الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

الخبير أقصبي يحذر: المغرب يتنازل  عن سيادته الطاقية والغذائية لبارونات الاحتكار

الخبير أقصبي يحذر: المغرب يتنازل  عن سيادته الطاقية والغذائية لبارونات الاحتكار الباحث الاقتصادي نجيب أقصبي (يمينا) وعزيز أخنوش، رئيس الحكومة
الباحث الاقتصادي نجيب أقصبي يذكي النقاش على خلفية ارتفاع أسعار المحروقات. يشخص "الداء"، ويصف "الدواء". "الداء" استشرى بعد إفلاس شركة "لاسامير" عام 2015، التي كانت بمثابة صمام الأمن الطاقي للمغاربة، وآلية مضادة للصدمات بين السوق الداخلية والسوق الخارجية. تداعي هذه الشركة فتح الباب على مصراعيه لتفترسنا سوق أسعار النفط، وتخفق قلوب المغاربة كلما اندلعت حرب أو طفت أزمة سياسية وأرخت بظلالها على أسعار برميل البترول. هكذا أصبح حال المغاربة "عبيدا" في سوق "نخاسة" لا يرحم يسيطر عليه من يملكون حقول النّفط وتوزيعه، هُمْ من يضعون الإملاءات، ويحددون الأثمان، ويرفعون الأسعار، في ظل ارتفاع أصوات "شخير" الحكومات، بدل ارتفاع أصوات وزرائها لوضع "قوقعة" فولاذية لحماية الأمن الطاقي للمغاربة. 
ولعل أكبر "هدية" قدمتها تلك الحكومات للمواطن "المغبون" والمغلوب على أمره، هي خبر إفلاس "لاسامير".. زفّت له "الخبر" في بطاقة بريدية مذهّبة، بل قدمت له "هدية" ثانية أتعس من الأولى، هي تحرير أسعار المحروقات في حكومة "البيجيدي" التي أشهرت معظم القوانين اللاشعبية المعاكسة لرياح التغيير، والشعارات التي كان يرفعها هذا الحزب الأصولي. والأخطر أن  قانون تحرير  أسعار المحروقات، وضع كي "يحرق" أجساد المغاربة، ويشعل أرصدة "لوبيات" شركات توزيع البنزين التي وجدت الفرصة سانحة لترفع أرباحها، بعد تخلي الدولة عن دعم المنتوجات الطاقية، باستثناء غاز البوطان، حيث كانت تؤدي الفرق بين السعر الدولي والسعر المحلي. لكنها تركت الشعب عرضة لتقلبات السوق، ووجد نفسه تحت رحمة ثلاث شركات احتكارية تستحوذ على 70 في المئة من السوق الطاقية المحلية، هي من تضع القوانين، وتقوم بعمليات "العصر" و"الحلب" و"الجلد"، والدولة تحولت إلى مجرد "جابٍ" للضرائب بعد كل عملية افتراس.
نجيب أقصبي برؤية المحلل الاقتصادي، يقدم هذه القراءة لتشريح أعطاب ارتفاع أسعار المحروقات التي وصلت إلى أرقام قياسية في عهد حكومة عزيز أخنوش، وهو عهد استأسدت فيه الحكومة وتغولت على الشعب لغياب معارضة قوية وترهل المجتمع المدني وسبات مثقفي المغرب.
نجيب أقصبي يطرح ويجيب عن الأسئلة.. يشخص "الداء" ويقترح "الدواء"، لمرض مزمن وعلّة مستشرية بعنوان:    
كيف ولماذا وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم؟
"الوطن الآن"، تقدم في هذا العدد عصارة ما شرحه نجيب أقصبي في فيديو مطول منشور بقناته تحت عنوان «أسعار النفط، التضخم والكساد» عسى أن تستيقظ الضمائر الحية بالبلاد لوقف هذا الكانيباليزم!!