الأحد 3 نوفمبر 2024
رياضة

منع الجماهير من دخول الملاعب عنوان يعبر عن «اختناق سياسي» بالمغرب

منع الجماهير من دخول الملاعب عنوان يعبر عن «اختناق سياسي» بالمغرب الباحث والناقد مولاي عبد الحكيم الزاوي
يقارب الباحث والناقد مولاي عبد الحكيم الزاوي أوجه التضاد بين منع الجماهير من ولوج ملاعب كرة القدم وقرار السلطات، في ظل تنامي الظاهرة، مما يجعل الفرجة مغيّبة، والتنشيط غير قائم، في لاعب لاي ستفيد منها أيّ أحد. 
وفي ما يلي نص الحوار:
 
تفاقمت‭ ‬خلال‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ظاهرة‭ ‬منع‭ ‬تنقلات‭ ‬الجماهير‭ ‬والألترات‭ ‬لحضور‭ ‬مباريات‭ ‬كروية‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬فصارت‭ ‬تلعب‭ ‬تلك‭ ‬المباريات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جمهور‭ ‬بمبررات‭ ‬منع‭ ‬السلطات‭. ‬ما‭ ‬قراءتك‭ ‬لذلك؟
شكرا‭ ‬لتفضلك‭ ‬بطرح‭ ‬السؤال‭ ‬لراهنيته‭ ‬في‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬فهم‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نُعبر‭ ‬عن‭ ‬بـ‭ ‬"الاختناق‭ ‬السّياسي"‭ ‬وضيق‭ ‬صدر‭ ‬السّلطة‭ ‬من‭ ‬الاحتجاج‭ ‬والنقد‭ ‬والمساءلة‭...‬وحتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬السّؤال‭ ‬يجب‭ ‬العودة‭ ‬بالتاريخ‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬حتى‭ ‬يتأتى‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬تشكل‭ ‬الألترات‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭. ‬

فمع‭ ‬بداية‭ ‬القرن،‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬موجة‭ ‬كونية‭ ‬شبابية‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬أوربا‭ ‬الشرقية‭ ‬ودول‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬بدأت‭ ‬تظهر‭ ‬بوادر  ‬ظاهرة‭ ‬الألترات‭ ‬الشبابية‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬المغربية،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تُقرأ‭ ‬سوسيولوجيا‭ ‬ضمن‭ ‬مسار‭ ‬الحركات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭. ‬ويمكن‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نستحضر‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬النّمذجة‭ ‬«ألترا‭ ‬الوينرز»‭ ‬المُشجعة‭ ‬لفريق‭ ‬الوداد‭ ‬البيضاوي،‭ ‬و«إلترا‭ ‬الغرين‭ ‬بويز»‭ ‬المُشجّعة‭ ‬لفريق‭ ‬الرجاء‭ ‬البيضاوي،‭ ‬و«ألترا‭ ‬حلالة»‭ ‬بويز‭ ‬المُشجعة‭ ‬للنادي‭ ‬القنيطري،‭ ‬وكريزي‭ ‬بويز‭ ‬للكوكب‭ ‬المراكشي،‭ ‬وأرمي‭ ‬عسكري‭ ‬للجيش‭ ‬الملكي،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الألترات‭...‬بدأت‭ ‬هذه‭ ‬الألترات‭ ‬تجتهد‭ ‬في‭ ‬التشجيع،‭ ‬وتطرح‭ ‬رسائل‭ ‬سياسية‭ ‬شبابية‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والنضج‭. ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أجوبة‭ ‬مباشرة‭ ‬وصريحة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الشّباب‭ ‬المقصي‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية،‭ ‬والذي‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬الهامش‭ ‬المنسي‭. ‬

ولربط‭ ‬الماضي‭ ‬بالحاضر،‭ ‬تحدث‭ ‬تقرير‭ ‬للمجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لعام‭ ‬2023‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬حوالي‭ ‬خمسة‭ ‬مليون‭ ‬شاب‭ ‬خارج‭ ‬النّسق،‭ ‬خارج‭ ‬أسوار‭ ‬المدرسة،‭ ‬وخارج‭ ‬أسوار‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭...‬وهي‭ ‬إشارة‭ ‬انتبه‭ ‬إليها‭ ‬الصحفي‭ ‬المغربي‭ ‬رشيد‭ ‬البلغيتي‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬حواراته‭ ‬حينما‭ ‬سماه‭ ‬هؤلاء‭ ‬بحزب‭ ‬،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬شكلوا‭ ‬وقود‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النّظامية‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬هاشتاغ‭ ‬9-15‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الفنيدق‭...‬

‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬سؤالكم،‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬لعبة‭ ‬شعبية‭ ‬جماهيرية‭ ‬خُلقت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الجمهور،‭ ‬وإليه‭ ‬تنتهي‭. ‬هي‭ ‬في‭ ‬المبتدأ‭ ‬والمنتهى‭ ‬لعبة‭ ‬جماهيرية‭ ‬تؤدي‭ ‬وظيفة‭ ‬التّنفيس‭. ‬بمعنى‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬صناعة‭ ‬استثمارية‭ ‬موجهة‭ ‬نحو‭ ‬المقهورين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬المتعة‭ ‬والترفيه،‭ ‬وتمَّ‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬بالقوة‭ ‬النّاعمة‭. ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬ملاعب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬أضحت‭ ‬اليوم‭ ‬فضاءات‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬هواجس‭ ‬الشعوب‭ ‬وعن‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬وقضاياهم‭ ‬الوجودية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬التقاطه‭ ‬من‭ ‬يافطات‭ ‬تضامنية‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬او‭ ‬مع‭ ‬فياضات‭ ‬طاطا‭ ‬الأخيرة‭ ‬حينما‭ ‬رفعت‭ ‬الجماهير‭ ‬الفاسية‭ ‬عبارة‭ ‬«طاطا‭ ‬مدينة‭ ‬مغربية»‭. ‬لهذا،‭ ‬تجتهد‭ ‬الفصائل‭ ‬التشجيعية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالألترات‭ ‬في‭ ‬إبداع‭ ‬بعض‭ ‬الأشكال‭ ‬التعبيرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬وتوسيع‭ ‬مساحات‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الخنق‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يعترض‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬همومهم‭ ‬إلى‭ ‬مُدبّري‭ ‬الشأن‭ ‬العمومي‭.‬

أعتقد،‭ ‬أن‭ ‬منع‭ ‬حضور‭ ‬الجماهير‭ ‬والألترات‭ ‬إلى‭ ‬الملاعب‭ ‬يضرب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬مقتل،‭ ‬ويجعلها‭ ‬لعبة‭ ‬باردة،‭ ‬ويُكسر‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬كأس‭ ‬افريقيا‭ ‬2025،‭ ‬والعالم‭ ‬2030‭ ‬واستقبال‭ ‬الوفود‭ ‬العالمية‭ ‬والقارية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭. ‬وهو‭ ‬قرار‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬فهمه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المصالح‭ ‬العمومية‭ ‬التي‭ ‬سهرت‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬ملتقيات‭ ‬فنية‭ ‬ورياضية‭ ‬دولية‭ ‬وقارية‭ ‬كبيرة‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬قطر،‭ ‬وتعجز‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ ‬مباريات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭. ‬وهناك‭ ‬أيضا،‭ ‬قرارات‭ ‬أمنية‭ ‬غير‭ ‬مفهومة،‭ ‬مثل‭ ‬اغلاق‭ ‬ملعب‭ ‬الحارثي‭ ‬في‭ ‬مراكش،‭ ‬وإجبار‭ ‬الكوكب‭ ‬المراكشي‭ ‬لعب‭ ‬مبارياته‭ ‬خارج‭ ‬مراكش‭ ‬بحجة‭ ‬دواعي‭ ‬أمنية،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الملعب‭ ‬صُرفت‭ ‬عليه‭ ‬ملايير‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إصلاحه‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيله‭.‬
 
في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تمنح‭ ‬فيه‭ ‬المنح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجامعة‭ ‬والجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬ومجالس‭ ‬الجهات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التّنشيط‭ ‬والفرجة‭ ‬والترفيه‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وآسيا،‭ ‬وبخلاف‭ ‬ذلك‭ ‬صارت‭ ‬المباريات‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬مآتم‭ ‬بهذه‭ ‬التصرفات،‭ ‬ما‭ ‬تعليقك؟
الأمر‭ ‬يسائل‭ ‬الجميع،‭ ‬لأن‭ ‬الجمهور‭ ‬المُتخوّف‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬صناعة‭ ‬سياسية،‭ ‬تمَّ‭ ‬التضييق‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الأسرة،‭ ‬وتمَّ‭ ‬خنقه‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬إصلاحات‭ ‬تربوية‭ ‬غير‭ ‬مجدية،‭ ‬ويعيش‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬وضعية‭ ‬اغتراب‭ ‬وجودي‭ ‬وتذمر‭ ‬واحباط‭ ‬ويأس‭ ‬من‭ ‬الحياة‭...‬طبيعي،‭ ‬نتيجة‭ ‬لهذه‭ ‬الاختيارات‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬وظيفة‭ ‬الملاعب‭ ‬الرياضية‭ ‬إلى‭ ‬فضاءات‭ ‬للتّنفيس‭ ‬السّيكولوجي‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬مظاهر‭ ‬الاقصاء‭ ‬والتهميش‭ ‬والاحساس‭ ‬بالحُكرة‭ ‬وبالفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الصارخة‭...‬ومسألة‭ ‬المنع‭ ‬أو‭ ‬«الويكلو»‭ ‬لا‭ ‬تحلّ‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬أساسها،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬توسيع‭ ‬النقاش‭ ‬حول‭ ‬ظاهرة‭ ‬تأطير‭ ‬الجماهير‭ ‬ومصاحبتها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجمعيات‭ ‬الرياضية‭. ‬الأمر،‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬اشتغال‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنهض‭ ‬بأدوار‭ ‬كبيرة‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الحس‭ ‬المدني‭ ‬للجماهير‭ ‬وتنمية‭ ‬الوعي‭ ‬الجماعي،‭ ‬كما‭ ‬يتوجّب‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الأمنية‭ ‬ضرورة‭ ‬تطوير‭ ‬رؤيتها‭ ‬الأمنية‭ ‬التشاركية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إدماج‭ ‬الجماهير‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التّنظيم‭ ‬والتأطير‭ ‬والمواكبة‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬ينقل‭ ‬الملاعب‭ ‬الرياضية‭ ‬إلى‭ ‬فضاءات‭ ‬للتعبير‭ ‬والتشجيع‭ ‬المحترم‭. ‬

