الخميس 28 مارس 2024
سياسة

البدالي: محطة المؤتمر الاندماجي أخرجت فيدرالية اليسار من الانتظارية القاتلة!!

البدالي: محطة المؤتمر الاندماجي أخرجت فيدرالية اليسار من الانتظارية القاتلة!! صافي الدين البدالي، قيادي بحزب الطليعة

تفعيلا لخلاصات تشكيل اللجنة التحضيرية والإعداد الأدبي والمادي للمؤتمر الاندماجي لفدرالية اليسار، وفي هذا الإطار استفسرت "أنفاس بريس" القيادي بحزب الطليعة صافي الدين البدالي حول مستجدات هذه المحطة وانتظاراتها فأعد الورقة التالية:

 

في جو من الحماس والتفاؤل، التأمت الهيئة التقريرية لفدرالية اليسار في اجتماع لها بمركب بوزنيقة يوم الأحد 8 ماي 2022 تحت شعار (مسارات تتوحد، يسار يتجدد).

وقد جاء هذا اللقاء في سياق وطني يعرف هجوما على القدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات ويعرف تراجعا على مستوى الحريات العامة وتصاعد قمع الصحافة والتحضير لقمع جمعيات المجتمع المدني التي تتصدى للفساد ونهب المال العام والرشوة. كما تأتي هذه المحطة في سياق دولي تطغى عليه حرب أوكرانيا وما لها من تداعيات على الاستقرار والأمن العالميين وما تعرفه القضية الفلسطينية من تطورات على مستوى المقاومة. لقد كان المجتمعون من المكونات الثلاث للفيدرالية وهي: حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والتيار الوحدوي الذي انفصل عن نبيلة منيب بعد انسحابها من الفدرالية أياما قليلة قبل انتخابات 8 شتنبر 2021، لقد كان المجتمعون في مستوى اللحظة على مستوى النقاش والتحليل والنظرة المتفائلة لمستقبل الاندماج، وعلى مستوى الشعور بضرورة تحقيق وحدة اليسار بعقد المؤتمر الاندماجي في أفق منتصف دجنبر 2022.

ولقد تم اتخاذ قرار عقد المؤتمر بعد سنوات من الانشغالات والاشتغالات التكوينية والتنظيمية، أي منذ الإعلان عن تأسيس فيدرالية اليسار الديمقراطي سنة 2014. ولم يأت القرار اعتباطيا أو متسرعا دون تقدير التراكمات التي حققتها فيدرالية اليسار من نقاش ومن انفتاح على فعاليات تقدمية لها رغبة في المساهمة في بناء حزب يساري كبير يكون الإطار الذي له إمكانية تجميع كل قوى اليسار.

إن هذه المحطة لها عدة دلالات على المستوى السياسي لأنها أخرجت الفيدرالية من الانتظارية التي إن طالت فإنها تصبح قاتلة ولا تخلف إلا التبريرات الواهية، كما أن لها دلالة تنظيمية؛ إذ أنها كانت محطة تبدد فيها كل خوف أو تخوف من عملية الاندماج والسعي إلى استثمار التجارب التنظيمية لكل مكون لبناء الأداة القوية للحزب الاندماجي حتى يكون قوة قادرة على مواجهة زحف القوى الرجعية المستغِلة التي تستمر في استغلال الجماهير الشعبية وتفقيرها من ناحية، ومواجهة زحف القوى الظلامية من ناحية ثانية، التي تسعى إلى تحويل البلاد إلى مسرح لرعاية الإرهاب.

فهذه المحطة هي محطة تاريخية بامتياز لأنها تستجيب للحظة أصبحت فيها الجماهير الشعبية في حاجة إلى من يكون بجانبها والدفاع عن حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأيضا تستجيب إلى كل القوى التقدمية التواقة إلى التغيير المنشود...