الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

تسائل لجنة حقوق الإنسان: فواجع النقل المدرسي بإقليم وزان في تصاعد!

تسائل لجنة حقوق الإنسان: فواجع النقل المدرسي بإقليم وزان في تصاعد! محمد مهيدية والي جهة طنجة
 الأعمار بيد الله ... تتعدد الأسباب والموت واحد .... كلما وقعت فاجعة إلا وسارع البعض سامحهم الله لتغليف الفواجع بالخطاب الديني ، وكأن الغالبية المطلقة للمغاربة تدين بغير الدين الإسلامي الحنيف ... نعم الأعمار ربيد الله ، والموت واحد ، ولكن الأسباب من مسؤولية البشر ، وعلى رأس هؤلاء ، صناع القرار والسياسات العمومية في بُقع ترابية تضيق وتتسع حسب القوانين  ....لذلك من باب احترام ذكاء المغاربة وجب التوقف عن استغلال الدين الإسلامي الحنيف في التطبيع مع ما يحدث من فواجع ، والتحلي بالشجاعة لقول الحقيقة كاملة، وتحديد المسؤوليات بغض النظر عن درجة مستوياتها .
هذا المدخل تنفلت من بين ثناياه تباشير الألم الذي زحف على الأمل الذي تشبثت به تلميذة كباقي تلميذات العالم القروي ، رغم ما تمور به أمعاء هذا العالم من اكراهات ، اقتصادية ، واجتماعية ، وثقافية ، تصب في ادامة مقاربة عدم انصاف المرأة واعتقالها في زاوية عدم المساواة في الحقوق ، هذا الأخير ( مبدأ الحق في المساواة) الذي يشكل روح دستور المملكة ... تلميذة ركبت كل الصعاب من أجل التمتع بحقها في "التعليم النافع" كما جاء ذلك في خطاب ملكي سابق ... قبضت وأسرتها بالأظافر والنواجد على هذا الحق رغم قسوة الظروف المحيطة به .... كيف لا وهي التي اقتنعت حتى النخاع بأن الحق تعلمت في مدرسة الحياة بأن الحق يُنتزع  ولا يعطى ....اقتناع انتهى بضمها للائحة شهيدات و شهداء المدرسة العمومية! 
صباح يوم الخميس 5 ماي  2022 نزل على ساكنة جماعة بوقرة بإقليم وزان ( من بين الجماعات الترابية الفقيرة بالإقليم ) خبرا مفجعا ، ولم يكن الخبر الذي أبكى مكونات المدرسة العمومية بالجماعة قبل الساكنة ، غير الرحيل المفاجئ لتلميذة تنحدر من دوار الرشاقة وتتابع دراستها بالمستوى الثالثة إعدادي .... تتعدد الأسباب والموت واحد ...نعم ...ولكن سبب موت هذه التلميذة نعثر عليه في النقل المدرسي الذي سبق وصنفه مسؤولون كبار بإقليم وزان بأنه تجربة فريدة ومتميزة في المغرب ! أين يتجلى هذا التميز والفرادة ؟ وما هي عناصرها إذا كان النقل المذكور وظروف استعماله يخلف الكثير من الضحايا ( يمكن مراجعة منصات التواصل الاجتماعي التي تعنى بشؤون الإقليم) ؟
المعطيات المتوفرة التي تناقلها الرأي العام بمكان وقوع الحادثة ، وعكستها بيانات اطارات حقوقية ، تشير إلى سقوط المشمولة برحمة الله من حافلة النقل المدرسي بمركز جماعة بوقرة وهي تهم وباقي التلاميذ العودة إلى دواويرهم/ن ، وأرجعت المصادر المتعددة سبب السقوط إلى اكتظاظ الحافلة مما حال دون اغلاق بابها ، فكانت الفاجعة! الرياح هبت في غير صالح التلميذة التي لفظت انفاسها رغم محاولة انقاذها !
   زميلات وزملاء المرحومة بالمؤسسة حفرت الدموع المنسابة من عيونهم خنادق على أخاديدهم ، ولم يكن من خيار ينعونها بها غير التوقف عن الدراسة والتعبير بشكل حضاري عن تضمنهم ، وفي نفس الوقت توجيه رسائل بأسلوب مدني لمن يعنيهم الأمر فتح ملف تدبير النقل المدرسي بقريتهم كما بالإقليم . أما السلطات القضائية المختصة يضيف مصدرنا فقد أمرت بفتح تحقيق في الموضوع والاحاطة بكل ملابساته .
حادثة سابقة بجماعة المجاعرة باقليم وزان
 وحتى لا تتكرر الفواجع من هذا النوع ، فإن المطلوب هو التحلي بالشجاعة في تناول موضوع النقل المدرسي بالإقليم ، الذي يعرف نقصا مهولا في بعض الجماعات ، كما ان توزيع حافلاته بين جماعات الاقليم لمعايير غير واضحة ، هذا دون الحديث عن أعطاب  أخرى يشتكي منها ، وكذلك واقع الطرقات والمسالك بالعالم القروي التي لا يمكن القفز عن المجهود الكبير الذي انتهى بفك العزلة عن الساكنة ، ولكن كذلك لايمكن انكار بأن مد الطرقات والمسالك قد عرف الكثير منه فسادا لا يعلوه فساد ! 
النقل المدرسي الحافظ للكرامة ، ويحمي الحق في الحياة مدخل من مداخل تحقيق التعليم النافع ، وصون الحق في التعليم ، وضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ .
ونختم بدعوة المجلس الوطني لحقوق الانسان من خلال آليته الجهوية طنجة تطوان الحسيمة الاشتغال على ملف النقل المدرسي بالجهة ( كل اقليم على حدة) ورفع توصيات للجهات المعنية بالجهة ،والترافع من أجل ضمان تفعيلها….. اشتغال يدخل في صميم اختصاصات وادوار الآلية الجهوية من أجل  فعلية الحق في التعليم .