Sunday 25 May 2025
مجتمع

عطل مصعد بعمارة تابعة لوزارة الأوقاف كاد أن ينهي حياة 10 أشخاص

عطل مصعد بعمارة تابعة لوزارة الأوقاف كاد أن ينهي حياة 10 أشخاص

نجا 10 أشخاص، يوم أمس الاثنين، من الموت اختناقا بأحد مصاعد عمارة تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مدينة الدار البيضاء. وبدأت رحلة الرعب هاته بمجرد الضغط على زر التشغيل، حيث انطلق المصعد بشكل جنوني في امتناع عن التوقف بأي طابق من الطوابق التي مر بها، قبل أن يغير الوجهة من تلقاء ذاته نحو الأسفل، ويعاود عمليتي الصعود والهبوط مرات ومرات من غير أن تكون للمحجوزين سلطة على التحكم في تحركاته. الأمر الذي أصاب الجميع بذعر رهيب، والإحساس بأن أول مصير صار أقرب إليهم هو فقدان حياتهم، خاصة وأن مدة العطل تجاوزت 15 دقيقة، مرت وكأنها الدهر على أسرى المصعد.

ولحسن طالع هؤلاء وبقدر لطيف من الله، اهتدى "لاسانسور" إلى صوابه أخيرا، ليتوقف في الرقم صفر المؤدي إلى بهو العمارة. حينها، تنفس الجميع الصعداء، وكشفت الطريقة التي غادروا بها من أوشك أن يكون قبرهم على حجم الورطة التي سقطوا فيها، بحيث تسابق الكل بقفزات مسرعة وكأنهم هاربون من شبح يترصد قفاهم، وهم شباب ونساء وشيخ يعمل نادلا، إلى جانب الزميل يونس الخراشي، الصحفي بيومية "أخبار اليوم"، الذي وصف الحادث بالتجربة القاسية، والدليل الحي على أن الموت أقرب ما يكون إلى بني آدم. فما أبلغ المشهد الذي ساد داخل ذلك "المصعد الزنزانة"، يقول الخراشي، والوجوه التي كانت تتصبب عرقا من هول الصدمة، والأفئدة التي بلغت الحناجر، وأيضا الدعوات التي لم تتوقف للرب حتى ينهي الموضوع بسلام، دون العجز عن مطالبة الشباب بطرق الباب عل تلك الضربات تجد من يسمعها.

هذا، وأشار يونس الخراشي إلى أن ذلك المصعد هو الوحيد الذي كان موضوعا رهن إشارة المواطنين باعتباره "الصالح للاستعمال"، وأي إصلاح هذا؟، يتساءل المتحدث بسخرية، قبل أن يردف بأن كافة المصاعد الأخرى معلن بملصقات عليها كونها "خاسرة"، وكأن ذلك الذي كاد أن ينهي حياة عشرة أشخاص يضمن كل شروط السلامة، خاتما كلامه بنبرة أسى وأسف وهو يقول "مع أن الأمر يتعلق بعمارة تابعة لوزارة الأوقاف يا حسرة".