تشير الأرقام الرسمية إلى أنه إلى حدود 4 غشت 2025، دخل إلى المغرب 2.789.197 فردًا من مغاربة العالم، بارتفاع بلغت نسبته 10.37% مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2024. هذا التطور اللافت يعكس دينامية متجددة في ارتباط الجالية بوطنها الأم، ويؤكد دورها المتنامي كفاعل اقتصادي واجتماعي رئيسي.
ارتفاع عدد الوافدين يعني بالدرجة الأولى تدفقات مالية أكبر عبر التحويلات التي تجاوزت في السنوات الأخيرة حاجز 100 مليار درهم سنويًا، وهي مورد أساسي للعملة الصعبة وداعم مهم لميزان المدفوعات. كما أن الإنفاق المباشر للجالية خلال فترة إقامتها ينعش قطاعات التجارة، النقل، السياحة، المطاعم، والترفيه، مما يخلق دورة اقتصادية موسمية تعزز مداخيل المقاولات والأسر، وتوفر آلاف فرص العمل المؤقتة في مختلف المدن والمناطق.
عودة الجالية ليست فقط مناسبة عائلية وثقافية، بل هي أيضًا فرصة استثمارية واعدة، إذ ناهزت الاستثمارات الخارجية المباشرة للجالية المغربية إلى متم يوليوز من هذه السنة 15 مليار درهم، وهو رقم يعكس ثقة متزايدة في السوق الوطنية وإمكانيات أكبر لجذب رؤوس الأموال نحو مشاريع إنتاجية وخدماتية مستدامة. هذا المعطى يفتح المجال أمام سياسات عمومية أكثر جرأة لاستقطاب هذه الاستثمارات، وتوجيهها نحو قطاعات ذات قيمة مضافة عالية كالصناعة، التكنولوجيا، والسياحة المستدامة.
