الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

تندرارة.. هل سيدخل المغرب نادي مصدري الغاز الطبيعي في العالم؟

تندرارة.. هل سيدخل المغرب نادي مصدري الغاز الطبيعي في العالم؟ منطقة تندرارة حيث تم اكتشاف الغاز الطبيعي المسال

على قدم وساق تجري حاليا بمنطقة تندرارة أشغال بدء تسويق الغاز الطبيعي المغربي مع حلول فاتح يناير 2022. وكما كان مخططا له، سيشرع المغرب في استغلال  شطر "أنبوب الغاز المغاربي" الذي كان يصل حقول الغاز في الجزائر بأوروبا، بعدما قررت الجزائر التخلي عنه وقطع التزويد به، في سياق التصعيد الدبلوماسي بينها وبين المغرب.

 

غاز طبيعي مغربي مائة بالمائة

بحسب المعطيات المتوفرة لـ "انفاس بريس" فإن اكتشافات الغاز الطبيعي المسال، تمت من طرف شركة بريطانية في منطقة تندرارة، القريبة من مدينة فكيك شرقا، بالقرب من الحدود مع الجزائر، على مساحة تتجاوز 14500 كيلومتر مربع؛ ويقدر المخزون المكتشف بنحو 20 مليار متر مكعب.

وتؤكد ذات المعطيات أن الشركة البريطانية التي تكلفت بالتنقيب عن الغاز المسال بالمنطقة، استثمرت أكثر 1.5 مليار درهم، متوقعة ان يرتفع حجم الاستثمار إلى 3.5 مليار درهم حتى تشرع في الإنتاج بشكل طبيعي ومتواصل.. مؤكدة أن هذا الحقل الغازي سيمكن من تغطية تفوق 40 بالمائة من حاجيات المملكة المغربية للطاقة لمدة 10 سنوات. وخط أنبوب الغاز هذا، سيربط البئر الجديدة بحقل تندراراة، الذي اكتشفته الشركة البريطانية، مع أنبوب الغاز الأوروبي-المغاربي، على مسافة 120 كيلومترا. ويمتد هذا الأنبوب على مسافة 1300 كيلومتر، منها 540 كيلومترا داخل التراب المغربي.

 

رأي المسؤول

وفي انتظار الكشف عن باقي المشاريع الاستثمارية في هذا المجال، كانت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، قد صرحت سابقا أن المغرب أنتج سنة 2020 حوالي 98 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، لكنها تبقى كمية ضعيفة، وأن الإنتاج الوطني من الغاز الطبيعي سيرتفع إلى 110 ملايين متر مكعب خلال السنة الجارية. مشيرة الى ضعف الإنتاج الوطني من هذه المادة الحيوية، مقارنة بالاستهلاك الوطني الذي يتجاوز حوالي 1 مليار متر مكعب.

وكشفت المسؤولة الحكومية أن الأحواض الرسوبية المغربية غير مستكشفة بما فيه الكفاية، إذ لا يتجاوز معدل كثافة الآبار في كل 10 آلاف كيلومتر مربع أربعة آبار، مقارنة بالمعدل العالمي الذي يصل إلى ألف بئر في كل 10 آلاف كيلومتر مربع.

وبموجب الاتفاقية، فقد التزمت الشركة البريطانية بشروط إنتاج ومعالجة وتسليم الغاز من غاز تندرارة- وفقًا لمواصفات الغاز المطلوبة من المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء ليمرّ عبر خط أنابيب الغاز "المغاربي-الأوروبي" الذي يربط الجزائر بإسبانيا ويعبر المغرب.

 

رأي الخبراء

وبخصوص هذا الاكتشاف الذي ستليه أخرى لا محالة  خاصة بعد التطورات والاكتشافات على طول الساحل الشمالي لقارة إفريقيا، ومع اقتراب استغلال حقل تندرارة، وتوقع دخول المغرب للنادي الدولي لمصدري الغاز، يؤكد الخبراء الاقتصاديون على ثلاثة عوامل مهمة أولها ضرورة وجود كمية كافية وقابلة للاستغلال ثم التصدير، لأن هذا الأخير يرتبط بعامل الوفرة. ثانيا أن تكون اختيارات الدولة وتوجهها على الاستثمار في المجال الطاقي، والتنقيب على الغاز، أما ثالث العوامل  فينطلق من التوازنات الجيواستراتيجية بالمنطقة، كما يخضع لحسابات سياسية اكثر منها اقتصادية.

 

رأي أهل تندرارة من هذا الاكتشاف

التباشير التي حلت على سكان المنطقة، البالغ عددهم 16 الف نسمة، معظمهم يعيشون حياة الرعي، وهي منطقة معروفة بأكبر سوق أسبوعي للأغنام، وغدا ستصبح أهم منطقة مغربية اقتصادية مصدرة للغاز الطبيعي، حيث تتوقع ساكنة تندرارة التي تتواجد على  الحدود مع الجزائر، أن تنهض منطقتهم من جديد نحو التنمية والإعمار. والحل أن هذه البشرى جاءت مع توقيع شركة "ساوند إنرجي" البريطانية المتخصصة في استكشاف حقول النفط والغاز والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب خلال نهاية أكتوبر 2021، لمذكرة تفاهم تتعلق بالشروط الرئيسية لاتفاقية بيع الغاز الطبيعي...

وبدخول المنطقة هذا النوع الاستراتيجي من الاستثمار لا محالة سيزيد إقليم فكيك والمملكة المغربية إشعاعا دوليا وقاريا، اقتصاديا وسياسيا.