ينظم المجلس العلمي المحلي لعين الشق بالدار البيضاء، دورة الحياة الزوجية، وذلك في شهر أكتوبر المقبل. وحسب علياء زحل، إحدى المشرفات على هذه الدورة، فإن هدفها الأساسي هو التوعية الأسرية للمقبلين على الزواج، "خاصة أن المجتمع المغربي لا يزال يعاني من ضعف الاهتمام بالثقافة والوعي الأسري، وهو أمر لابد منه، فكما نحتاج لرخصة لقيادة السيارة والحافلة والشاحنة، نحتاج إليها كذلك لقيادة الأسرة وتربية الأبناء من باب أولى طبعا".
وأضافت المشرفة الأسرية زحل، في لقاء مع "أنفاس بريس"، أن أغلب المقبلين على الزواج لا يستعدون له إلا ماديا، "فيجهزون السكن والمهر ونفقات العرس وما إلى ذلك، ويغفلون عن لب القضية وجوهرها، وهو ما يتعلق بمعرفة وفهم طبيعة الجنس الآخر وأصول التعامل بين الزوجين والأساليب المثلى للتواصل الأسري، وكثيرا ما يقع الشباب بل والكهول والشيوخ فريسة لجهلهم بهذه الأمور فتحدث مشاكل لا حصر لها، وهي في الغالب تكون في بدايتها مشاكل بسيطة، لكنها مع الجهل بأسبابها وطرق التعامل معها، ومع غياب التواصل الزوجي تتفاقم ويتراكم بعضها فوق بعض مما قد يؤدي: إما إلى تفكك الأسرة وانفصال حقيقي للزوجين، أو إلى ما يشبه الانفصال، حيث يظلان معا حرصا على جمع شمل الأبناء أو خوفا مما ستلوكه الألسنة عنهما إن هما انفصلا، لكن حقيقة الأمر أن الانفصال واقع لغياب المودة والألفة الضرورية للحياة الزوجية.
وأوضحت عضو خلية المرأة والأسرة التابعة للمجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعة عين الشق، أن أهمية تنظيم هذه الدورة كل سنة، هو من محاولة تغطية شيء من النقص الحاصل في التوعية الأسرية وطنيا، والمساهمة ولو بقليل في التخفيف من المشاكل الزوجية والتقليل من نسب الطلاق التي ترتفع يوما عن يوم، والحمد لله أن إقبال الشباب على هذه الدورة لا بأس به، خصوصا أنها مجانية ولا تكلفهم شيء كباقي الأعباء الأخرى التي تسبق الزواج.
وبخصوص المتابعة البعدية، أكدت علياء زحل في اللقاء نفسه، أن المجالس العلمية ومنها مجلس عمالة مقاطعة عين الشق، تفتح أبوابها باستمرار لطالبي الاستشارات والفتاوى ومنها بدون شك المتعلقة بالحياة الأسرية والمشاكل الزوجية. زد على ذلك الدور الذي تقوم به المساجد في هذا المضمار، من قبل الوعاظ والواعظات، إذ لا يتأخرون في إفادة من يسعى للإفادة، أو ربطه بمن سيفيده من أهل الاختصاص.
ودعت علياء زحل، جميع المقبلين على الزواج أو المتزوجين حديثا للتسجيل في هذه الدورة، لدى الكتابة الخاصة بمقر المجلس العلمي الكائن بمسجد الحسنى (تقاطع شارعي القدس ومحمد السادس) بالدار البيضاء، أو التسجيل عبر صفحة المجلس على "فيسبوك".
