الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

ثريا الديوري.. امرأة تخط القرآن الكريم في سن 89 عاما

ثريا الديوري.. امرأة تخط القرآن الكريم في سن 89 عاما ثريا الديوري
لعل فرصة اللحاق بركب المبدعين ما تزال قائمةً، رغم السن والإرادة إذا التقت بالظروف الملائمة والاستعداد النفسي، تكون قادرة على تحقيق ما يبدو لنا  مستحيلاً فقطار الابداع لا  يفوت.
ثريا الديوري، امرأة اعتمدت على نفسها وبذلت جهودها الخاصة لأجل تعلم فن الخط العربي، وامتلاك مهارة الكتابة الأصيلة الجميلة، لتتمكن من نسخ  المصحف الشريف.
ففي تجربة فريدة تمكنت تريا، من كتابة القرآن الكريم بتحد في انجاز نسخة كاملة  دقيقة مستندة  إلى تشجيع بناتها وحفدتها  الذين وقفوا إلى جانبها  إلى أن انهت مشروعها وهي التي لم تتلق أي دورة  تكوينية في كتابة الخط العربي، بل واعتمدت على موهبتها  الخاصة وما راكمته من تجارب خلال  مسيرتها العملية كمدرسة منذ 1960 اذ تعتبر من الرعيل الاول للنساء اللواتي اقتحمن مجال التدريس بعد الاستقلال وكأول فتاة نالت الشهادة الابتدائية بالقصر الكبير منتصف اربعينيات القرن الماضي. وهي  خريجة  مدرسة التقدم للبنات (مدرسة أهلية اسستها والدتها المرحومة عزيزة الأزرق في ثلاثينيات القرن  الماضي) وكأول سيدة تترأس الاتحاد النسوي بمدينتها القصر الكبير. 
وعن الأسباب التي دفعتها  لهذا  العمل تقول ابنتها ليلى الديوري ل"أنفاس بريس"، بأن هناك "عدة  دوافع كانت وراء إصرار والدتها  لكتابة المصحف الشريف: أولها الرغبة الدفينة التي لا زمتها منذ ان بدات  تعي محيطها وتعاملها مع المصحف  الشريف وتقربا الى الله عز وجل وترحما على أقاربها، وهبة لأرواح  المسلمين. وكانت  فترة  الحجر  الصحي جراء  جائحة  كوفيد 19، مناسبة للتفرغ الكلي وتحفيزا للأجيال خصوصا النساء  منهن، حيث ظلت عملية  كتابة المصحف الشريف حكرا على الرجال في المغرب."
يشار إلى أن عملية كتابة المصحف الشريف تشترط  كتابته على ما  يوافق  الخط العثماني وهو ما التزمت به، وهو كذلك ما زكاه كل من عرض عليه العمل للمراجعة  والتدقيق، من المختصين في علوم  القرآن .