الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

الروداني يقرأ حيثيات الدعم المالي الذي خصصته جزر الكناري لانفصاليي البوليساريو

الروداني يقرأ حيثيات الدعم المالي الذي خصصته جزر الكناري لانفصاليي البوليساريو الشرقاوي الروداني مع مشهد من جزر الكناري

قدم الشرقاوي الروداني، المحلل السياسي، على قناة ميدي 1 نيوز، يوم السبت 11 دجنبر 2021، قراءة في مواصلة دعم مادي ولوجستي كبير من طرف حكومة جهوية في إسبانيا لميليشيات "البوليساريو" لضرب وحدة المملكة المغربية، بمشاركة وفود برلمانية جزائرية، وكذا ردود الأفعال الممكنة للرأي العام الإسباني الذي تصرف أمواله في قضية خاسرة.

 

وقال الشرقاوي بأن هناك خطاب مزدوج في إسبانيا، وهناك أطراف عديدة تواصل معاكستها للمصالح الاستراتيجية للمغرب، خاصة وأننا نتكلم عن ديناميكية جيوسياسية للمملكة المغربية من خلال فتح مجموعة من الدول الأفريقية  لقنصلياتها العامة  بكل من الداخلة والعيون، وأيضا الاعتراف التاريخي الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ومواقف مجموعة من دول أمريكا اللاتينية مؤخرا في اللجنة الرابعة للأمم المتحدة التي دعت إلى حل هذا المشكل بطريقة سياسية متوافق عليها، حيث الشرعية الدولية أعطت للمملكة المغربية حقها في السيادة  على الأقاليم الجنوبية للمغرب.

 

وأشار الشرقاوي إلى أن هذا الدعم الذي أعطي بسخاء لجمعية من أجل معاكسة المغرب ودعم الانفصال، لابد أن يقابله في ذلك تناقض الحكومة الإسبانية، من خلال مواقفها الرسمية، ولوزيرة الخارجية السابقة، حينما أشارت أن حكومتها ليس لها أية مسؤولية إدارية أو تاريخية حول هذا النزاع، على اعتبار أنها تدعم مقترح مبادرة الحكم الذاتي ومواقف الأمن المتحدة، وهو موقف مزدوج ، يجب أن تتحمل فيه إسبانيا المسؤولية التاريخية.

 

وأكد الشرقاوي أن ما قدمته حكومة جزر الكناري من دعم مالي قدره 670 ألف يورو لجمعية تدعم الانفصال في المغرب ما هو إلا كيل بمكيالين، تدعمه أطراف داخل إسبانيا وخارجها، لمعاكسة مصالح المغرب، وهو الدعم الذي قدم بشكل رسمي وأمام أطراف ووفود اسبانية وجزائرية، من بينهم سفير الجزائر،  وعليه فمسؤولية إسبانيا ثابتة، وعليها كامل المسؤولية التاريخية في هذا النزاع المفتعل.

 

وركز الشرقاوي، في حواره مع القناة، على الوضع الكاريبي الذي آلت إليه جزر الكناري بعد الانفجار البركاني الذي قصى على أزيد من 360 هكتار من المحاصيل الزراعية، والقضاء على سبل عيش أكثر من 1575 من العمال المتضررين من الكارثة، والذين تم تسريحهم، وقد قدرت الخسائر بمليار دولار، وهذا ما يطلق عليه، أن الحكومة الجهوية لجزر الكناري، تمارس لعبة القاتل عندما يرقص على جثة القاتل، دون أن تقدم اية مساعدة ضرورية لسكان الجزيرة المتضررين من كارثة الانفجار البركاني في لاس بالماس، وعددهم يتجاوز 1700 أسرة، على الأقل في حلحلة مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية، فبدل تقديم مساعدات مالية لأطراف عميلة، هدفها معاكسة المغرب، كان من الأجدر أن تقدم هذه الأموال والمساعدات للأسر المتضررة وللعمال الذين تم تسريحهم.

 

وأوضح الشرقاوي أن هذا الدعم الذي خصصته حكومة جزر الكناري للانفصاليين ذكر أهالي أرخبيل الكناري بالجحيم الذي عاشوه طيلة 13 عاما نتيجة هجمات مسلحي "البوليساريو" على المدنيين. خاصة وأن مجلس إدارة جزر الكناري الحالي ليرد عليهم بهذا الدعم المالي المباشر الذي خصصه لجمعية تدعم انفصاليي "البوليساريو"، وهو ما اعتبر أهالي الأرخبيل، إجراء يأتي خارج سياق تاريخ المعاناة التي تتذكرها عدد من جمعيات ضحايا جبهة "البوليساريو" في الكناري واسبانيا، والذين مازالوا يتذكرون معاناتهم النفسية والمادية مع جرائم التعذيب والاغتصاب والتصفية الجسدية.

 

وأكد الشرقاوي، أن زعيم الانفصاليين المدعوم من قبل الجزائر، كان هو العقل المدبر الذي أمر بتنفيذ الهجمات والاغتيالات وعمليات الخطف الجماعي والإصابات الخطيرة وحالات الاختفاء للعمال والصيادين وطواقم السفن في المياه الأطلسية لجزر الكناري، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 1973 وأواخر سنة 1986.