السبت 20 إبريل 2024
سياسة

هذه توصيات مؤتمر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان للخروج من الاختلالات البنيوية

هذه توصيات مؤتمر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان للخروج من الاختلالات البنيوية الحسن الإدريسي الرئيس الجديد للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومشهد من المؤتمر الأخير
سجل المؤتمر الحادي عشر للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان المنعقد أيام 27 و28 و29 ماي 2022، الاختلالات البنيوية التي كشفتها جائحة كوفيد 19، والتي تعطل التمتع بممارسة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية، ودعا في بلاغ له توصلت جريدة "أنفاس بريس" مسخة منه، إلى مراجعة السياسات العمومية لضمان وحماية الحقوق، خاصة في مجال الصحة والشغل والتعليم والسكن، أخذا بعين الاعتبار ما أبرزته الاختلالات المذكورة.
وفي السياق ذاته، أكد المؤتمر على إصلاح المنظومة التعليمية في إطار تفعيل وإشاعة التربية على حقوق الإنسان والتسامح والعيش المشترك، كما نبه إلى ضرورة ترسيخ النهج الإنساني في معاملة الأشخاص اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء، والإسراع في اعتماد قانون خاص باللجوء، وقانون خاص بالهجرة، بحيث تكون ضامنة للحماية والحقوق.
من جهة أخرى، طالب المؤتمر بالتسريع بتشكيل اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول ملف المواطنين المغاربة المطرودين من الجزائر سنة 1975 لممارسة مهامها في البحث والتقصي وانصاف الضحايا وفق مبادئ القانون الدولي.
المؤتمر في بيانه توقف عند عدد من الإشكاليات التي تتعلق بالمستوى الدولي والإقليمي والوطني، كما تقدم بعدد من التوصيات للخروج من هذا الوضع المتأزم.
جريدة " أنفاس بريس" تنشر البيان العام الصادر عن المؤتمر الحادي عشر  للمنظمة المغربية المنعقد أيام 27 و28 و29 ماي 2022 كاملا.

 " انعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان أيام 27 و28 و29 ماي 2022 بقاعة الندوات بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، تحت شعار" من أجل حماية وضمانات فعلية التمتع بحقوق الإنسان في ظل الأزمات".
وقد تم التمهيد لأشغال المؤتمر بتنظيم ندوة موضوعاتية تتناول أوجه الحماية والضمانات الفعلية للتمكين من التمتع بحقوق الإنسان في ظروف
الازمات، والتي شارك في تأطيرها مجموعة من الأساتذة الجامعيين والخبراء والفاعلين الحقوقيين، حيث أثيرت مجموعة من الإشكالات ذات الصلة بوضعية حقوق الإنسان في ظل الازمات والأوضاع الاستثنائية، والتي شكلت كوفيد 19 إحدى نماذجها، وما تتعرض له هذه الحقوق من انتقاص أو تهديد وضمان ممارستها الفعلية في ظل الامات وفق مؤكدين على التزام الدولة بحماية هذه الحقوق وفق ما تنص عليه مواثيق حقوق الإنسان وتوجيهات المنظمات الدولية ذات الصلة.
وقد خلصت هذه الندوة الى بلورة مجموعة من التوصيات المتعلقة بحماية حقوق الإنسان وضمانات التمتع الفعلي بها خلال فترة الأزمات اخذة بعين الاعتبار ما تم رصده من اختلالات خلال جائحة كوفيد 19.
وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بكلمة رئيس المنظمة التي استعرض فيها رؤية المنظمة وتتبعها للتدابير المتخذة لمواجهة جائحة كورونا من منظور المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والمبادئ والتوجهات التي رصدتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان في هذا الصدد.
كما ذكر بالبلاغات والبيانات والمناشدات والتنبيهات التي وجهتها المنظمة للسلطات العمومية في سبيل ضمان احترام حقوق الإنسان من خلال تدابيرها المتعلقة بالجائحة.
كما تميزت هذه الجلسة بكلمات الوفود الصديقة للشبكة الأورو متوسطية لحقوق الإنسان، المنظمة العربية لحقوق الإنسان، المنظمة الأسيوية الإفريقية لحقوق الإنسان، والفيدرالية الأورومتوسطية ضد الاختفاء القسري.
وفي إطار تكريس ثقافة الاعتراف، عرفت الجلسة الافتتاحية تكريم عدد من الشخصيات والفعاليات الحقوقية، حيث تم تكريم السادة: النقيب الأستاذ محمد الصديقي، والنقيب الأستاذ الطيب بن علي، والأستاذ إدريس أومحند، والأستاذ عبد القادر بوشخاشخ، والأستاذ إسماعيل عبد المومني، والأستاذ غريس بعيش، والسيدة بيتينا غامبير، نائبة ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالمغرب.
