الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور : الحريرة و"سقوط الأندلس"

الحسن زهور : الحريرة و"سقوط الأندلس" الحسن زهور
لم تسلم الحريرة المغربية من التوظيف السياسي في الصراع السياسي الخارجي ضد بلدنا وفي الصراع السياسي الداخلي، هذه الحريرة المختلفة الأنواع والأذواق المرتبطة بثقافتنا المغربية إستغلتها أبواق عسكر الجزائر في صراعهم مع المغرب، فبخسوا قيمتها  وعيرونا بها كما عيرونا بقفة رمضان التي هي جزء من ثقافتنا المغربية" تيويزي"، ومن سخرية الأقدار أن إنقلبت هذه السخرية على أصحابها في موقف مذ ومخز لا نتمناه للشعب الشقيق والجار، حين اشتكى الرئيس الجزائري لوزير خارجية أمريكا من ندرة الحليب وخلط البودرة المستوردة بالماء في بلاده(وكلمة الرئيس منشورة في الأوديو المسرب)،  فليتعلم السيد الرئيس أولا من قيمنا الأمازيغية التي تمنع صاحبها من نشر غسيله الداخلي أمام الغير وبالأحرى أمام أجنبي، وثانيا توقير الجارواحترامه بدلا من الإساءة إليه..
ولم تسلم الحريرة المغربية من التوظيف السياسي من طرف البوليساريو، فحين زار رئيس الوزراء الإسباني المغرب وجدد موقف بلده الجديد بالإعتراف الضمني بمغربية الصحراء، خرج أحد أتباعهم فأشار بمرارة وحسرة -في إحدى الفيديوهات المنتشرة- إلى ما وصلت إليها أوضاعهم من فشل ويأس وتخبط، فأرجع النجاحات والإنتصارات  المغربية السياسية إلى الحريرة المغربية، وقال في فيديوهه بحسرة ومرارة:" أنفقت الجزائر أنهارا من البترول وملايير من الدولارات فأين وصلنا الآن ، لا شيء،  في حين أن المغرب نجح وكسب الكثير بواسطة زلافة الحريرة".
كما استغلت الحريرة المسكينة سياسيا في الصراع السياسي الداخلي من طرف أحد الأساتذة الجامعيين المنتمين إلى اليسار، يسار الزعيمة التي فسرت جائحة كورونا بالمؤامرة الإمبريالية، ليحذو الأستاذ حذوها فيفسر الأمن الذي يعيشه المغاربة اليوم بمؤامرة "الحريرة" التي دبرها الإسبان قديما لتدويخ الأندلسيين فأسقطت الأندلس، ثم انتقلت إلى المغرب فأسقطت الموحدين، وما زالت الحريرة المكرفسة والمتآمرة تفعل فعلها لتنويم المغاربة وتدويخهم إلى الآن.
فهل تعلمون أن الحريرة ليست مغربية؟  نعم ليست مغربية، هذا ما كتبه أستاذ باحث  بكلية الآداب جامعة القاضي عياض وصاحب 25 مؤلفا (Abdeljalil Elazdi) في مقال له بصفحته في الإنترنيت، حين يعود بنا إلى التاريخ الأندلسي ليسرد علينا التاريخ المتآمر للحريرة، فأصل الحريرة (بكرافسها وقزبورها وتوابلها ..)، كما ورد في مقاله، قشتالي إسباني أدخلها الإسبان المسيحيون إلى دار الإسلام في الأندلس كوسيلة لتدويخ المسلمين قصد إسترجاع الأندلس إلى دار المسيحية فنجحوا في ذلك، ثم انتقلت الحريرة المكرفسة (من الكرافس) إلى المغرب فكانت سببا في سقوط الموحدين؟
ليتهم الباحث الحريرة المكرفسة بأنها ما زالت تؤدي دورها المتآمر بتنويمها المغاربة اليوم، وهي بذلك تستمر في دورها التاريخي في الصراع  المسيحي الإسلامي( ربما يشيرالباحث إلى أن الحريرة المكرفسة أفشلت مشروعه القومي الإشتراكي في المغرب ضد الإمبريالية ...).  
لكن ما يحسب له في مقاله هذا هو أنه لم يذكر " أزكيف" أي الحريرةالمغربية، لأن أزكيف إرث ثقافي أعطته هذه الأرض العزيزة ولا شأن له به، ولا علاقة له بالحريرةالمكرفسة الإسبانية في زمن مسلسل" فتح الأندلس" الذي جاءنا من الكويت البترولية ليخبرنا بأننا شعب لا تاريخ له،وربما أكثر السيد وزير الثقافة من شرب هذه الحريرة المكرفسة الإسبانية فسمح للمخرج الكويتي من عرض مسلسله السياسي ذي التوجه القومي.. فإذا كان الباحث يقصد بحريرته المكرفسة المتآمرة، ذات الأصل الإسباني ، إستقبال رئيس الوزراء الإسباني، فنقول له نعم استقبلناه ب"أزكيف" المغربي الرمضاني من مختلف الأنواع والأذواق المغربية المصنوعة بأياد مغربية متفننة، ولم نستقبله بالحريرة الإسبانية المكرفسة.. ف" أزكيف" من ثقافتنا المرتبطة بهوية هذه الأرض، والتي جعلت المغرب قويا بعد رجوعه إليها وإلى جذوره الأمازيغية ويحقق الآن النجاحات...
نقول للقوميين المغاربة، لن يترك المغاربة " أزكيف" و" ئزكفان" و "تازكيفت" لأنه من ثقافتهم العريقة عراقة هذا البلد ومن هويتهم. أما الحريرة المكرفسوالإسبانية  الاصل والتي ما  زالت تؤدي دورها التاريخي في المؤامرة  المسيحية لتنويم الشعب المغربي حسب ما ذهب اليه الباحث، فقد تركناها له ولأشكاله من القوميين.. فلينسبوها إلى من شاءوا، فقد سىئمنا من هرطقاتهم التي ينسبون فيها كل ما هو حضاري مغربي إلى الغير، حتى أصبحوا أضحوكة.
macc ma rad yamz afqqir ar kiɣ ikʷrm uzkkif!!
ملاحظة:
لفظة " الحريرة" أي "تاحريرت"  لم تعرفها  القواميس العربية القديمة، ومنها" لسان العرب" الذي وردت فيها الحريرة بمعنى حرقة الكبد. ورد في باب "حرر" في معجم "لسان العرب" :  "امرأة حريرة اي حزينة محرقة الكبد". لسان العرب، ابن منظور ، دار المعارف، القاهرة،(ص 828)