ضمان‭ ‬ذلك،‭ ‬ليس‭ ‬بمقدور‭ ‬القانون‭ ‬وحده‭ ‬أن‭ ‬يحيط‭ ‬بشغب‭ ‬الملاعب،‭ ‬وبجنوح‭ ‬القاصرين‭ ‬نحو‭ ‬التخريب‭ ‬وتكسير‭ ‬الممتلكات‭ ‬العامّة‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬وأجهزته،‭ ‬بل‭ ‬بتكثيف‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قنوات‭ ‬التّنشئة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وخاصّة‭ ‬الأسرة‭ ‬والمدرسة‭ ‬والإعلام‭ ‬لبناء‭ ‬المواطنة‭ ‬الإيجابية‭.‬
 
صارت‭ ‬المباريات‭ ‬تلعب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جماهير،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬البعض‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬نخسره‭ ‬من‭ ‬ملايين‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نُوجهه‭ ‬لمشاريع‭ ‬الماء‭ ‬والطرق‭ ‬والتنمية‭ ‬وغيره،‭ ‬كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬ذلك؟
‭‬يُحيلني‭ ‬سؤالك‭ ‬إلى‭ ‬مصطلح‭ ‬جديد‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬عِلم‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬يُسمى‭ ‬بـ‭ ‬«الفيل‭ ‬الأبيض»،‭ ‬ويشير‭ ‬المصطلح‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمارات‭ ‬ذات‭ ‬التّكلفة‭ ‬المرتفعة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُحقق‭ ‬عوائد‭ ‬مادية‭ ‬مربحة‭. ‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬قصة‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح،‭ ‬يحكى‭ ‬أن‭ ‬ملوك‭ ‬سيام‭ ‬«التّايلاند‭ ‬حاليا»‭ ‬كانوا‭ ‬يهدون‭ ‬الفيل‭ ‬الأبيض‭ ‬النادر‭ ‬والمقدس‭ ‬إلى‭ ‬رجال‭ ‬الحاشية‭ ‬المكروهين،‭ ‬بهدف‭ ‬تدميرهم‭ ‬بسبب‭ ‬تكلفة‭ ‬الباهظة‭. ‬والآن،‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬المشاريع‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬الخاصة‭ ‬الضخمة‭ ‬والباهظة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تترتب‭ ‬عنها‭ ‬عوائد‭ ‬مُجزية‭ ...‬بالنهاية،‭ ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬«الفيل‭ ‬الأبيض»؟‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬استثمار‭ ‬غير‭ ‬مربح،‭ ‬مستنزف‭ ‬للموارد‭ ‬والإمكانات‭ ‬دون‭ ‬تحصيل‭ ‬عوائد،‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬عيش‭ ‬الأفراد،‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تعزيز‭ ‬البنية‭ ‬التحية‭ ‬والمرافق‭ ‬العمومية‭...‬

هنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفتح‭ ‬قوسا‭ ‬مهما،‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬توجس‭ ‬بعض‭ ‬المحللين‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬احتضان‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المغربي،‭ ‬والتوجس‭ ‬مشروع‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬حينما‭ ‬نستحضر‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬اليوم‭ ‬باليونان‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬جراء‭ ‬احتضان‭ ‬كأس‭ ‬اليورو‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬والأزمة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬اليوم‭ ‬جنوب‭ ‬افريقيا‭ ‬بسبب‭ ‬احتضان‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬سن‭ ‬2010،‭ ‬والاحتقان‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬تتجرعه‭ ‬اليوم‭ ‬البرازيل‭ ‬بسبب‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬سنة‭ ‬2014،‭ ‬والحالات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭...‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الاعتبارات،‭ ‬يتوجب‭ ‬أولا‭ ‬صناعة‭ ‬البشر‭ ‬قبل‭ ‬الحجر‭.‬