الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

أنور الشرقاوي: حان الوقت لمساهمة الوقف في مواجهة تحديات القطاع الصحي

أنور الشرقاوي: حان الوقت لمساهمة الوقف في مواجهة تحديات القطاع الصحي أنور الشرقاوي

إن المغرب ملزم بتنويع مصادر تمويل المشروع الطبي الاجتماعي الكبير، الخاص بتعميم التغطية الصحية لفائدة جميع المغاربة.

 

وقال الدكتور أنور الشرقاوي، في مقال له، إن المشروع مكلف وباهض الثمن، لذلك، هناك حاجة للابتكار، مشيرا إلى أن هناك الوقف (تبرعات دينية من المحسنين)، والذي كان على مدى قرون في المغرب هو الصندوق الرئيسي لدفع تكاليف الرعاية للمحتاجين.

 

اليوم، يؤكد الدكتور الشرقاوي، يحتاج الوقف في المغرب إلى ثورة ثقافية مبنية على المعطيات العلمية تعيد أصول الوقف الديني إلى الأحاديث النبوية، وتستمد أسسها من العديد من الآيات والأحاديث القرآنية التي تحث المسلمين على التبرع والخير، مضيفا أنه في بعض الدول العربية وتحديداً في دول المغرب العربي والغرب الإسلامي بشكل عام، يُعرف الوقف بمصطلح "الحبوس".

 

وقد استضافت كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس يومي 24 و25 نوفمبر 2021 المؤتمر التاسع لتاريخ الطب بمدينة فاس. وخصصت هذه الطبعة التاسعة لمساهمة الوقف في تعزيز التغطية الصحية، حسب التجربة المغربية من خلال مقارنتها مع البلدان الإسلامية الأخرى.

 

ودعا الدكتور المصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي بمدينة وجدة، بالمناسبة إلى ضرورة تجديد ثقافة الوقف وأنه حان الوقت لتوجيه مداخيل الوقف إلى تلبية الاحتياجات الجديدة للمجتمع التي تتطور بطريقة مذهلة، لا سيما في مجال الصحة. مضيفا بصوت عال: "نعم لبناء المساجد بفضل الوقف، ولكن أيضًا نعم لبناء مستشفيات أو مؤسسات أخرى للتغطية الصحية".

 

وقدم البروفيسور طارق صقلي الحسيني، رئيس قسم أمراض الكلى والغسيل الكلوي في المستشفى الجامعي لفاس ورئيس جمعية "إسعاد"، أفضل مثال على استخدام الوقف في مجال الصحة، موضحا أن عهد المواعيد البعيدة للاستفادة من تصفية الكلي في فاس والمناطق قد انتهى بفضل متبرعين مجهولين، وبفضلهم، تتوفر مدينة فاس اليوم على مركز كبير لتصفية الكلي للمحتاجين الذين لا يستطيعون الاستفادة من هذا البديل العلاجي الحيوي سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص.

 

وشدد الدكتور الشرقاوي أن التجارب الناجحة للوقف في المجال الصحي، التي قدمتها دول إسلامية أخرى، مثل الإمارات العربية المتحدة، الأردن، السعودية، الكويت، وتونس، تلح على المملكة المغربية بإطلاق ثورة ثقافية وإدارية في الوقف.

 

دولة الكويت، على سبيل المثال، وضعت قائمة بالاحتياجات الصحية وطلبت من المانحين في بلدها الاستجابة لها، وهي طريقة أفادت المحتاجين داخل البلاد وكذلك الدول الإسلامية الأخرى.

 

وذكر الكاتب محمد المرزوقي، الباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، الذي أشار في كتابه "التاريخ ووسيلة جعل الوقف الصحي يتطور في المغرب"، أن المغاربة وكل سلاطين المغرب منذ قرون وقرون، خصصوا دائمًا جزءًا من ممتلكاتهم لرعاية المرضى.

 

وتابع الدكتور الشرقاوي في مقالته أنه لابد من نشر قوانين جديدة لتكييف الوقف مع الاحتياجات الجديدة للصحة المغربية، وحتى يمكن أن يساهم الوقف في محاربة الأمية والجهل والفقر والمجاعة والمرض والعجز، لاسيما في العالم القروي.

 

وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأمراض في المغرب تستفيد بالفعل من الوقف. لكن هذا لا يزال غير كاف، إذ يجب أن نجد آليات جديدة للوقف ليستفيد منه كل المرضى المغاربة الذين ينتظرون تصفية الكلي عدة مرات في الأسبوع وطوال حياتهم، يضيف الدكتور الشرقاوي.

 

كما يمكن أن يشكل الوقف وسيلة، وبشكل خاص لمواجهة الأوبئة الكبرى، من خلال تمويل المشاريع البحثية لتطوير لقاحات جديدة وإيجاد علاجات للأمراض المعقدة مثل السرطان أو السكري أو نقص المناعة...