الخميس 18 إبريل 2024
خارج الحدود

من شوهة الجزائر على يد العصابة إلى اختطاف تونس من طرف قيس

من شوهة الجزائر على يد العصابة إلى اختطاف تونس من طرف قيس الرئيس قيس يوشح الرئيس تبون والجنرال شنقريحة في غمرة الانتصار الوهمي

على وقع "الشوهة" والفضيحة يودع حكام الجزائر هذه السنة، وقد فشلوا في تسييس انتصار كروي وتسويقه لإلهاء الشباب الجزائري عن مطالب حراكه الشعبي. للأسف، حتى في هذه لم ينجح تبون وشنقريحة وفضحوا أنفسهم بما ارتكبوه من جرائم في تلك الاحتفالات التي بينت حالة التخلف التي قاد إليها الحكم العسكري البلاد منذ عقود. طريقة الاستقبال ومكانه والعوامل المحيطة به وتسابق الرئيس للسطو على ميدالية وصورة شنقريحة مع الكأس، كلها فضحت حالة الفراغ التي يعيشها نظام الحكم في الجزائر.

 

ولكثرة الهزائم التي مني بها هذا النظام لم يعد يعرف كيفية الاحتفال المتحضر والراقي، وثالثة الأثافي أن المناسبة فضحت حقيقة هذا النظام حين حرص شنقريحة أن يكون هو من يستلم الكأس من عميد الفريق وليس الرئيس تبون. هذه كانت كافية لفضح من يحكم الجزائر حقيقة. تبون ليس إلا واجهة لإضفاء صبغة مدنية على نظام حكم عسكري. وأموال الشعب ومداخيل الغاز والبترول لم تصرف لتطوير مقدرات الدولة بل ذهبت لجيوب مرتزقة البوليساريو وأنفقت لإضعاف المغرب ولكنها لم تنجح في تحقيق أهدافها.

 

يبدو أن تونس اليوم مختطفة وتعيش حالة شرود وتشتاق لأدوار المراهقة السياسية وتعزل نفسها بشكل تدريجي عن محيطها وشعبها وتستجيب لرغبات مجنونة تحكم بعض حكامها المتماهين مع حكام الجزائر، وهو ما يتضح مما سمي بـ "إعلان قرطاج" حيث تداول قيس وتبون بخصوص أهمية اعتماد نظرة طموحة نحو إرساء فضاء إقليمي جديد جامع ومندمج ومتكامل يقوم على القيم والمثل والمبادئ المشتركة. حالة التيه السياسي التي تعيشها تونس تتعمق يوما بعد آخر وقد تصل درجة يكون المغرب معها مجبرا على الرد بالمثل كما يفعل مع باقي الدول، وحتما ستكون هي المتضرر لأن "سبع أيام ديال الباكور" مع حكام الجزائر لن تطول و"كون كان الخوخ يداوي كون داوا راسو". وبالمقابل تتميز موريتانيا بفهم عميق لمخططات الجزائر التي تسعى إلى عزل المغرب وبناء فضاء مغاربي بدون دولة المغرب لأنها تعرف أن لا مستقبل لمغرب عربي بدون المغرب الذي يعتبر النواة الصلبة لأي تجمع إقليمي قابل للحياة.

 

(عن موقع "شوف تيفي")