الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

في برنامج "مدارات": نوستالجيا الزمن الجميل مع الشاعر والروائي حسن نجمي

في برنامج "مدارات": نوستالجيا الزمن الجميل مع الشاعر والروائي حسن نجمي الشاعر والروائي حسن نجمي

- حسن نجمي: السيرة والمسار:

استضاف الاعلامي الزميل عبد الإله التهاني في الحلقة الاخيرة من برنامجه الأدبي والفكري "مدارات"، على أمواج الإذاعة الوطنية من الرباط، الشاعر والكاتب والإعلامي الدكتور حسن نجمي، في جلسة ممتعة اختار لها كعنوان: " حسن نجمي :السيرة والمسار" ، أوضح في مستهلها أنه يسعد باستضافة شخصية مغربية، نذرت نفسها للكتابة الإبداعية وللدراسات الأدبية والمطارحات الفكرية، وكذا للكتابة الصحفية، المستندة إلى خلفية فكرية، لا تخلو من عمق وتميز و تنوع.

وشدد معد ومقدم البرنامج بأن الأستاذ حسن نجمي، قد سجل منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، حضورا منتظما ومتميزا وفاعلا في المشهد الثقافي والإعلامي المغربي، قبل أن ينحت حضوره الشاسع على الساحة العربية، وكذا في منتديات ومحافل أجنبية،شرقا وغربا، مبرزا أن حسن نجمي قد عاش بالكلمة ومن أجلها، وشق مساره بقلمه، وأنه ظل على امتداد مساره الثقافي والإعلامي الطويل الذي جاوز أربعين سنة، وحارسا لهويته كشاعر وككاتب ، حريصا على صفته كصوت إبداعي وفاعل ثقافي ، مصرا ومحافظا وبالأولوية على موقعه ككاتب ،لا يبرحه ولا يسترخصه.

واستعرض الزميل التهاني، المهام الثقافية التي اضطلع بها حسن نجمي، بدءا من انتخابه رئيسا لاتحاد كتاب المغرب مرتين، وتأسيسه ورياسته بيت الشعر في المغرب، وترؤسه المركز المغربي لنادي القلم الدولي، فضلا عن انتخابه نائبا لرئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب، سنة 2003.

كما استعرض مقدم ومعد البرنامج، مساره نجمي المهني، صحفيا، ثم مستشارا بديوان وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، فمستشارا لوزيرة الثقافة، قبل تعيينه مديرا للكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الثقافة، ثم التحاقه للعمل مستشارا لدى رئاسة مجلس النواب، فخبيرا استشاريا، ثم أخيرا مستشارا عاما بنفس المؤسسة.

وتوقف الزميل التهاني عند الجوائز الادبية التي حظي بها الشاعر والروائي حسن نجمي، خاتما ورقته التقديمية باستعراض أضمومة إصدارات ضيف البرنامج، والتي فاقت عشرين مؤلفا في الشعر والرواية والدراسات الادبية والكتب الحوارية، علاوة على مساهماته في المؤلفات التي صدرت بشكل جماعي، والترجمات العديدة لدواوينه الشعرية إلى لغات عديدة غربية وشرقية، وكذا الترجمات التي أنجزها هو لمختارات من قصائد لشعراء أجانب، يمثلون جغرافيات ثقافية مختلفة.

الطفولة الادبية وقصة الشغف بالقراءات الأولى:

وتحدث حسن نجمي في مستهل هذه الحلقة عن طفولته الأدبية، ودهشة الاقتراب الاول من الحرف ومن نبع الكتابة، مسترجعا شريط ذكرياته الطفولية بألق، معتبرا أنها تظل دائما بالنسبة للكاتب، وخصوصا بالنسبة للشاعر، نبعا أوليا للكتابة وللمتخيل، ناسجا حكايته الشيقة عن تلك الطفولة، بشغبها الجميل وبأنواع اللعب، وبالصداقات الأولى في الحي، وفي الدرب والزقاق، وفي بدايات المدرسة الابتدائية، وقبل ذلك في التعليم الأولي داخل الكتاب القرآني.

