الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

جماعة مكناس: "فندق الحنة "سيحافظ على وظيفته الثقافية ولن يحول إلى مركز استقبال

جماعة مكناس: "فندق الحنة "سيحافظ على وظيفته الثقافية ولن يحول إلى مركز استقبال المركز الثقافي "فندق الحنة"
في سياق النقاش الساخن الدائر في أوساط المجتمع المدني بمدينة مكناس، بشأن ما يروج من أخبارمفادها تحويل المركز الثقافي "فندق الحنة" إلى مركز استقبال، في إطار برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة بغلاف مالي يصل الى 5 مليون درهم، وهو المركز الثقافي الذي يعود بناؤه من طرف جماعة مكناس إلى عام 1991، ويعد المتنفس الوحيد لشباب وأطفال هذه المنطقة، بالإضافة إلى مختلف مثقفي وفعاليات مدينة مكناس في غياب بنيات ثقافية وتربوية، حيث احتضن المركز العديد من المهرجانات الثقافية والفنية أبرزها المهرجان الدولي لسينما التحريك ( فيكام).
نفى مصدر مطلع بجماعة مكناس تحويل المركز الثقافي فندق الحنة الى مركز استقبال، مضيفا بأن المركز الثقافي فندق الحنة سيحافظ على وظيفته الثقافية كما كان الأمر في السابق، فجماعة مكناس - يضيف المصدر - واعية تمام الوعي بأهمية هذا المركز ودوره الحيوي في التنشيط الثقافي بالمدينة العتيقة وبكونه المتنفس الوحيد للساكنة في ظل غياب دور الشباب والمنشآت الثقافية، وبالتالي فلا مجال لأي تخوفات بشأن تحويله الى مركز استقبال، علما أن الإصلاحات الجارية بالمركز – يضيف – تتم وفق التصميم ودفتر التحملات الذي تم إعداده من طرف المجلس السابق.
ومعلوم أن المركز الثقافي فندق الحنة يعد ملك خاص لجماعة مكناس إذ يعود تاريخ إحداثه الى عام 1991، وبالتالي فإن أي قرار بشأن تحويل وظيفته الى مركز استقبال يتطلب عقد دورة لمجلس جماعة مكناس، وهو الأمر الذي لم يحدث لحدود الآن، مما يعني أن البناية مازالت تحتفظ بالوظيفة التي أنشأت من أجلها في الأصل، أي مركز ثقافي.
وأشارت مصادر "أنفاس بريس " أن الإجتماعات التي عقدتها وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس بشأن تأهيل هذه المعلمة الثقافية سجلت غياب ممثل جماعة مكناس بسبب تزامنها مع اقتراب موعد الانتخابات، وهو المعطى الذي استثمره جيدا ممثل وزارة الشباب والرياضة للدفع في اتجاه تحويله إلى مركز استقبال، ولعل ما يؤكد هذا المعطى - حسب المصادر- هو كون الأشغال الجارية حاليا لا تتوافق مع تصميمه كمركز ثقافي بل تسير في اتجاه تحويله الى مركز استقبال، والدليل حسب المصادر هو " التشويه " الذي تعرضت له خشبة المسرح، حيث قضمت منها الإصلاحات مساحة مترين في الطول، ومساحة لا بأس بها من الجوانب لإنجاز باب خلفي ودرج الى الطابق العلوي حيث تتواجد غرف المبيت، وهو ما قد  يشكل مصدر تشويش وازعاج للعروض المقامة بهذه القاعة مستقبلا، وهو المعطى الذي وقفت عليه جريدة " أنفاس بريس " أثناء زيارتها للمركز، والمعطى الثاني هو إقامة منضدة comptoir بالقاعة التي ظلت تحتضن لقاءات وأنشطة الجمعيات بالطبق السفلي، وتحويل قاعة صغيرة قريبة منها الى مطبخ حسب التصميم الذي اطلعت عليه جريدة " أنفاس بريس " أثناء زيارتها للمركز، علما أن هذه القاعة يمكن استثمارها حسب بعض الفاعلين الجمعويين كقاعة متعددة الاختصاصات ( دورات تكوينية، محاضرات، مشاهدة أفلام وثائقية، اجتماعات..) . 
وبالطابق العلوي، وقفت الجريدة أثناء زيارتها لهذه المعلمة التاريخية على تحويل 3 قاعات كانت تحتضن أنشطة الجمعيات الى غرف مبيت ( 11 غرفة)، بينما كان من الممكن استثمارها  لإقامة محترفات (المسرح، الموسيقى، الفن التشكيلي، الشطرنج..) .
وهو ما يعني في المحصلة – حسب عدد من الفاعلين – أن الأشغال الجارية بالمركز أجهزت على وظيفة هذه المؤسسة كمركز ثقافي، وأنها تسير في اتجاه تحويله الى مركز استقبال، حيث لم يعد يتوفر إلا على قاعة واحدة وهي قاعة بتصميم مشوه ولا يحترم خصوصيتها كقاعة للعروض الثقافية والمسرحية، وهو ما سيؤدي إلى حرمان ساكنة عريضة من خدمات هذا الفضاء الثقافي، لاسيما أن المدينة القديمة ومختلف الأحياء المجاورة لها ( سيدي سعيد، حي السلام، سيدي عمرو، ديور السلام، الرياض..) لا تتوفر على دور شباب أو مراكز ثقافية، بالمقابل تتوفر مكناس على ثلاثة مراكز استقبال ومأوى للشباب، وفنادق ودور ضيافة وشقق مفروشة و بأثمنة مناسبة تغني عن التفكير في تحويل مركز ثقافي له دور حيوي في المدينة القديمة إلى مركز للاستقبال، علما أن جماعة مكناس سبق لها أن أبرمت اتفاقية مع وزارة الشباب والرياضة سنة 1997 من أجل استغلال بعض فضاءات المركز كغرف مبيت، وظلت مستمرة إلى حدود 2007 تاريخ إلغائها في دورة عادية لجماعة مكناس بإجماع الأعضاء الحاضرين، بسبب الإزعاج الذي تسبب فيه مستفيدون من المبيت بالمركز الثقافي في أوقات متأخرة من الليل (الضوضاء، استعمال موسيقى صاخبة، غناء)...