الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الرزاق بوقنطار: من المسؤول عن الضمير المهني؟

عبد الرزاق بوقنطار: من المسؤول عن الضمير المهني؟ عبد الرزاق بوقنطار
رسالة إلى الضمير المهني، المستهلك في مرحلة إنعاش كلينيكي وفي البحث عن من يغيثه للوصول إلى فترة النقاهة السوسيو الاقتصادية.
الضمير المهني تستحضره جميع أبجديات المهن الحرة من ضمير مهني في المحاماة والنوتاريا والعدول والمهندس المعماري والخبير المحلف ...وعلى سبيل المثال الضمير المهني في الطب الخاص والعام.
من بين المهن هناك رسالة الى كل طبيب وهم قلة من خانو قسم المهنة:
من الخيانة أن يبيع الطبيب مريضه لشركات الأدوية التى تمنحه (مالا ... هدايا ... حضور مؤتمرات علمية ... رحلات ترفيهية ... إلخ ) مقابل أن يكتب الدواء الذي تنتجه هذه الشركة أو تلك، مع وجود مثيل له -جينيريك-في السوق بنفس الفاعلية وأقل سعرا. 
من الخيانة أيضا أن يبيع الطبيب مريضه لمعامل ومختبرات التحاليل والأشعة الأغلى تكلفة بحجة أنه لا يثق إلا بها -في ضرب حرية المستهلك و القضاء على حرية المنافسة-، وحقيقة الأمر أنه متعاقد معهم على نسبة (عمولة) مقابل إرسال المرضى لهم ويزداد الأمر بشاعة حين يكتب له أشعة وتحاليل لا يحتاج اليها في الحقيقة لمجرد أن يحصل على نسبته منها ..
من الخيانة أيضا أن يجري الطبيب أو الطبيبة عملية قيصرية لا تحتاجها الحامل من أجل المال وقد يكون بالإمكان توليدها طبيعيا ..
من الخيانة أن يوقف الطبيب إجراء عمليات جراحية بالمستشفى العام لينفرد بإجرائها في المستشفيات الخاصة ويضع تسعيرات خيالية تقسم ظهر أهل المريض وربما يستدينون ويبيعون أغلى ما يملكون بأبخس الأثمان، وربما اضطروا إلى ذل وجوههم لتوفير هذه الأموال ..
ومن الخيانة أن يطلب الطبيب وضع المولود في حضانة وهو يعلم ان لا حاجة لذلك كله فقط من أجل المال..
ومن الخيانة أن يذهب سائق الإسعاف -في غياب سيارات الجماعات الترابية المنتخب أعضاؤها- الذي يناط به إغاثة الملهوف بالمريض الى المستشفى التى تعطيه نسبة مقابل كل مريض حتى لو كانت هناك مستشفيات أرخص أو أفضل -أو مستشفى عمومي يفي بالغرض-..
ومن الجشع والخيانة أن يتم استنزاف أموال المريض في مستشفى لا توجد لديه الإمكانيات والتخصصات لمثل هذه الحالة وفي الأخير يقال له نحن آسفين الحالة خطيرة ولازم تنقلوها الى مستشفى متخصص رغم علمهم ذلك من البداية.
ومن الخيانة والجشع ان يتم تأجير سيارة الإسعاف بمبالغ باهظة وخيالية لنقل الحالات التي تستدعي التحويل إلى مكان آخر.
هل ندرس الطب لنرتقي به ونخدم المرضى، أم لنخلق أزمات سوسيو اقتصادية جديدة بالنسبة للمستهلك؟
الطب رسالة سامية ومهنة إنسانية لها ضوابط وميثاق شرف غير مكتوب يحمله الاطباء في قلوبهم وليس في جيوبهم.
تحية للأطباء الشرفاء أصحاب الضمائر الحية أينما كانوا .. ولانستطيع إيفاءهم حقهم من الشكر والثناء، ولكن أجرهم عند ربهم أكبر و أعظم من كل أموال الكون.
الضمير هو السلطه الرقابية العظمى.
 
عبد الرزاق بوقنطار، رئيس جمعية حماية المستهلك بالمحمدية
عضو المكتب التنفيذي للجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك