الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

الراكب: ساكنة مخيمات تندوف تسمع بأذن واحدة خلال 45 سنة  وترى بعين واحدة هي البوليساريو!

الراكب: ساكنة مخيمات تندوف تسمع بأذن واحدة خلال 45 سنة  وترى بعين واحدة هي البوليساريو! محمد لمين الراكب، رئيس المنتدى الصحراوي للترافع المدني عن مغربية الصحراء بجهة العيون- الساقية الحمراء
لما نتحدث عن الانتهاكات الجسيمة داخل مخيمات تندوف فحدث ولا حرج. 45 سنة من المعاناة والشتات ومن التعذيب والتنكيل والاختطاف، ومن سياسة تكميم الأفواه. قيادة البوليساريو جثمت على صدور أهالينا لأكثر من 45 سنة بإيعاز من جارة لدودة تعد هي الممول والداعم، وهي المحتضنة لأهالينا. نتحدث عن غياهب السجون السرية: سجن الرشيد الرهيب، سجن الذهيبية.. حيث تم فيها قتل واختطاف واغتصاب ..حتى الطفولة يتم اغتصابها من خلال الاغتصاب الثقافي والفكري، يتم ترحيل الطلبة. وقد كنا مشرفين ومعلمين وشاهدين على ترحيل العشرات، كذلك هناك أزيد من 150 مفقودا، وحتى الآن يجهل مصيرهم.. 45 سنة من التنكيل والتعذيب ضد اهالينا داخل هذه المخيمات التي لم يختاروها بإرادتهم، بل اختارتها للأسف الشديد الجارة الجزائر، ولا صوت يعلو فوق صوت هذه القيادة التي ترفض جميع حريات التعبير وحريات التجمهر، الجمعيات ممنوعة.. إنها انتهاكات جسيمة في مخيمات تفتقر الى أبسط مقومات العيش الكريم، ساكنة مخيمات تندوف تسمع بأذن واحدة خلال 45 سنة وعين واحدة هي البوليساريو. وللأسف الشديد بغطاء ودعم مباشر من جنيرالات الجزائر الذين يريدون أن يعطونا دروسا في حقوق الإنسان وهم يوظفون كل مقدرات الشعب الجزائري الشقيق، ليس حبا في الصحراويين داخل مخيمات تندوف وإنما من أجل تقسيم المملكة المغربية. شباب مخيمات تندوف يعانون من الافتقار لأبسط شيء وهو لقمة العيش. فأبناء عمومتنا تعرضوا للحرق بسبب التنقيب عن الذهب من طرف الدرك الجزائري بإيعاز من قيادة البوليساريو على مرأى ومسمع من المنتظم الدولي.
نحن الآن نتحدث انطلاقا من السمارة التي تقع في الخطوط الأمامية لنواحي البوليساريو، نعيش والحمد لله في بحبوحة من الأمن والرخاء ونعبر بكل شفافية، وهذا أمر مفقود في المخيمات.. ما أعظم أن نعود إلى الوطن، لأن الرجوع إلى الأصل فضيلة، وعودتنا للأسف لم تكتمل بينما مازال أهلنا في هذه المخيمات التي نعرف قتامتها، ونعرف ظروف العيش فيها، ونعرف ما يمارس عليهم. وبالتالي قاسوا 45 سنة من الشتات والمعاناة في نزاع ولا ذنب لهم فيه سوى أن الجزائر وصنيعتها البوليساريو أرادوا لهم أن يكونوا «ماركة تجارية» للمتاجرة بذممهم. وقد كنا نسمع أن المغرب «بعبع» لما كنا داخل المخيمات، والحمد لله ها نحن اندمجنا كعائدين إلى أرض الوطن.
الأقاليم الجنوبية تعيش اليوم دينامية تنموية متسارعة، وساكنتها تختار ممثليها الشرعيين، وخير دليل هو الانتخابات الأخيرة التي حظيت بإشادة أممية بسبب ارتفاع نسبة المشاركة، حيث اختارت الساكنة بكل شفافية من يمثلها. ونحن نتمنى من أهالينا أن يكسروا جدار الصمت ويكسروا القيود الوهمية وأن يعودوا إلى أرض الوطن للمساهمة في هذه الدينامية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية التي كانت مجرد رمال جرداء وتحولت إلى ورش مفتوح بعد عودتها إلى أرض الوطن. وأذكر أن المملكة المغربية التي هي أصلنا وأصل آبائنا وأجدادنا لم تتعامل معنا كما كانت تتوهم قيادة البوليساريو كأعداء بل كأبناء بررة، حيث فتح لنا الوطن حضنه من جديد، وها نحن نعيش في هذه البحبوحة. 
نتمنى من الجزائر أن ترفع أياديها عن أهالينا كي يتمكنوا من العودة إلى وطنهم سالمين غانمين ويساهموا في هذه التنمية، وليكونوا متيقنين بأن الحل موجود. فمغرب اليوم ليس هو مغرب السبعينيات.. مغرب اليوم هو مغرب المصالحة، مغرب مفتوح على الجميع، وخير دليل هو افتتاح أكثر من 20 قنصلية في العيون والداخلة، وأكيد أن البعثات الدبلوماسية لا تفتح القنصليات بشكل اعتباطي، دون إغفال أهمية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والعناية المولوية التي خص بها الملك محمد السادس رعاياه بالأقاليم الجنوبية. ونريد من أهالينا أن يشعروا إلى جانبنا بهامش الحرية، وهامش الديمقراطية، وبما ننعم به والحمد لله في الصحراء..
المناضل مصطفى ولد سيدي مولود ابن إقليم السمارة لم يرتكب أي جرم أو ذنب، بل فقط عبر عن إعجابه بمشروع الحكم الذاتي، وتعرض بعد ذلك للتنكيل، حتى المدونون لم يسلموا من بطش وتنكيل هذه القايدة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر فاضل بريكة، ونذكر جبهة البوليساريو والجزائر اللذين يعطون الدروس في حقوق الإنسان  بأن بريه هو عضو بما يسمى هيئة حقوق الإنسان في تندوف والآن يجهل مصيره. فمن المسؤول عن هذه الانتهاكات إذا كان القيادي البارز مصطفى ولد سيدي البشير الذي انطلق من السمارة منتصف السبعينيات يصرح بأن لا علاقة لقيادة الجبهة بالجزائر؟ وأوجه رسالة للشباب الذين أرادت لهم البوليساريو أن يكونوا حطبا ويحرق من أجل لقمة العيش، في حين أننا نتواجد في السمارة حيث أفرزت الانتخابات الأخيرة نخبا من الإقليم ترأسوا جماعات ترابية.. اليوم هذه المدينة المطمئنة، حيث تفصلنا عن أهلنا في المخيمات كيلومترات معدودة، أتمنى أن ألا يرضوا بأوهام الجزائر وصنيعتها البوليساريو وأن يكسروا هذه الأوهام ويعودوا، لأن هذا الوطن بحاجة ماسة إلى سواعدهم، بحاجة ماسة إلى أفكارهم. وفي الأخير أطالب المنتظم الدولي بالتدخل لفك الحصار عن أهالينا داخل غياهب السجون السرية، كما لا تفوتني فرصة التنويه بالدبلوماسية المغربية وعلى رأسها الملك محمد السادس، حيث أن الرئيس الألماني أشاد مؤخرا بالدور الطلائعي للملك في محاربة الإرهاب. وأقول أخيرا إن مشروع الحكم الذاتي يعد فرصة تاريخية منحها الملك محمد السادس للصحراويين، وهو المشروع الوحيد القادر على جمع شمل الصحراويين.
 
محمد لمين الراكب، رئيس المنتدى الصحراوي للترافع المدني عن مغربية الصحراء بجهة العيون- الساقية الحمراء
عن قناة العيون الجهوية