وفي هذا السياق، استحضر الشاعر والكاتب حسن نجمي، مدرسته الابتدائية "عقبة بن نافع" بمدينة بن أحمد، في قلب منطقة الشاوية.

واسترجاعا لهذه المرحلة من حياته، أوضح حسن نجمي أنه كان يتردد باستمرار، على المكتبة الوحيدة في مدينة بن أحمد، المتواجدة بشارع محمد الخامس، لصاحبها الرجل الطيب السي أحمد بلعواشي، وكيف كان يقتني من تلك المكتبة، سلسلة آداب الطفل، والكتب التي كانت تصل من مصر، لمؤلفها أحمد عطية الأبراشي، مثل قصص (الأميرة النائمة، الأخوات الثلاث، الساحرة، وغيرها...).

وبأسلوبه الشاعري، يتذكر حسن نجمي محتوى تلك القصص، مشيرا أن بعضها كان مستمدا من حكايات ألف ليلة وليلة، ومن كتب الحكايات الإنسانية، التي كان تترجم من لغات أخرى، وتكتب بلغة عربية جميلة، ومشكولة.

وفي هذا السياق، روى بكثير من التشويق والإثارة، قصة إدمانه على قراءة تلك القصص، مقابل عشرين سنتيما يدفعها لقراءة كل كتاب، قبل استبداله بكتاب آخر، ساردا واقعة طريفة ومؤثرة، حصلت له في هذا السياق، وهو واقف في مدخل المكتبة، يقرأ بنهم وخلسة إحدى القصص، دون دفع العشرين سنتيما كالعادة، وهو ما تفطن له صاحب المكتبة، لينهره، قبل أن يتدخل رجل مهيب كان يتابع الحدث، مدافعا عن حق الطفل حسن في القراءة، ومسددا أضعاف أضعاف، المبلغ المطلوب لقراءة الكتاب، واستبداله بآخر غيره.

ويتذكر حسن نجمي ملامح شخصية ذلك الرجل، الذي كان نحيف الوجه بشارب رقيق، وكان سمته طيبا وجميلا، ومستبشر القسمات، حاسما في دفاعه عن حق الطفل حسن نجمي في القراءة، وتحفيزه عليها وتحبيبها إليه، ملحا على صاحب المكتبة أن يمد الطفل حسن بما يريد من كتب، كلما حل بالمكتبة، وأنه مستعد لأداء ثمن، كل ما يقتنيه ويقرأه الطفل حسن من كتب حتى يشبع قراءة.

وأوضح نجمي أنه بعد مرور عدة سنوات على هذه الواقعة، سيفاجأ حين انتقل لمتابعة دراسته بالإعدادي، بثانوية الأمير سيدي محمد في مدينة بن أحمد، بأن ذلك الرجل المهيب والطيب صاحب الفضل، كان

هو المرحوم المهدي زغلول، الذي سيصبح من ضمن أساتذته الذين يدرسون اللغة العربية.

وروى حسن نجمي كيف تطورت علاقته بالسيد أحمد بلعواشي، صاحب المكتبة المذكورة في بلدة ابن أحمد، وأصبحت علاقة صداقة ومحبة وتقدير متبادل، إلى درجة أضحى معها، الطفل اليافع حسن نجمي، يحرس المكتبة في غياب صاحبها، ويتولى تسييرها وتدبيرها، بل أصبح يمتهن بيع الكتب بمحبة وشغف، ويرافق صاحبها إلى الأسواق الأسبوعية، لمساعدته في بيع الكتب واللوازم الدراسية خلال الدخول المدرسي، مقابل أن يأخذ الكتب التي يحب أن يقرأها.

- بين الميلودي شغموم وأحمد البكري السباعي:

وفي سياق متصل، يتذكر حسن نجمي كيف أنه زارهم في مدينة بن أحمد، الكاتب القصصي الميلودي شغموم مدرس اللغة الفرنسية، قبل أن يصبح أستاذا للفلسفة في السلك الثانوي، حيث لم يكن يعرفه إلا من خلال صورته فقط، إذ كان قد قرأ له مجموعته القصصية (أشياء تتحرك)، مشيرا إلى أنها أول مجموعة قصصية قرأها في حياته.

