Tuesday 5 August 2025
كتاب الرأي

سعيد جعفر: الجزء الدولي في خطاب الملك محمد السادس

 
سعيد جعفر: الجزء الدولي في خطاب الملك محمد السادس سعيد جعفر
دعوة الملك إلى حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب يتوجه في رأيي إلى طرفين اثنين، رئيسي وفرعي.

الرئيسي هو الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأساسا روسيا والصين، والفرعي هو الجزائر ونسبيا كفيلتها البوليساريو.

تبعا لتسلسل الأحداث المملكة في موقع قوي، وربما قوي جدا بشكل غير مسبوق، معززا بمواقف بريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وباختراق موقف جنوب افريقيا والاعترافات الدولية المتوالية، وبطبيعة الحال موقف أمريكا، وربما الملك يمد يده لآخر مرة لجعل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقوى العظمى التي لا زالت تلزم الحياد شهودا على الروح الايجابية للمغرب ومقترح الحكم الذاتي في مقابل جمود طرح البوليساريو وراعيتها الجزائر، قبل أن تمر المملكة إلى الخطوة الحاسمة ممثلة في سحب الملف من الأمم المتحدة ككل، مع ما يستتبع ذلك من تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية وفرض عقوبات اقتصادية على راعيها الرسمي الجزائر وربما تونس.

زيارة مستشار ترامب مسعود بولس لتونس وليبيا والجزائر وفرنسا دون المغرب، واستتباع الزيارة برسالة ترامب للملك محمد السادس بتأكيد الاعتراف بمغربية الصحراء وتأكيد بولس للإعلام الجزائري بثبات موقف أمريكا من موقف الصحراء المغربية، يؤكد هذا التوجه الذي سيؤكده جلالة الملك لاحقا في خطاب العرش.

من جهة أخرى يكشف صيام قصر المرادية وحتى البوليساريو عن تشكيل موقف واضح ودقيق من الخطاب والدعوة ككل، وتكليف جهات شبه رسمية بالرد عن احتمال تقيد مواقفهما بمضمون رسائل زيارة مبعوث ترامب للجزائر،

ذلك أن التزام الجزائر بقبول ما تقرره البوليساريو في موضوع الصحراء ومقترح الحكم الذاتي هو ربما استجابة لمضمون رسائل ترامب للعسكر عبر بولس، إذ ليس عاديا بتاتا أن تعطل الجزائر هجوماتها على المغرب وخطابات الملك ولا تواجهها بموقفها التقليدي في تقرير مصير الشعوب

في ضوء هذه المعطيات يتوقع ما يلي:

-تململ مرتقب في موقف الصين خصوصا

-تزايد دعوات تصنيف البوليساريو منظمة إرهابية وربما من خارج أمريكا

-توقع حدوث اعترافين أحدهما مؤثر والثاني شبه حاسم في مسار الملف ككل