لم تتوقف الصحف الفرنسية باستثناء صحافة اليمين عن تلك النظرة الفوقية للمغرب منذ الاستقلال وليس اليوم.
نظرة قاصرة واستعمارية لا ترى إلا النصف الفارغ من الكأس وحتى إذا كان الكأس ممولوء فإنها تفرغ النصف بمنطقها الخاص.
نظرة قاصرة واستعمارية لا ترى إلا النصف الفارغ من الكأس وحتى إذا كان الكأس ممولوء فإنها تفرغ النصف بمنطقها الخاص.
في عهد الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، كان لجريدة لوموند بعض الصحافيين المختصين في المغرب. لا يكتبون إلا عن النواقص و السلبيات، وكم كانت الجريدة الفرنسية تكرر نفسها بتناول مواضيع بعينها أمثال الاعتقال السياسي وسجن تازمامارت وعائلة أوفقير وابراهام السرفاتي وغيرها من المواضيع المستهلكة في فترة عرفت بسنوات الرصاص.
لكن بعد تولي الملك محمد السادس الحكم،سيسحب البساط من أمام لوموند وغيرها بقرارات جريئة، إذ تم تم تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة بهدف جبر الضرر وإنصاف الضحايا الذين عانوا خلال سنوات الرصاص. تم طي صفحات الماضي وفتح جسر للحوار والتواصل لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات في المستقبل.
أمر الملك برفع الإقامة الجبرية عن الشيخ عبد السلام ياسين وعودة المعارض ابراهام السرفاتي إلى وطنه وإطلاق سراح جميع المعتقلين وعودة المنفيين. هذا إضافة الى ما قام به في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية..
ماذا بقي للوموند وغيرها ؟ لاشيء.
الغريب وقد كتبت عن هذا في آنه أن جريدة لوموند اتجهت إلى المجال الرياضي لمحاولة الضرر بصورة المغرب.
مثلا..في سنة 1999، وبمناسبة بطولة العالم لألعاب القوى بمدينة إشبيلية الإسبانية فاز العداء العالمي هشام الكروج بسباق 1500 متر متفوقا على ثلاثة متسابقين إسبان، رغم أنهم نسقوا بينهم وهذا ممنوع في السباقات التي تنظمها الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
لوموند تغاضت عن هذا التعاون الإسباني واتهمت "جهات عليا" بالمغرب بأنها أمرت العداء المغربي عادل الكوش الذي شارك في نفس السباق بلعب دور الأرنب لفائدة هشام الكروج.
وفي سنة 2000، سيتألق ثلاثة لاعبين مغاربة على الصعيد العالمي في رياضة التنس؛ هم يونس العيناوي هشام، أرازي وكريم العلمي. وكانوا يتوفقون على اللاعبين الفرنسيين حتى في الدوريات التي تنظم داخل بلدهم مثل دوري رولان غاروس.
جريدة لوموند التي لاتهتم بالمجال الرياضي، ستنشر مقالا تدعي فيه أن اللاعبين الثلاثة لاعلاقة لهم بالمغرب، وأنهم نشأوا وتلقوا تكوينهم في فرنسا.
هكذا إذن عندما غابت الملفات السياسية الثقيلة التي كانت تستغلها لوموند وغيرها للتهجم على المغرب، بدأت تبحث عن جوانب أخرى هامشية بعيدا كل البعد عن مبادىء الصحافة المهنية النبيلة.
وهاهي مستمرة في الطريق الخطأ..