الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

البدالي: المنتخبون عندنا وعقدة ركوب السيارات الفارهة!!

البدالي: المنتخبون عندنا وعقدة ركوب السيارات الفارهة!! صافي الدين البدالي
قرر عدد من رؤساء ورئيسات جماعات محلية اقتناء سيارات جديدة فارهة أو كرائها لفائدة نوابهم (ن) بمبالغ خيالية في كل من الرباط والدار البيضاء ومراكش. كما طلع علينا خبر من مجلس المستشارين مفاده أن رئيسه خصص مليار ونصف مليار سنتيم لشراء11 سيارة من نوع مرسيدس من النوع الممتاز لنوابه .
تأتي هذه القرارات في ظرفية وطنية ودولية تتطلب التدبير العقلاني والهادف لمالية هذه المؤسسات التشريعية من برلمان ومجلس مستشارين وجماعات محلية ومجالس إقليمية وجهوية، لأنه من ناحية الحس الوطني تعتبر هذه المؤسسات مجالا لخدمة الشعب وليس للتبرج بسيارات فارهة والمبالغة في التعويضات عن السفريات بالداخل وبالخارج. لأن ذلك المال هو مال الشعب الذي يعاني من تداعيات الجائحة التي لا زالت تهدد حياة المواطنين والمواطنات وأيضا من تداعيات الجفاف التي لا زالت قائمة رغم التساقطات المطرية الأخيرة.
كما ان الشعب يعيش الفقر و يزداد فقرا بفعل ارتفاع الأسعار التي أصبح من الصعب التحكم فيها، كما لا يمكن التغاضي عما ستسفر عنه الحرب الروسية الأكرانية من أزمات اقتصادية وسياسية ومن تحولات جيوسياسية .
ففي الدول الديمقراطية المتحضرة والتي تحترم شعوبها نجد رئيس الوزراء يتنقل عبر وسائل النقل العمومية أو عبر سيارة شخصية متواضعة ونجد أن أي مستشار لا يطمع في سيارة فارهة، عطاء من رئيس جماعته، لأنه لم يشتر أصواتا ولم يبع صوته تقربا من الرئيس. لأنه يرى المسؤولية من حيث الجانب الإنساني والأخلاقي خدمة لبلده .
فلماذا ينتشر عندنا مرض ظاهرة استعمال سيارة الجماعة أو مجلس المستشارين أو مجلس النواب أو المجلس الجهوي أو الإقليمية أو الغرف المهنية؟ هل هي رغبة في العمل؟ فإذا كان الأمر كذلك لماذا نجد هذه السيارات تنقل أطفالهم إلى المدارس ونسائهم إلى الأسواق وإلى الحمام كما نجدها تركن أمام المقاهي، بل حتى أمام الأماكن الممنوع فيها الوقوف بل وفي أيام العطل وحتى أيام العمل؟ أم يريدون أن يظهروا علينا أنهم مهمين حتى نحترمهم أو نهابهم؟
ألم يعلم هؤلاء بأن المغاربة لا يرضون هذا السلوك اللا أخلاقي الذي لا يحترم مشاعرهم. ألا يستحيي هؤلاء من تبديد أموال الشعب من أجل ركوب سيارات فارهة، ومواطنون يبحثون عن عيش في قمامات الأحياء؟ ألا يستحيي هؤلاء بأن هنالك أطفالا يبيتون في الشارع عرضة للاستغلال بشتى أنواعه؟ ألم ير هؤلاء بأن الأموال المخصصة لهذه السيارات كان عليها ان توجه إلى الفقراء الذين يبيتون في العراء، وإلى الشباب الذين تأكلهم نار البطالة والهجرة السرية؟
ألم يعلم هؤلاء المسؤولون بأن استغلال مناصبهم من أجل المكاسب وتقاسم المناصب هو غدر للشعب المغربي سيعاقبهم التاريخ على ذلك؟ ألم يحن الوقت أن تتحمل السلطات الوصية مسؤولية الوصاية على عقول أصابتها عقدة السيارات الفارهة على حساب مصلحة المواطنين والمواطنات.
 
البدالي صافي الدين، فاعل حقوقي وسياسي