وانطلقت أشغال المؤتمر في اليوم الموالي بانتخاب الأجهزة المسيرة للمؤتمر وهي لجنة رئاسة المؤتمر، ولجنة فرز العضوية، ولجنة الإفتحاص المالي، ولجنة البيان العام، تم عرض التقريرين الأدبي والمالي من طرف المكتب التنفيذي، حيث جرى مناقشتها والتصويت عليها بالإجماع. كما تم التصويت بالإجماع على مشروع التعديلات المقترحة على القانون الأساسي.
وبعد المصادقة على لائحة بأعضاء المجلس الوطني للمنظمة من 51 عضوا، باقتراح من وكيلها الأستاذ حسن الإدريسي، والذي أصبح رئيسا للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان بقوة القانون، تميز اليوم الثالث من المؤتمر بمناقشة والمصادقة على مشروع بيان عام تطرق لأهم المستجدات الحقوقية، مبرزا خلاصات رئيسية للندوة الموضوعاتية.
وجاء في البيان أنه:
- اعتبارا لمرجعية المنظمة المغربية لحقوق الإنسان المستندة على القيم الحقوقية والإنسانية الكونية،
- واستحضارا للمضامين الحقوقية لدستور 2011،
-واعتبارا لما حققته المنظمة عبر تجربتها من النضال الحقوقي على مدى أربعة وثلاثين سنة لإشاعة ثقافة حقوق الإنسان، والنهوض بأوضاعها، وحمايتها من الانتهاكات أيا كان مصدرها.

يسجل المؤتمر ما يلي:
أولا: على المستوى الدولي
 – يلاحظ تنامي التيارات السياسية المتطرفة بسبب تزايد أشغال الانغلاق الهوياتي بفعل السياسات الليبرالية المتوحشة، وما نتج عنها من ضحايا ودمار
-تزايد ظاهرتي الهجرة واللجوء بسبب الأوضاع المهتزة التي تعرفها عدد من دول الجنوب نتيجة النزاعات المسلحة والأثار المتناقضة والحروب (الحرب الروسية الأوكرانية)، وهو ما يحتم على المنتظم الدولي إيجاد حلول ناجعة لضمان حقوق المهاجرات والمهاجرين، واللاجئات واللاجئين في الكرامة الإنسانية والعيش اللائق.
- يدعو المؤتمر المنتظم الدولي لتفعيل مبادئ القانون الدولي الإنساني بخصوص لنزاعات والحروب وإقرار تنمية مستدامة طفيلة بمعالجة سياسات الهشاشة والإقصاء الاجتماعية الناتجة عنها،
- يلاحظ الأثار الوخيمة التي ولدتها جائحة كوفيد 19 علة ممارسة حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم، ويدعو المنتظم الدولي لاتخاذ لتدابير الملائمة حماية هذه الحقوق، وتكريس الممارسة الديمقراطية،
- يلاحظ الممارسات التمييزية التي كشفتها الحرب الروسية الأوكرانية في تعاطي الدول الغربية مع منظومة حقوق الإنسان، وخاصة في مجال الهجرة واللجوء.
- يلاحظ التأثيرات الوخيمة والمتزايدة على البيئة بسبب التغيرات المناخية، وعدم احترام المعايير الدولية ذات الصلة بحماية البيئة والحق غي التمتع بيئة سليمة وصحية. ويدعو المنتظم الدولي الى اتخاذ التدابير الفعالة الكفيلة بضمان بيئة سليمة.
- يحث الدول الصناعية الكبرى على تطبيق قيم التضامن الدولي بدعم دول الجنوب في مواجهة الأثار الاقتصادية والاجتماعية لكوفيد 19، وفي إرساء تنمية مستدامة لصمان حقوق الإنسان الأساسية الاقتصادية والاجتماعية.
ثانيا: على المستوى الإقليمي
- يدين المؤتمر وبقوة كل أشكال وصور انتهاكات القانون الدولي الإنساني المرتكبة في حقوق الشعب الفلسطيني، المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية،
-يستنكر كل صيغ وأشكال التطور المتنامي للعنف والإرهاب وخطاب الكراهية والعنصرية في عدد من الدول،
- يدين كل أشكال الاستغلال الاقتصادي للنساء والأطفال والعنف الممارس بصفة خاصة تجاه النساء والفئات الهشة.
ثالثا: على المستوى الوطني
- يسجل المؤتمر الاختلالات البنيوية التي كشفتها جائحة كوفيد 19، والتي تعطل التمتع بممارسة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية، ويدعو الى مراجعة السياسات العمومية لضمان وحماية الحقوق، خاصة في مجال الصحة والشغل والتعليم والسكن، أخذا بعين الاعتبار ما أبرزته الاختلالات المذكورة،
- يرفض المؤتمر كل تهديد في ممارسة الحريات الفردية والجماعية ضدا على قيم حقوق الإنسان في الظروف العادة، وخلال فترة الأزمات،
- يؤكد انشغال المنظمة ومتابعتها لوضعية معتقلي أحداث الحسيمة، والمعتقلين في علاقة   بحرية التعبير، ويطالب مجددا بإطلاق سراح من مازال رهن الاعتقال منهم.
