الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

مصطفى العراقي: قضية صحرائنا ودبلوماسية الالتباس الأمريكية

مصطفى العراقي: قضية صحرائنا ودبلوماسية الالتباس الأمريكية مصطفى العراقي
موقف الولايات المتحدة الأمريكية من وحدتنا الترابية يكتنفه الكثير من الغموض. نترقب تصريحات بيتها الأبيض ووزارة خارجيتها في كل مناسبة ونحمل العبارات التي يدلي بها مسؤولوها وبياناتهم ما لا يحتمل وكأننا نشدها بحبل ونجرها الى الصيغة التي نتمناها والمتمثلة في مغربية الصحراء. وواشنطن التي اعتادت في علاقاتها الدولية على دبلوماسية الالتباس تتعمد الادلاء بعبارات تشوبها الضبابية أحيانا والعمومية أحايين كثيرة فيما يتعلق بقضيتنا الوطنية.
 
لذلك نجد عددا من المغاربة من رواد الفايسبوك يضخون جرعات زائدة في الموقف الأمريكي كلما تم نشر خريطة وحدة المغرب الترابية على موقع من مواقع الإدارة الامريكية وهذه الأخيرة وتمسكا بالتباسها تنشر كذلك خريطة مغرب مفصول عن اقاليمه الجنوبية. والرقص على إيقاع الخرائط أعتقد أنه ينسجم مع مصالحها الدولية والإقليمية. وهي التي اعتادت أن تبقي نوافذ موازية لبوابتها الدبلوماسية لحماية هذه المصالح.
واشنطن التي دأبت على صياغة مشروع القرار الأممي المتعلق بالصحراء لم تأخذ بعين الاعتبار في اعدادها للقرار الأخير بأن هناك مغربية الصحراء وفي إطارها مقترح الحكم الذاتي. وحتى تصريح وزير خارجيتها انتوني بلينكن عقب استقباله هذا الأسبوع لوزير الخارجية ناصر بوريطة لم يخرج عن ما ورد في قرار مجلس الأمن حيث اعتبر أن"خطة الحكم الذاتي المغربية جادّة وجديرة بالثقة وواقعية، وتنطوي على مقاربة يمكن أن تلبّي تطلّعات شعب الصحراء الغربية".
علينا أن لا نراهن ونرهن قضيتنا الوطنية بالموقف الأمريكي. فالمغرب استرجع صحراءه وحماها عسكريا وبناها تنمويا في ظل ظروف دبلوماسية كانت صعبة وقاسية. لأن وحدته الترابية لا ترتبط بموقف أو عاصمة بل هي تجسيد لحق تاريخي مشروع .إنها قضية الامة المغربية. وبلادنا اليوم وبفضل تضحيات قواتها العسكرية والأمنية والإدارية والوحدة الوطنية جسدت حقيقة أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها كما قال  الملك في إحدى خطبه السامية.
 
لكل ذلك لا أصفق لرقصة الخرائط التي تؤديها الدبلوماسية الأمريكية ولا اختلق وضوحا لتصريحاتها الغامضة.