يذهب كثير من العارفين بخبايا وكواليس ملف الصحراء، إلى أن يكون قرار مجلس الأمن الدولي، المرتقب شهر أكتوبر المقبل، مختلفا عن سابقيه.
أكثر من ذلك، يتكهن المهتمون والمراقبون، أن يشكل القرار الأممي المرتقب، نقطة فاصلة، في مسار نزاع عمر لخمسة عقود، دون أن يجد طريقه إلى الحل، إذ لا يستبعدون أن يتم خلخلة الجمود الحالي، بخطوة جريئة وواقعية، تمليها التطورات التي عرفها الملف.
المرتقبون لهذا التحول الجذري في مسار ملف شائك، يبررون قراءتهم لتطوراتهم لهذه القضية، بحجم الأحداث المتلاحقة والهامة، التي عرفتها قضية الصحراء خلال السنوات الأخيرة، والتي ستنزل، بدون شك، بثقلها أثناء ترتيب وصياغة القرار من طرف أعضاء مجلس الأمن الدولي، الذي تؤيد أغلبية أعضائه الدائمين المقترح المغربي للحكم الذاتي، حيث هناك احتمال كبير بأن يتم تمريره في القرار الأممي الذي سيصدر شهر أكتوبر القادم، وهو ما يتماشى وموقف كل من فرنسا ثم أبريطانيا و أمريكا.
وحسب متابعين لقضية الصحراء فإن زيارة المبعوث الأمريكي الخاص بشمال إفريقيا وشمال إفريقيا، مسعد بولس، لكل من الجزائر، والمغرب، لها دلالتها العميقة، فهم يعتبرون الزيارة، رسالة مباشرة من رئيس أقوى دولة في العالم وصاحبة القلم في صياغة قرار مجلس الأمن الدولي إلى رئيس الجزائر، مفادها أنه هكذا تنظر أمريكا لمستقبل نزاع الصحراء، ولهذا الهدف، جاءت الرسالة تتضمن دعوة صريحة لفتح مفاوضات ثنائية مع مغرب بهدف تسوية الملفات العالقة بين البلدين، بحسب ما ذهبت إليه تقارير إعلامية، والتي كان قبلها تأييد البرتغال للمقترح المغربي، ناهيك عن موقف حزب سياسي بجنوب إفريقيا يتزعمه الرئيس السابق جاكوب زوما، الذي عبر عن تأييده لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء، في خطوة تحمل حسب مهتمين دلالات كثيرة مفادها أن هذا الموقف الجديد يناقض النهج التقليدي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، الذي لا يزال متمسكًا بدعمه لجبهة البوليساريو وبتحالفه الإيديولوجي مع الجزائر.
وفي سياق متصل، يرجح مراقبون، بأن مجلس الأمن الدولي، سيتجه نحو تقليص أفراد بعثته المينورسو بالصحراء، شهر أكتوبر القادم، الأمر الذي يرى من ورائه مهتمون بقضية الصحراء، بأنه بداية لنهاية مهمة البعثة الأممية بالصحراء، مما سيدفع المملكة المغربية إلى ضم المنطقة العازلة، التي تسميها البوليساريو بالمناطق المحررة، كل هذه الأمور سبقتها إجراءات قام بها الجيش الموريتاني تمثلت في إغلاق منطقة "لبريكة" بين موريتانيا والجزائر، والقريبة من مخيمات الصحراويين بتندوف، و التي كانت تعد منفد رئيسي لسكان المخيمات على المنقطة العازلة، التي إعتيرها الجيش الموريتاني بأنها منطقة أصبحت غير آمنة.
وفي حالة إتخاذ مجلس الأمن خطوات تصب في المنحى الذي تبنته العديد من الدول الأعضاء بمجلس الأمن بخصوص المقترح المغربي كقليص لبعثته، في مرحلة أولى ثم إنهاؤ مهمتها في وقت لاحق، أمر لا يصب في مصالحة جبهة البوليساريو والحزائر، وبذلك ستبدأ عملية تفكيك هذه الحركة الوهمية.
وحسب غالبية متتبعي قضية الصحراء فإن موقف ترامب في البرقية التي بعث بها الى جلالة الملك محمدالسادس والتي قال فيها: أود أن أجدد التأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وتدعم المقترح المغربي الجاد وذا المصداقية والواقعي للحكم الذاتي، باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع، قد حسم الأمر لكن مع ضرورة أن تتجسد هذه المواقف في القرار الأممي الذي سيصدر شهر أكتوبر من هذه السنة، لأنه في شهر يونيو الماضي أصبحت بريطانيا ثالث عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعم خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للمنطقة بعد الولايات المتحدة وفرنسا.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد قال في شهر أبريل الماضي، إن "دعم المغرب في هذه القضية لا يزال جزءا من السياسة الأميركية".
.png)