وفي هذا السياق، يذكر نجمي، أنه تحدث مع الميلودي شغموم (شافاه الله) ، بنوع من التهيب ، مشددا على أن هذا الكاتب ، مازال يمثل بالنسبة إليه وإلى اليوم ، نموذج المثقف العصامي العظيم، أخلاقا وسلوكا، وفكرا وأداء وحضورا، واصفا إياه بأنه من الكتاب غير المدعين.

واستحضر نجمي في نفس السياق، أن أول رواية قرأها هي رواية (المخاض) للكاتب أحمد البكري السباعي -رحمه الله-حيث اقتناها من مكتبة بدرب الحبوس في الدار البيضاء، معبرا عن أمله في إعادة طبع هذه الرواية التي أحبها، معتبرا أنها من الروايات الرائدة في الأدب المغربي الحديث.

- أوليات الوعي الثقافي في بلدة بن أحمد:

وعن ملامح الحياة الثقافية في مدينة بن أحمد في مرحلة طفولته الأدبية، يسترجع الشاعر والكاتب حسن نجمي العديد من المشاهد والمواقف، حيث أشار إلى حدث افتتاح النادي الثقافي، الذي كان من البنايات الكولونيالية المغلقة، وكيف أنه لم تكن هناك دار للشباب، أو دار ثقافة، بحيث سيصبح النادي المذكور، فضاء للأنشطة اليومية الشبابية (الثقافية والموسيقية والفنية والمسرحية...).

واستحضر نجمي في سياق حديثه عن النادي مجموعة من المواهب التي ظهرت في الممارسة الموسيقية، رغم عدم توفر بلدة بن أحمد، وإلى اليوم على معهد موسيقي، وكذا مواهب في فن التمثيل، مستحضرا شخصية الدكتور أحمد فحلي، وهو اليوم من الأطر الأساسية في البحث العلمي، وفي العلوم الدقيقة، كنائب لرئيس جامعة الحسن الثاني بالد البيضاء، حيث كان يستنسخ ويحاكي شخصية الفكاهي عبد الرؤوف في المظهر والشكل والصوت، وفي الحركات والإيماءات الجسدية.

وقال حسن نجمي بأن كل هذه الأشياء، لم تكن تمر هكذا كالماء في الرمل، بل كانت تترك أثرها، مضيفا بأن الذين كانوا يطبعون ذاكرتهم إبداعيا وإنسانيا، هم الأساتذة والمعلمون الرائعون في الإعدادي، مستحضرا منهم المرحوم محمد جدي، والثاغي بلحاج، ومحمد الصلحاني، وأحمد مرداس والغريسي، ومصطفى البزيوي، وعبد الله الكون أستاذه في اللغة العربية ومحمد غازي، وبلعباس، والبالي أستاذه في اللغة الفرنسية.

وتوقف حسن نجمي عند صورة الأستاذ الذي طبع شخصيته، وهو ابن مدينة أصيلة عبد الله الرهوني، حيث تتلمذ عليه في صف الثالثة إعدادي.

ووصف أستاذه بأنه كان استاذا خلاقا في فعله التربوي، وفي ممارسة مهنته كأستاذ بروح الأب، وبروح الصداقة أيضا، مشددا على القول بأنه كان يجعلك صديقا دون أن تشعر. وذكر نجمي أن أستاذه هذا، كان يشركه في إعداد مجلة المؤسسة التي كانت تطبع بتقنية (الستانسيل)، حيث كان يشجعه وهو في سن السادسة عشر، وجعله يعد محاضرة عن الشاعر ابي القاسم الشابي، وهو في السابعة عشرة من عمره، حضرها حوالي 200 شخص.

ويذكر ضيف البرنامج، أنه كان صديقا لتلميذتين زميلتين من قسم آخر، كانتا من أعز التلميذات النجيبات لدى أستاذه، هما سعيدة أبا معروف، المقيمة اليوم في جنيف بسويسرا، وعائشة البصري، حيث نظموا ثلاثتهم ندوة حول الكاتب الروائي المصري نجيب محفوظ سنة 1977، وهم في سن السابعة عشرة.

