Thursday 3 July 2025
اقتصاد

جهة فاس مكناس.. إطلاق تشغيل المشروع الهيدروفلاحي لحماية الفلاحة المسقية بسهل سايس 

جهة فاس مكناس.. إطلاق تشغيل المشروع الهيدروفلاحي لحماية الفلاحة المسقية بسهل سايس  مشاهد من حفل الانطلاقة الرسمية لتشغيل شبكة الري لمدار سهل سايس
ترأس وزير الفلاحة، أحمد البواري، يوم الأربعاء 2 يوليوز 2025 بجهة فاس-مكناس، حفل الانطلاقة الرسمية لتشغيل شبكة الري لمدار سهل سايس انطلاقا من سد مداز. وكان مرفوقًا بعامل عمالة مكناس وعمال أقاليم الحاجب وصفرو، ورئيس الغرفة الفلاحية الجهوية، ورئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية كومادير ومنتخبين ومهنيين ومسؤولين بالوزارة.
 
مشروع مهيكل بالجهة
يهدف هذا المشروع البنيوي، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس، إلى تأمين الري بسهل سايس من خلال استبدال عمليات الضخ من المياه الجوفية تدريجيا بإمدادات منتظمة من المياه السطحية على مساحة 30000 هكتار، حيث تتم تعبئة 125 مليون متر مكعب سنويا انطلاقا من سد مداز المتواجد على بعد أكثر من 90 كيلومتر.
ستستفيد من المشروع 22 جماعة ترابية تابعة لعمالات فاس ومكناس، بالإضافة إلى أقاليم الحاجب وصفرو ومولاي يعقوب.

 
استجابة لتحديات الاستدامة والمرونة
يندرج هذا المشروع في إطار الاستراتيجيات الوطنية "مخطط المغرب الأخضر" و"الجيل الأخضر"، ويشكل استجابة استراتيجية للتحديات الناجمة عن نقص الموارد المائية وآثار التغيرات المناخية. ويهدف إلى الحفاظ المستدام على المياه الجوفية لسايس، وتعزيز قدرة الفلاحين على التكيف مع الإجهاد المائي وتحسين تنافسية الفلاحة المسقية.
كما سيساهم المشروع في تطوير الخدمات الفلاحية والتعاونيات والمقاولات القروية الصغيرة، مما سيساهم في تنشيط النسيج الاقتصادي المحلي والجهوي.
 
زيارة ميدانية لمنشآت المشروع وضيعات مستفيدة
خصت المحطة الأولى زيارة المنشآت الرئيسية للمشروع بما فيها برج الموازنة المتواجد بلقصير بإقليم الحاجب. وهو منشأة ضخمة يبلغ ارتفاعها 80 متراً، يضمن تنظيم ضغط المياه المحولة من السد. وتمت زيارة منشأة التنظيم OB3.
قام الوزير بعد ذلك بزيارة عدة ضيعات فلاحية بمساحات تتراوح بين 1.5 و10 هكتارات، تتوزع على عمالة مكناس وأقاليم الحاجب وصفرو، لإطلاق عملية تزويدها بمياه السقي. حيث تم تزويد هذه الضيعات، التي تم تجهيزها في إطار المشروع، بماء السقي عبر مآخذ فردية، تزود مباشرة أنظمة الري بالتنقيط المتواجدة بالضيعات.
وفي أغبالو أكورار بإقليم صفرو، قام الوزير بزيارة منشأة التنظيم الرئيسية  OB2، وبعدها أطلق عملية التزويد بالمياه لضيعة مغروسة بأشجار الزيتون تبلغ مساحتها 8.5 هكتار. 
 
تأثير مباشر على الفلاحين
المشروع الذي يترقبه الفلاحون في سياق يتسم بندرة حادة في الموارد المائية، حيث سيستفيد منه بشكل مباشر حوالي 4500 استغلالية فلاحية، مع آثار إيجابية كبيرة ومتوقعة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
إن الولوج الآمن وبصفة منتظمة ومستمرة إلى الموارد المائية سيمكن الفلاحين من مواصلة أنشطتهم وتنويع وتحسين إنتاجية مزروعاتهم واعتماد ممارسات فلاحية أكثر إنتاجية ونجاعة في استخدام المياه وبصفة مستدامة.

 
تم تنفيذ هذا المشروع بدعم مالي من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (BERD) كما استفاد من منحة مالية قدرها 50 مليون يورو، مقدمة من الصندوق الأخضر للمناخ والاتحاد الأوروبي.
 
ونظرًا لأهدافه الاستراتيجية المرتبطة بالتخفيف من آثار التغير المناخي، فقد حظي هذا المشروع بتكريم خاص من طرف البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، الذي منحه جائزة أفضل مشروع في فئة "التكيف مع التغير المناخي".
إن تقليص الضغط على المياه الجوفية والمساهمة في إعادة تغذية الفرشة المائية سيمكنان من تأمين الري والحفاظ على النشاط الفلاحي على مستوى السهل بأكمله.

 
يُمثل المشروع استجابة ملموسة للتقلبات المناخية والتحديات المستقبلية غير المتوقعة التي تُضعف قدرات الضيعات الفلاحية الصغيرة، ويمثل محطة حاسمة للتحول نحو فلاحة أكثر صموداً مرونة، واعدة لمستقبل سهل سايس.