Saturday 10 May 2025
مجتمع

لطيفة يعقوبي: منظومة الأركان تشكل “درعا بيئيا” حقيقيا وتأوي أكثر من 200 نوع نباتي و100 نوع حيواني 

لطيفة يعقوبي: منظومة الأركان تشكل “درعا بيئيا” حقيقيا وتأوي أكثر من 200 نوع نباتي و100 نوع حيواني  لطيفة يعقوبي تُشيد بدور الأركان في الحفاظ على التوازن البيئي وتنوع الحياة.
كشفت المديرة العامة لوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، لطيفة يعقوبي، أنه تم تأهيل أزيد من 246 ألف هكتار من الأركان التاريخي، وغرس 10 آلاف هكتار إضافي في جهات سوس-ماسة، مراكش-آسفي وكلميم-واد نون، من خلال نموذج مبتكر لزراعة شجرة الأركان المقاومة للمناخ، وذلك ضمن استراتيجيتي “الجيل الأخضر 2020-2030” و”غابات المغرب 2020-2030″، اللتين أعطى الملك محمد السادس، انطلاقتهما سنة 2020.

وزادت لطيفة يعقوبي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه وبالموازاة مع ذلك، فإن الاعتراف الدولي، الذي يجسده يوم 10 ماي، يكرس مكانة المغرب كحام لتراث عالمي. هذه التآزرية بين السياسات العمومية والتعبئة المحلية تضع شجرة الأركان كركيزة للانتقال الإيكولوجي والاجتماعي. 

وبخصوص التحديات الرئيسية التي تواجه سلسلة الأركان، أجابت لطيفة يعقوبي أن هناك تحديات كبيرة ما تزال تعيق كامل ازدهارها، لاسيما عدم انتظام التساقطات وفترات الجفاف الشديدة التي تهدد توفر الماء، المورد الحيوي لهذا النوع الشجري المتكيف مع المناخ شبه الجاف.

يضاف إلى ذلك تعدد وظائف المجال، حيث يتداخل الرعي والحرث واستعمالات أخرى، ما يفاقم تآكل الرأسمال الطبيعي ويصعب التوازن بين الأنشطة المختلفة.

وتتفاعل شجرة الأركان مع هذه الظروف من خلال تفعيل آلياتها الفيزيولوجية للتكيف، مما يمنحها عمرا يتجاوز 100 سنة، إلا أن ذلك يكون على حساب الإثمار والتكاثر، ما يجعل الأشجار المجهدة أكثر عرضة للآفات، ويؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي المرافق وانخفاض في محصول الثمار يقدر بأكثر من 50 بالمئة في المناطق ذات الممارسات غير المعقلنة، مما يستوجب الإسراع في تعزيز البنيات التحتية للسقي وبرامج إعادة تغذية الفرشات المائية اصطناعيا، بهدف الحفاظ على استدامة هذا النظام البيئي.

وزادت لطيفة يعقوبي، قائلة، ومن جهة أخرى، فإن التباين الكبير في الإنتاج، مع انخفاضات تتجاوز 50 في المائة في سنوات العجز المائي، يعقد عملية التخطيط التجاري وتموين وحدات التلفيف، كما يضعف مصداقية الالتزامات التعاقدية.

وبخصوص دور سلسلة الأركان في مكافحة التغيرات المناخية والتنمية المحلية، قالت المديرة العامة لوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، أن منظومة الأركان تشكل “درعا بيئيا” حقيقيا، إذ تأوي أكثر من 200 نوع نباتي و100 نوع حيواني متوطن، مما يحافظ على تنوع بيولوجي فريد. 

كما تلعب جذور شجرة الأركان العميقة دورا حاسما في تثبيت التربة المنحدرة، حيث تساهم في تقليص التعرية بنسبة تصل إلى 75 في المائة بالمناطق الجبلية، والحد من زحف الرمال على الأراضي الفلاحية. 

وعلى الصعيد المناخي، يمتص كل هكتار من الأركان 2.5 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، ما يساهم بشكل مباشر في تقليص الانبعاثات. 
 
كما توفر هذه السلسلة فرص عمل لأربعة ملايين شخص، 80 في المائة منهم نساء داخل التعاونيات، مما يجعلها رافعة أساسية لتمكين المرأة في الوسط القروي، ويسهم أيضا في الحد من الهجرة القروية وإنعاش مناطق بأكملها.