وكشف حسن نجمي كيف تطورت هذه العلاقة، بفضل هذا الرجل، وروحه التربوية، وبفضل حدبه وعطفه، والدفء الذي يمنحه لهم، بتلك الروح الوثابة العظيمة، وكيف أصبحت التلميذة عائشة البصري زميلته، ثم صديقته فخطيبته، ثم زوجته فأم أولاده.

وقال حسن نجمي بأنه مازال يذكر هذا الرجل بامتنان، وقد أحيل على المعاش ويقيم اليوم في طنجة، كاشفا عن اسمه، وهو الأستاذ أحمد الدب.

وذكر نجمي بأنه في أواخر سنة 1976، تم إنشاء دار الشباب ببلدة بن أحمد، ثم تأسست سنة 1977 جمعية المواهب للتربية الاجتماعية، حيث شارك في الأندية التي رأت النور داخل ذلك الفضاء، مما مد الجسور والعلائق والوشائج الطيبة.

أيام سطات والدارالبيضاء ومدرسة جريدة " المحرر"

وفي سياق ذكرياته ضمن هذه الحلقة من برنامج "مدارات " المخصصة لسيرته ومساره، تحدث حسن نجمي عن محطة دراسته في المرحلة الثانوية والجامعية، وكيف كانت منعطفا حاسما في وعيه وتكوينه ، حيث ذهب كتلميذ داخلي في مؤسسة ثانوية بن عباد بمدينة سطات، ويذكر أن أحداثا أساسية وقعت في هذه الفترة، حيث بدأ ينشر كتاباته الأولى في جريدة " المحرر"، وفي سن الثامنة عشرة، حيث أصبحت كتاباته تنشر في الملحق الثقافي لهذه الجريدة ، كاشفا عن واقعة طريفة حصلت له في الفصلة الدراسي، حيث كانت تطلب منهم أستاذتهم في اللغة العربية نجاة ولد سويلم، والتي وصفها بكونها من خيرة الأساتذة الرائعين، بأن يهيؤا عروضا مرة في الأسبوع، وعندما جاء دوره لقراءة العرض وهو جالس إلى مكتبها الخاص داخل الفصل ، أخرج صفحة من الملحق الثقافي لجريدة " المحرر" ، التي تتضمن صفحة أعدها بنفسه (تحتوي على مجموعة من النصوص والكتابات والمرجعيات) ، في شكل دراسة أعدها سنة 1978 حول روايات الكاتب الامريكي "جون شتاينبك" .

ويتذكر نجمي أنه بمجرد ما شرع بيقرأ عرضه، تغيرت ملامح الاستاذة، وعبرت بقسمات وجهها عن نوع من الإنزعاج، كيف أنها طلبت منه أن يعد عرضا من إنتاجه، بينما هو جاء ليقرأ من جريدة، ليكون جوابه المفاجئ بأنه هو من كتب العرض المنشور في الملحق الثقافي للجريدة، وأنه موقع باسمه.

وفي موضع أخر من هذه الحلقة، تحدث نجمي عن دراسته بثانوية مولاي ادريس الأول بحي بوركون في الدارالبيضاء، والتي قضى بها سنة كاملة حصل خلالها على البكالوريا، لأنه لم يتح له أن يتابع دراسته بثانوية بن عباد لأسباب تتعلق بلحظة اعتقال سريعة، حيث نصحه مدير الثانوية الاستاذ عبد الوهاب بنعزوز بأن يغير الثانوية، لكي يضمن لنفسه الاستقرار الدراسي، ويستطيع أن إكمال تعليمه الثانوي.

مشاهد من الزمن الجميل لكلية الآداب بالرباط :

واسترجع حسن نجمي خلال حواره مع الزميل عبد الإله التهاني، مشاهد من الزمن الجميل لكلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط، التي سيجد فيها أساتذة، كان يجلهم ويعزهم ويقرأ لهم من بعيد، مثل الأساتذة محمد برادة، وأحمد اليابوري، وأمجد الطرابلسي، وسعيد بن سعيد العلوي، وكمال عبد اللطيف، ومولاي أحمد الإدريسي، ومحمد مفتاح، ومحمد بنيس، وأحمد المجاطي، وإدريس السغرنوشني، وأحمد بوزفور، وأحمد الطريسي، وأساتذة مشارقة مثل الدكتور أحمد الحلواني الذي كان من أكبر النحات.

