تعد سفارة روسيا بالعاصمة "تالين" من أشد الأماكن حراسة في إستونيا، ومن أكثر المواقع استنزافا للإمكانيات المالية. إذ تخصص إستونيا حوالي 1% تقريبا من مواردها البشرية في جهاز الشرطة، لتأمين محيط السفارة. هذا العدد يتضمن رجال الشرطة بالزي الرسمي وآخرين بالزي المدني المداومين على الحراسة بمحيط البناية، فضلا عن عناصر اللوجستيك والاستعلامات والمواصلات، علما أن مقر السفارة الروسية لا يتعدى 800 متر مربع، أي لا يشكل حتى 0،01 من مساحة إستونيا البالغة 45.335 كلم مربع !
مقر السفارة، الموجود في المدينة العتيقة ب "تالين"، تتناوب على حراسته سيارات الشرطة على مدار الساعة في اليوم وعلى امتداد الأسبوع. وما أثارني أن شرطة "تالين"، المرابطة قرب مقر السفارة تشغل محرك السيارات 24\24 تحسبا لأي تدخل لمواجهة أي هجوم من طرف الحاقدين على روسيا أو الرافضين لسياستها.
مقر السفارة، الموجود في المدينة العتيقة ب "تالين"، تتناوب على حراسته سيارات الشرطة على مدار الساعة في اليوم وعلى امتداد الأسبوع. وما أثارني أن شرطة "تالين"، المرابطة قرب مقر السفارة تشغل محرك السيارات 24\24 تحسبا لأي تدخل لمواجهة أي هجوم من طرف الحاقدين على روسيا أو الرافضين لسياستها.
فمنذ اندلاع حرب أوكرانيا في فبراير 2022، كان الإستونيون أول المحتجين ضد روسيا وتدفقوا صوب مقر سفارة روسيا للتنديد بما يصفونه "احتلال أوكرانيا".
هذا التضامن لم يكن "إنسانيا" "خالصا"، بقدر ما تستحضر إستونيا تجربتها مع الاتحاد السوفياتي الذي ضمها بالقوة إلى نفوذه في سنة 1940.هذا الضم جعل إستونيا تحت إبط موسكو لمدة خمسة عقود، قبل أن تحصل على استقلالها عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.
ومنذ فبراير 2022، تم وضع حواجز حديدية أمام مبنى السفارة الروسية بالمدينة العتيقة، وهي الحواجز التي حولها الإستونيون وعدد من زوار مدينة "تالين" من أوربا الغربية، إلى "حائط مبكى" خاص بهم، يضعون لافتات تتضمن عبارت مناهضة لروسيا أو يضعون صور معارضين روس، أو يشعلون شموعا، أو يمرون بمحاذاة الحواجز الحديدية لرجم "الشيطان الأكبر" في نظرهم، ألا وهو الرئيس بوتين الذي يرجمونه "رجما افتراضيا"، أو المرور فقط من أجل البصق على الأرض إشهارا للعداء نحو أحفاد قياصرة روسيا.