الجمعة 29 مارس 2024
كورونا

بعد الخروج من موجة أوميكرون هل خرجنا من أزمة كورونا.. البروفيسور الإبراهيمي يجيب

بعد الخروج من موجة أوميكرون هل خرجنا من أزمة كورونا.. البروفيسور الإبراهيمي يجيب البروفيسور الإبراهيمي
قال عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية والتقنية لكوفيد 19، ومدير مختبر البيوتكتولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، إن الموجة الوبائية أوميكرون انتهت،  ولكن فيروس كورونا ما زال يتعايش بيننا.
وأوضح في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، أن المرض لن يختفي نهائيا، و رغم ذلك، يجب علينا أن نجرأ على العيش، فإن لم يقتلنا الكوفيد 19، فليس من حقنا أن نجعل الخوف منه يشلنا عن الحياة..
تدوينة عز الدين الإبراهيمي:

" لنتجرأ على التفاؤل... و لنتجرأ على الحياة... بالتعايش مع الفيروس....
كثيرا ما يستوقفني المواطنون بالشارع...، ويسألونني هل بعد الخروج من موجة أوميكرون...، نكون قد خرجنا من الأزمة... وغالبا ما أجيب و بكل عفوية... نعم الموجة الوبائية أوميكرون انتهت... ولكن فيروس كورونا ما زال بيننا... مما يعني بأن المرض لن يختفي نهائيا... و رغم ذلك... يجب علينا أن نجرأ على العيش... فإن لم يقتلنا الكوفيد... فليس من حقنا أن نجعل الخوف منه يشلنا عن الحياة...
 وحتى نخرج نهائيا من الأزمة، وجب علينا أن نحدد ركائز الخطة التي تمكننا من ذلك... فهل يعقل أن نقول أن الأزمة انتهت بدون استخلاص أي دروس و وضع خطة لما بعد الكوفيد... و كمساهمة فردية في إغناء النقاش، و قبل الحديث عن رفع القيود... سأقدم قراءة في مرتكزات خطط بعد الدول التي أعلنت عن نهاية الأزمة أو قربها...
ركائز خطة الخروج من الأزمة...
بالفعل فقد أعلنت كثير من الدول الغربية و العربية عن ركائز خطتها للخروج من الأزمة والتي يمكن أن نلخصها في النقط التالية:
1- إزالة ما تبقى من القيود المحلية... نعم... فبتوفر عدد من المعايير العلمية و الصحية المستقرة قررت كثير من الدول رفع القيود... و بعد استقراء المعطيات المغربية ، يتبين أن المغرب يستوفي كل المعايير العلمية الأساسية التي استعملتها جل الدول كشروط للرفع... فانتشار الفيروس بالمغرب ضعيف جدا... و لا يوجد أي ضغط على غرف من طرف مرضى الكوفيد... و الجدار المناعاتي المغربي صلب بجمعنا بين التلقيح و الإصابات... و أخيرا بعدم وجود أي متحورات جديدة... أظن أنه كل هاته المؤشرات المستقرة في المستوى الأخضر  يمكننا الرفع من القليل من القيود المتبقية... و التي سأعود إليها في نهاية التدوينة... 
2- تشجيع السلوكيات الأكثر أمانًا من خلال التحسيس و التوعية... نعم فمع إنهاء أخر لوائح مكافحة الكوفيد المحلية المتبقية ننتقل من مرحلة " القيود الحكومية إلى المسؤولية الشخصية... فكما نرفض جميعا أن نسبح ضد تيار التعايش...، علينا جميعا أن نقبل أن المسؤولية بخصوص الوضعية الصحية انتقلت من الدولة إلى المواطن... علينا أن نقبل أن نستمر في تطبيق الإجراءات الاحترازية ب"خاطرنا"...، لأن توطين هاته السلوكيات سيمكننا من العيش و التعايش مع فيروس كورونا و الأنفلونزا... و أي بكتيريا... و أي مخلوق يقتات من ذواتنا و يقتل مواطنينا... اليوم أو غدا أو في المستقبل...
3- حماية المسننين  و الأشخاص في وضعية هشاشة صحية من خلال التدخلات الصيدلانية والاختبارات موازاة بما نقوم به في مواجهة جميع الفيروسات الأخرى... و التأكيد على أن اللقاحات تبقى خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا و الفيروسات الأخرى التي تودي بحياة هاته الفئات الأكثر ضعفاً...