وتحدث الشاعر والكاتب حسن نجمي عن الدكتور عباس الجراري، وكيف قرأ له مبكرا أطروحته "القصيدة" حول شعر الملحون، وكذا كتبه حول الأدب المغربي، مسجلا أن له فضلا كبيرا على الدرس الادبي المغربي، بمعية الدكتور المرحوم محمد بنشريفة، منوها بالأساتذة الأفاضل، الذين انتبهوا إلى أهمية الجذور التاريخية والاجتماعية والثقافية والحضارية للأدب المغربي، مشددا على أن الدكتور عباس الجراري، انتبه مبكرا إلى البعد الشفاهي في التاريخ الأدبي المغربي، وأنه كان رياديا في هذا الباب.

وفي هذا السياق، تساءل حسن نجمي عما سيتبقى لنا من تراثنا، إذا أزلنا منه البعد الشفاهي، ملاحظا أن الفترة الإدريسية التي لم تكن لنا فيها كتابات أدبية، باستثناء بعض الشذرات وبعض الخطب.

وشدد الشاعر والكاتب حسن نجمي، على أنه لا يستطيع أن يتصور اليوم خريطة للأدب المغربي وللشعرية المغربية، دون بعدها الشفاهي، وإلا فإن الامر سيكون فيه ظلم وبتر، لجسدنا الثقافي والحضاري والأدبي.

واستحضر نجمي إسهامات الفقيد الدكتور محمد مفتاح، مسجلا أنه بالاضافة إلى تدريسه، للشعر العربي القديم، فإنه كان أيضا من الذين انتبهوا مبكرا إلى الأدب المغربي القديم والأدب الأندلسي، على اعتبار أن كان من كبار المختصين في أدب الغرب الإسلامي .

-حياة في الصحافة، وقصة الديوان الأول:

وإلى ذلك، تحدث حسن نجمي بإسهاب، عن محطات من مساره في العمل الصحفي، الذي انخرط فيه وباشره بكيفية مهنية ونظامية منذ سنة 1984، مباشرة بعد تخرجه من كلية الاداب بالرباط والتحاقه بجريدة " الاتحاد الاشتراكي"، بمبادرة كريمة من مديرها الأول الأستاذ محمد البريني، بعد أن كان قد حقق تجربة مهمة في التعاون مع جريدة "المحرر "، كمراسل لها من مدينة بن أحمد، وهو في سن السابعة عشرة، فضلا عن مساهماته الادبية في صفحاتها الثقافية.

وعدد نجمي الخصال المهنية والإنسانية للأستاذ محمد البريني، ودوره في مساره الصحفي، ومسار غيره من طاقم الجريدة التي كان يديرها، والتي تتقل فيها الشاعر نجمي من محرر صحفي بالقسم الثقافي إلى رئيس لهذا القسم، ثم مسؤول عن مكتبها بالرباط لسنوات.

واستحضر الشاعر والروائي، حسن نجمي، قصة صدور ديوانه الشعري الأول لك " الامارة أيتها الخزامى" سنة 1982، وهو ما يزال طالبا وقتها بالجامعة، متذكرا بامتنان كبير مبادرة المرحوم عبد الرحمان العزوزي، رئيس جمعية المواهب والتربية الاجتماعية وقتئذ، والتي كان نجمي رئيسا لفرعها في مدينة بن أحمد، حيث شجعه على إخراج هذا الديوان، بأن أخذه إلى مطبعة " فكيك "بشارع الفداء في الدار لبيضاء، كان يشرف عليها السي عبد الرحمن الطيار، وأصر عليه بضرورة طبع ديوان "لك الامارة أيتها الخزامى "، باكورة الاصدارات الشعرية للأستاذ حسن نجمي، الذي يتذكر أنه لم يدفع لصاحب المكتبة، أكثر من ألف درهم، مقابل تكلفة الطبع.