- يعبر عن انشغاله بمنهجية إعداد مشاريع منظومة القانون الجنائي والمسطرة الجنائية، ومشروع رقمنة الإجراءات القضائية، مؤكدا على ضرورة إعمال معايير منظومة حقوق الإنسان، وفق ما عبرت عنه مذكرة المنظمة حول السياسة الجنائية، في هذا الصدد،
- يؤكد مجددا على ضرورة تفعيل المبدإ الدستوري القاضي بسمو القانون الدولي لحقوق الإنسان، بملاءمة التشريع الوطني مع هذه المواثيق، بعبدا عن كل تمييز أو ادعاء بالخصوصية،
- يصر على ضرورة التطبيق الفعال للقانون المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء بتوفير التدابير والإجراءات المصاحبة، 
- يسجل بانشغال كبير التزايد المهول في ارتفاع الأسعار وتدمير القدرة الشرائية للمواطنين، وتنامي معدل البطالة والفقر والهشاشة، ما يتطلب تفعيل اليات ومؤسسات المراقبة والمتابعة، كمجلس المنافسة وغي من المؤسسات والأجهزة،
-يؤكد على ضرورة ضبط تدابير المنافسة المشروعة، واعتماد قواعد الشفافية، ومراقبة الجودة والسلامة لحماية حقوق المستهلك،
-يعبر المؤتمر عن قلقه واستنكاره للحصار الممنهج المضروب على سكان مخيمات تندوف، مؤكدا على مطالبته بفتح هذه المخيمات في وجه الأليات الدولية، خاصة تلك المتعلقة باللاجئين لإحصائهم وتوفير الحماية لهم.
-كما يعبر عن فدانته لسياسة القمع والتنكيل وممارسات الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها السكان لاجئو هذه المخيمات،
وتأسيسا على ما سبق، فإن المؤتمر يدعو الى:
1-إقرار مبادئ السلم والأمن الدوليين، وفق ما هو مقرر في القانون الدولي من مواثيق وإعلانات، وبصفة خاصة إيقاف كل مظاهر النزاعات المسلحة المدمرة للحياة والكون، والمعطلة لحقوق الإنسان.
2-الإسراع بتصديق المغرب على البروتوكول الاختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والمتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام، وكذا التصديق على نظام روما المتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، وكذا اتفاقية مجلس أوربا المتعلقة بالوقاية من العنف ضد النساء والعنف المنزلي ومكافحتهما (اتفاقية اسطمبول).
3-التعجيل بإصلاح شامل للمنظومة الصحية والحماية الاجتماعية، بما يضمن التمتع التام الفعلي بالحق في الصحة والرعاية الاجتماعية،
4-ملاءمة القوانين الوطنية ذات الصلة بمجال الإعلام واستعمال وسائل التواصل الاجتماعي مع الاتفاقيات الدولية بهدف ضمان حرية الرأي والتعبير، وحماية الحياة الخاصة والمعطيات الشخصية.
5-المراجعة الشاملة للمنظومة الجنائية بإعادة النظر في السياسة الجنائية وباستحضار المعايير الدولية، والمبادئ الدستورية ذات الصلة.
5-وضع حد لكل ممارسات التضييق التي يتعرض لها المجتمع المدني في تأسيس إطاراته، أو ممارسة أنشطته، وتحيين ومراجعة القانون المنظم للحريات العامة وفق المعايير الحقوقية والمقتضيات الدستورية.
6-تفعيل مبادئ وقواعد مقاربة النوع الاجتماعي والمقاربة الحقوقية في السياسات العمومية، مع استحضار ضرورة تحيق العدالة الاجتماعية والعدالة المجالية، واعتبار كل ذلك مرجعا أساسيا بمناسبة سن التشريعات، وإعداد برامج مختلف الفاعلين.
8-ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لتدارك الأثار الاجتماعية لجائحة كوفيد 19، وإعداد وسائل استباقية لضمان ممارسة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية خلال فترة الازمات.
9-التأكيد على إصلاح المنظومة التعليمية في إطار تفعيل وإشاعة التربية على حقوق الإنسان والتسامح والعيش المشترك،
10-ترسيخ النهج الإنساني في معاملة الأشخاص اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء، والإسراع في اعتماد قانون خاص باللجوء، وقانون خاص بالهجرة، بحيث تكون ضامنة للحماية والحقوق.
10-التسريع بتشكيل اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول ملف المواطنين المغاربة المطرودين من الجزائر سنة 1975 لممارسة مهامها في البحث والتقصي وانصاف الضحايا وفق مبادئ القانون الدولي.
سلا الجديدة/ 29 ماي 2022