلاتها الطبيعية الكبرى، حيث يحيط بجنباتها البحر، والغابة، ووادي سبو، "اللاك"..، لازالت تتخبط في مشاكل عديدة بوأتها درجات متدنية سياحيا، واقتصاديا وتجاريا، ناهيك عن كون نهر سبو لا يعدو كونه مستنقعا تتجمع فيه الحشرات والروائح الكريهة.

وفي تعليق له على الوضع الذي تعيشه مدينة القنيطرة، عزا عزيز كرماط، نائب برلماني، و نائب رئيس جماعة مدينة القنيطرة سابقا، عدم تأهل مدينة القنيطرة لتصير مدينة سياحية، أو اقتصادية، أو رياضية.. بامتياز، إلى ثلاثة عوامل كبرى، أولها، معاناة هذه المدينة لسنوات عديدة من هجرة الضواحي بسبب الجفاف، حيث عرفت تطورا ديمغرافيا عشوائيا، أسفر عن انتشار دور الصفيح، والباعة المتجولين...
 
وأضاف كرماط في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، أن العامل الثاني الذي جعل المدينة تخلف موعدها مع التطور، يتعلق بمدبري الشأن المحلي، بحيث ولقرابة ثلاثين سنة مضت لم تتعدى قرراتهم المبرمجة للنهوض بالمدينة، المدة الانتخابية لهم، وفي الغالب لم تكن هناك برامج حكومية كبرى موجهة لها إسوة بباقي المدن الكبرى التي جرى التركيز عليها.
 
وزاد المتحدث ذاته في حديثه عن العامل الثالث قائلا إن المشاريع التي تبنتها الجهات المعنية على قلتها ظل بعضها متعثرا، فيما لازالت بعض المشاريع قيد الأوراق.

وشدد على أن المشروع الضخم الوحيد، الذي حظيت به المدينة لتأهيلها على جميع المستويات، والذي "للأسف" لا زالت بعض برامجه متعثرة إلى اليوم بالرغم من ميزانيته التي تناهز 8.4 ملايير درهم، يتعلق بالمخطط الاستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة 2015/2020 الذي أطلقه الملك محمد السادس شهر أبريل 2015.
 
وأفاد كرماط أن هذا المخطط، الذي من بين أهدافه تعزيز الموقع الاقتصادي للمدينة، وتحسين إطار عيش السكان، والحفاظ على المنظومة البيئية، وكذا النهوض بالعالم القروي، والارتقاء بالبنيات السوسيو- ثقافية والرياضية بالإقليم، وتعزيز البنية الطرقية، وتحسين مؤشرات التنمية البشرية، وتعزيز الجاذبية السياحية للمحطتين الشاطئيتين: المهدية ومولاي بوسلهام.

وقال أنه لحدود اليوم، لم يتم تنزيل هذا المشروع بالكامل بسبب عدم توفر الوعاء العقاري، أو عدم وفاء بعض الشركاء بالتزاماتهم المالية تجاه البرامج المزمع تحقيقها. 
 
من جهة أخرى، أكد كرماط، أن هذه المدينة ولحدود اليوم، وبالرغم من تعاقب المسيرين ومدبري الشأن المحلي عليها لأكثر من 40 سنة، لا زالت تفتقر إلى هوية واضحة لها (تجارية أو اقتصادية، أو سياحية أو رياضية..) بالرغم من توفر مقومات لذلك، فهي مدينة مسطحة، حيث يحيط بها وادي سبو، والغابات، و مرجة الفوارات و "لاك" سيدي بوغابة، إلا أنها تعاني من ضعف التجهيزات والمرافق اللازمة، ومن التلوث الجوي (الغبار الأسود)، والتلوث البيئي الذي تنتج عنه روائح كريهة بفضل ركود المياه بالوادي..

وأضاف كرماط أنه كان هناك حديث عن مشروع ميناء إضافة إلى "مارينا" على مشارف واد سبو، لكن توقف الحديث عن ذلك منذ مدة. ولكي تبقى المدينة مؤهلة لإقلاع حقيقي يجب إيلائها العناية اللازمة كمجال حقيقي للتنمية وليست كخلفية للمدن المجاورة.