الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

بوبكر حمداني: الدبلوماسية الموازية مدعوة للعمل مع الدبلوماسية الرسمية لدعم الحكم الذاتي

بوبكر حمداني: الدبلوماسية الموازية مدعوة للعمل مع الدبلوماسية الرسمية لدعم الحكم الذاتي مولاي بوبكر حمداني

في إطار ما يحظى به مقترح الحكم الذاتي من تأييد قوي وواضح من طرف عدد كبير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي أعربت عن دعمها للمخطط المغربي أمام أعضاء لجنة 24 للأمم المتحدة، استضافت القناة الثانية مباشرة من العيون بوبكر حمداني رئيس مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية، الذي سلط الضوء على هذا التأييد الدولي المتواصل للوحدة الترابية ومخطط الحكم الذاتي، فأوضح أن ما يحدث اليوم من ارتفاع عدد المقتنعين بمبادرة الحكم الذاتي يبين أن ذلك كان نتيجة مباشرة لعقدين من الدبلوماسية المتوازنة والرصينة التي قادها الملك محمد السادس والمبنية على أسس واضحة وحازمة أساسها الاعتراف بالوحدة  الترابية للمملكة. ومن الطبيعي اليوم في عالم العلاقات الدولية الذي ينبني على أسس معيار القوة فيها والمصلحة والواقعية، هي مبادئ أساسية تحكمها. وبالتالي فإن المغرب انطلق من هذه المحددات الثلاثة، والمغرب إذن هو قوة إقليمية حقيقية قامت بدبلوماسية متوازنة تجاه قضايا إقليمية، سواء في ليبيا أو مالي، أو على صعيد الخليج العربي. وقد انعكست هذه المكانة أيضا في المواقف المتجددة بدءا من الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، وصولا إلى دينامية دبلوماسية القنصليات التي أسست لواقع جديد، وهو أن المغرب في أرضه لا جدال في ذلك، والمسألة الأخرى التي تجدر الإشارة إليها ترتبط اليوم بعالم المصالح وإلى غير ذلك. فالمغرب اليوم يعتبر محط أنظار العالم كقوة إقليمية كما ذكرت سالفا، ولعل اقتناع القوى العالمية بتنظيم مؤتمر لمكافحة الإرهاب بعد جائحة كورونا في المغرب يجسد هذه المكانة الفاعلة للمملكة المغربية في محيطها الدولي، وهذه القناعة اليوم بينت أن مختلف الدول تؤكد على مغربية الصحراء، وتبني مواقفها  استنادا على مغرب جديد انخرط بشكل حقيقي في مكافحة الإرهاب..

وعلى مستوى آخر تطرق الخبير بوبكر حمداني إلى دور الدبلوماسية الموازية في حشد المزيد من الدعم للقضية الوطنية، فأبرز أن الدبلوماسية الموازية تسير اليوم في مسار متوازي ومتكامل مع الدبلوماسية الرسمية. فما تحقق اليوم من جهود لا يمكن أن ينسب فقط إلى الدبلوماسية الرسمية وما قدمته هذه الأخيرة من جهود واضحة وحثيثة. ولكن أيضا يجب التذكير بجهود الدبلوماسية المدنية في هذا المجال كذلك، خاصة وأننا نحظى بسفراء من رجال الأعمال ومن الفاعلين المدنيين وغير الحكوميين في الصين وإفريقيا وأوروبا وغيرها من المناطق، وفي مواقع متعددة من أفراد الجالية ومن شبيبات حزبية ومن منظمات المجتمع المدني ومن المنتخبين، وكل هؤلاء يلعبون اليوم ولا شك أدوارا طلائعية في إطار الدبلوماسية الموازية، كما أن كل هذه التشكيلات مدعوة اليوم إلى كثير من التنظيم، خاصة مع بداية أحداث لجان لدعم الحكم الذاتي، كاللجنة البلجيكية واللجنة المكسيكية  لدعم الحكم الذاتي ،فهذه اللجان هي عمل منظم لدعم الحكم الذاتي في مختلف الدول ويجب البناء عليها، وكذلك البناء على عمل القنصليات مع أفراد الجالية المغربية، على غرار قنصلية ستراسبورغ التي قامت بتأطير قانوني  تاريخي لفائدة الجالية من أجل الترافع عن القضية الوطنية لدى الدول المقيمة بها.

ليخلص بوبكر حمداني إلى أن  المغرب لديه جبهة داخلية وأخرى خارجية يجب التوحيد  بين أعمالهما، كما أكد على ذلك الملك من أجل المزيد من اليقظة والتعبئة، على اعتبار أن القضية الوطنية قضية كل المغاربة، وأن أبناء كل الأقاليم الجنوبية سواء منتخبين أو فاعلين مدنيين مدعوون إلى الانخراط في الدينامية الجديدة وفي هذه اللجان من أجل المزيد من دعم مخطط الحكم الذاتي على الصعيد الدولي.