كان شارع محمد السادس بمدينة مراكش، صباح أمس الأحد، مسرحا لخلاف شديد اللهجة بين امرأة وزوجها، بعد أن ضبطته صحبة سيدة أجنبية مسنة بإحدى المقاهي. وبحسب شهود عيان، لم يهنأ سيء الحظ هذا سوى بقسط قصير من الزمن بفضاء معروف على تراب مقاطعة جليز حتى باغتته "مولات الدار" وهي تصرخ في وجهه بكل ما حضر إلى بالها من عبارات السب والشتم، دون أن تترك له فرصة الرد أو حتى استيعاب الموقف الذي وجد نفسه فيه.
وبينما كانت المرأة الغاضبة غارقة في تفريغ نرفزتها في وجه شريكها، رسمت على السائحة الفرنسية ملامح الصدمة، وكأنها لم تخبر من قبل مجالسها بوضعه العائلي كرب أسرة، يقول المصدر، قبل أن يستطرد بأن الجو العام الذي كان يحيط بالواقعة يوحي بأن الرجل أخفى على الأجنبية أمر زواجه، وأن هناك مشروعا بينهما، ربما، بالارتباط، خاصة أنه لا يزال يبدو على مشارف سن الأربعين، في حين أن عمر رفيقته يعتقد بأنه تجاوز الستين. الأمر الذي اشتاطت معه المغربية حنقا أكثر عقب أن خاطبته وهي تلطم خدها "أويلي باش مبدلني. كون غير كانت ازين مني ولا اصغر مني.. إيوا إلى ما بقيتيش باغيني دار القاضي بيناتنا وبلاش من هاد الفعايل ديال قلالين العفة".
وفي الوقت الذي كان العديد من المواطنين الذين قادهم الفضول إلى التوقف في عين المكان وانتظار خاتمة ما ستسفر عليه تلك المشاحنات، تداول رواد المقهى وبإجماع، يخبر المصدر، مسألة وجود وشاية وراء مفاجأة الزوجة لزوجها، بناء على الطريقة التي عثرت بها على الأخير، والتي تدل على أنها أبلغت بمعلومات كافية عن مكان زوجها، بحيث ذهبت مباشرة إليه دون تردد أو حاجة للاستفسار.
ولم تكتف المرأة بمهاجمة زوجها لفظيا، وإنما انتقلت أيضا إلى السائحة وهي تصفها بـ "خطافة الرجالة"، مستهزئة بها "والله ما تستاهلي نوسخ فيك يدية أو نديك للبوليس"، مكتفية "أنا حسابي غير مع هادا اللي عارفة أش غادي ندير".
وفي سرعة البرق، يردف المصدر اختفت السائحة مخلفة وراءها زوبعة من الاحتقان، قبل أن يدخل بعض المارة لمحاولة امتصاص غضب الزوجة، ونصحها بإكمال الحوار مع زوجها بالبيت بعيدا عن إفشاء الأسرار الخاصة في شارع عام.