الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي :الإعلام الغربي والحقيقة الغائبة

صافي الدين البدالي :الإعلام الغربي والحقيقة الغائبة صافي الدين البدالي
منذ زمن بعيد ونحن نعيش تداعيات منابر إعلامية تعيش على الإرتزاق  بترويج الأخبار الزائفة خدمة لأهداف  الإمبريالية/ الصهيونية.  إن طبيعة هذا الإعلام  تتجلى  في ما يلعبه من دور في طمس الحقائق من خلال تجريم البريء وتبرئة الجاني .وكان من بين  مقررات  المؤتمر الصهيوني الأول المنعقد  في  29 - 31 أغسطس سنة  1897، ب " بازل بسويسرا ،" تأسيس لإعلام  بكل أنواعه وأشكاله يكون مساعدا لتحقيق الأهداف الصهيونية العالمية .و هو الإعلام الذي يجب أن يكون قادرا على خلخلة الثوابت الفكرية والعقائدية لدى العموم من أجل السيطرة و التحكم  وبسط  السياسة  الصهيونية على العالم .
 
لقد فطنت الصهيونية إلى دور الإعلام وتأثيره على القرارات بل حتى على الإختيارات للدول و الشعوب . كمثل على ذلك  جعل من  أعمال الشغب في رومانيا التي بدأت في 16 ديسمبر عام 1989 كجزء من ثورات 1989 التي حدثت في بعض البلدان وبالأخص في  البلدان التي كانت جزءا من الكتلة الشيوعية. و بينها الإعلام الغربي الصهيوني بأنها ثورة  انتشرت في أنحاء البلاد؛ انتهت بمحاكمة شكلية وإعدام رئيس الحزب الشيوعي الروماني نيكولاي تشاوشيسكو  وزوجته إلينا تشاوشيسكو ،وبذلك انتهى الحكم الشيوعي في رومانيا بعد حكم دام 42 عام، لقد كان  للإعلام الصهيوني الدور الكبير في هذه العملية .و بالنسبة للشعب الفلسطيني فإننا  نعيش يوميا كيف يجعل هذا الإعلام  الغربي الصهيوني من الفلسطيني المكافح من أجل استرجاع أرضه المغتصبة مجرما و إرهابيا ، وأن المحتل الغاشم ضحية الفلسطيني . إنها المعادلة التي لا منطق لها إلا في هذا الإعلام. 
 
و نعيش كذلك كيف أراد هذا الإعلام أن يجعل من النظام السوري نظاماإرهابيا يحرق شعبه ببراميل البارود و يبين ضحايا الدواعش بأنهم ضحايا الجيش السوري حتى يتحقق هدف تأليب الشعب السوري والشعوب العربية و شعوب العالم على الأسد الذي كان ذنبه أن يظل يدافع على سوريا موحدة و شعب موحد لإفشال  المبتغى الإمبريالي الصهيوني الذي يرمي إلى تحويل سوريا إلى كيانات ضعيفة تابعة تتحكم فيها إسرائيل؛ و من يدور في فلكها . ولا ننسى دور هذا الإعلام الذي نسج مسرحية إمتلاك العراق للسلاح النووي ليمهد  الطريق أمام  حلف الناتو لغزو العراق و قلب النظام فيه و إعدام الرئيس  صدام حسين. واليوم نعيش مسرحية من نوع آخر في الحرب الروسية الأوكرانية حيث تحرك هذا الإعلام  الغربي الصهيوني من أجل العمل على قلب الحقائق بنقل صور دمار وجثث  متلاشية من مناطق خارج أوروبا ، من لبنان ومن العراق ومن سوريا، لتأليب الراي العام الدولي والشعب الروسي على الرئيس بوتن .
 
لقد وصف هذا الإعلام بأن صواريخ كروز تم توجيهها لقتل المدنيين في حين هي كانت تستهدف معسكرات الدواعش الذين جاء بهم الناتو من سوريا ومن العراق و من تركيا للدخول في الحرب ضد روسيا في أوكرانيا تحت ذريعة الجهاد ضد الشيوعية، كذبة القرن التي تروج لها أبواق   الناتو المرتزقة . يريد الناتو أن يعيد سيناريو يوغسلافيا في  روسيا وهو ما يرمي إليه الإعلام  الصهيوني الإمبريالي. إنه الإعلام المرتزق الذي  يشوه الحقائق بالكلمة المخادعة " la parole truquée" 
 
 
صافي الدين البدالي/  ناشط سياسي وحقوقي