4- الحفاظ على المرونة في مواجهة المتغيرات المستقبلية ، من خلال دعم مراقبة وبائية و جينومية مستمرة و وطنية... يجب استشعار ظهور و انتشار أي متحور او فيروس جديد قبل انتشاره مما يمكن أنظمة التدخل والاستجابة أن تعمل جيدا قبل الوقوع في أي حالة طوارئ قادمة...  
5-  التخطيط و الاستعداد لأي طوارئ صحية مستقبلية بالرفع من  القدرات الاستشفائية بالاستثمار في البنيات التحتية و تكوين مستمر لأطرنا الطبية في مجال المستعجلات و الإنعاش... مما سيمكن من إدماج خدمات الصحة العامة الطارئة والتغطية الصحية الشاملة...  وهذا من شأنه أن يضمن استمرار جميع الخدمات الصحية والاجتماعية خلال الأزمات... و لنا عودة لهذا الموضوع قريبا إن شاء الله 
6- الاستثمار في البحث العلمي و خصوصا في الميدان البيوطبي ... فليس ككل مرة ستسلم الجرة... يجب تكثيف انخراطنا في تحويل الاكتشافات العلمية التي حققت تقدما تاريخيا (تسلسل الفيروس في 20 يوما واللقاحات في غضون 12 شهرا) إلى منافع صحية عامة يسهل الوصول إليها وبشكل معقول (الكشف المبكر، اللقاحات، الخبرة..)... و في هذا الإطار يجب الإشادة بالرؤية المولوية في هذا الميدان من خلا جعل البيوتكنولوجيا أولوية مغربية...
ماذا عن بقية القيود....
في الحقيقة و بعد عودة الحياة للملاعب الرياضية و بدون قيود أو شروط... يجب أن نبقى منسجمين مع أنفسنا علميا و تدبيريا برفع أو تخفيف بعض القيود أو الشروط المقيدة المتبقية:
1- نعم... فمع  الإشارة الواضحة حول إقامة التراويح بالمساجد إن شاء الله... يجب علينا أن ننهي هذا اللغط حول أماكن الوضوء بالمساجد وعلاقة ذلك بالجفاف و الأزمات في العالم... و لكن أذكر هنا أن مساجدنا يجب أن تبقى نظيفة و طاهرة... فلا يعقل أن يلتزم كل شخص منا على نظافة بيته... بينما يستبيح بيوت الله بإيساخها و عدم الحفاظ على طهارتها... والله يرحم الوالدين حيدو هادوك الصنادل المقطعين أمام أماكن الوضوء... فتلك الصورة تسيء كثيرا للمسلمين...
2- و ككثير من الدول التي احتفظت فقط بالتحليلة السلبية للدخول إلى أراضيها... و بعد أن أثبتت المساطر المغربية نجاعتها... أظن أن محاكاة هاته الدول، سيمكن من التخفيف من معاناة مغاربة العالم و تنافسية أكبر لسياحتنا...
3- بالنسبة للحدود البحرية... علينا أن نفكر في فتحها بما أن مساطرنا ناجعة... و أنها كانت مفتوحة رغم الأيام السوداء للجائحة...  أما بالنسبة الحدود البحرية مع إسبانيا... فأنا مع أي قرار سيادي لبلدي... فلكل منا أن يضحي لدعم الموقف المغربي الشجاع... كما فعل إخواننا في الشمال المجاورين لسبتة و مليلية السليبتين...
 و في الختام،  و بمناسبة الذكرى الثانية لأول حالة كوفيد بالمغرب و التي تصادف الثاني من مارس و خروجنا من موجة أوميكرون... نكون و الحمد لله قد قطعنا شوطا كبيرا في التعايش مع الفيروس يمكننا أنا نرى المستقبل بكثير من الامل... أثمن و أفتخر كثيرا بما قمنا به جميعا... و على المستوى الشخصي... ممتن لثقتكم... و أعتز بشهادتكم... فعلى مدى عامين و أنتم تحتضنوني بمحبتكم و تواصلكم و تشجيعاتكم... لقد حاولت بتطوع و باحتساب و بكثير من المحبة أن أساعد بلدي... و الله شاهد على أنني لم أبخل... لا بجهدي و لا بعلمي و لا وقتي و لا مالي الخاص... متيقنا، و طوال هاتين السنتين، بأن ربنا لن يخذل هذا البلد المبارك... و كم أنا سعيد و أنا أرى المغاربة  يجرؤون و يقدمون اليوم على الحياة... بكل نهم... و يتساءلون هل انتهت الأزمة.