الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

موسى المالكي حول أزمة أوكرانيا: الوسطية والاعتدال والتريث من سمات الدبلوماسية المغربية

موسى المالكي حول أزمة أوكرانيا: الوسطية والاعتدال والتريث من سمات الدبلوماسية المغربية موسى المالكي ومشهد من الحرب الروسية الأوكرانية
قال موسى المالكي الباحث في الشؤون الاستراتيجية إن "الموقف المغربي متميز، لأنه ينبني على أرضية معبر عنها سابقا عبر بلاغ وزارة الشؤون الخارجية المغربية يوم 26 فبراير الماضي ، رفض فيه المغرب تسوية النزاعات بين الدول بالقوة، وتشجيع للمبادرات الهادفة للتسوية للنزاعات، إلى جانب المحافظة على الوحدة الوطنية والترابية لجميع الأعضاء في الأمم المتحدة". 
 وسار موسى المالكي الباحث في الشؤون الاستراتيجية، في تصريح لموقع "أنفاس بريس"  إلى هذا "الموقف هو ثابت للديبلوماسية المغربية وحرصها على احترام ثوابت النظام الدولي، ومن ثوابت المدرسة الديبلوماسية المغربية كونها تحرص على التهدئة والدعوة إلى ضبط النفس، وتغليب منطق الحوار، وبالتالي الرفض للجوء لاستخدام القوة في النزاعات، لنها لا تؤدي إلا لتعقيدها.
 وشدد المالكي على أن "المغرب كان دائما، ومن خلال عدد من الأزمات، يعمل على تقريب وجهات النظر، ولا أدل على ذلك من استضافته مفاوضات مجموعة من الأطراف المتنازعة بمناطق مختلفة".
 وأكد الباحث في الشؤون الاستراتيجية، على أن "هاته الوسطية  والاعتدال والتريث من سمات الديبلوماسية المغربية عبر عقود طويلة. ودائما يكون هذا النهج بعيدا عن العنتريات وسوء التقدير. هذه  الثوابت تطبع منهج  اليدبلوماسية المغربية قبل الأزمة. وهذا الموقف المغربي متفهم إلى حد بعيد.
 وأوضح المالكي على أن هذا "الموقف المغربي له سياق الدقيق للعلاقات المغربية الأوكرانية. فأوكرانيا مورد أساسي للمغرب من القمح. ويفهم من ذلك أن أسعار الأوكرانية أقل من كلفة الأسعار في الأسواق العالمية المماثلة، وطور المغرب علاقاته مع أوكرانيا مما فتح آفاق التعاون في قطاعات أخرى.
 وفي مقابل ذلك، يشرح الباحث في الشؤون الاستراتيجية موسى المالكي، أن "العلاقات المغربية الروسية تتميز ببعد استراتيجي واضح. هذا البعد الاستراتيجي يتجلى ذلك في زيارة الملك محمد السادس لروسيا عام 2016، والتي تمخضت عنها عدد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة، وأيضا في إطار حرص المغرب على تنويع شراكاته مع كل البلدان الكبرى، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا. والمغرب حاول في إطار حرصه على مصالحه العليا أن ينوع شراكاته  وشركائه الاقتصاديين والسياسيين حتى لا يصطف بأي حال  ويحصر نفسه في وجهة واحدة".
هذا التنوع، يوضح الباحث المالكي، "ساهم في تنويع العلاقات المغربية الروسية التي ارتفعت إلى 2.5 مليار دولار، مما يجعله شريكا اقتصاديا موثوقا لروسيا في القارة الأفريقية بفضل الاستقرار الذي ينعم به المغرب، ولكون بلدنا بوابة إفريقيا".
 وخلص المالكي إلى أن "الأزمة الروسية الأوكرانية ستنتهي بالجلوس إلى طاولة الحوار للحد من المشاكل، والتاريخ لا يرحم،لأن كل المواقف تسجل. فالقرار المغربي ينأى بنفسه عن الإصطفافات والدخول في محاور، تنعسك بشكل سلبي لاحقا. وهكذا يحاول المغرب الحفاظ على رزانته الديبلوماسية ويدعم المبادرات السليمة للنزاعات عبر طاولة المفاوضات".