الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

دينامية إعلان الرباط: حكومة أخنوش مطالبة بمراجعة معايير دعم الجمعيات

دينامية إعلان الرباط: حكومة أخنوش مطالبة بمراجعة معايير دعم الجمعيات عزيز أخنوش، رئيس الحكومة
وجهت فعاليات دينامية إعلان الرباط للجمعيات الديموقراطية المستقلة رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة المكلف سلطت من خلالها كشافات الضوء على التراجعات الخطيرة التي تعتبرها مصدر قلق على مستوى الوضعية التي عاشها المجتمع المدني خلال العشرية الأخيرة التي دبرتها حكومة الإسلام السياسي سواء في فترة بنكيران أو العثماني بالرغم من مكتسبات دستور 2011. جريدة "أنفاس بريس" تقدم للقراء مضمون رسالة دينامية إعلان الرباط كاملة:
 
إن دينامية اعلان الرباط التي تتشكل من مئات الجمعيات والشبكات والائتلافات والفعاليات الجمعوية العاملة في مجالات التنمية الديموقراطية وحقوق الانسان والحكامة، على الصعيدين الوطني والجهوي، ما تزال تعبر عن قلقها إزاء الوضعية التي عاشها المجتمع المدني  خلال العشرية الأخيرة وذلك رغما على مكتسبات دستور 2011. في هذا الصدد، يمكن تلخيص أهم سمات المقاربة العمومية لفعل المجتمع المدني في ما يلي:
ـ انشاء وزارة منتدبة مكلفة بالعلاقات مع المجتمع المدني بدون رؤية واضحة، والتي كانت عاملا أساسيا في التوتر وتأزيم العلاقات مع المجتمع المدني
ـ إطلاق حوار وطني حول المجتمع المدني غابت عنه مقومات الحوار والمشاركة والشراكة بين الدولة والمجتمع المدني
ـ غياب الجرأة في تفعيل كل مخرجات هيأة الانصاف والمصالحة وكدا المقتضيات الدستورية ذات الصلة بالحقوق والحريات، مع الاستمرار في المحاكمات الجائرة للنشطاء السياسيين والحقوقيين والصحافيين والفاعلين في الحركات الاجتماعية،
ـ  الارتداد على مكتسبات دستور 2011 وتقزيم مخرجاته من خلال قوانين تنظيمية ضعيفة في مضمونها، غير تشاركية في مقاربتها ومساراتها، ورجعية في تصورها،
ـ  ضعف أساليب الحوار المؤسساتي وغياب آليات التشاور العمومي والتوجس من مبادرات المجتمع المدني الرامية الى تعزيز الديموقراطية وحماية حقوق الإنسان، 
ـ  التضييق على جمعيات المجتمع المدني من خلال منع التجمعات واللقاءات الجمعوية، وعدم تسليم الوصولات القانونية، وسد قنوات الولوج للدعم العمومي، والتضييق على استعمال الفضاءات العمومية، 
 
السيد رئيس الحكومة المكلف
في إطار منهجية مبنية على تعزيز المقاربة التشاركية والرقي بمبادئ المساواة والمناصفة، فإننا نرى أن لكم مهام أساسية لتأهيل وتقوية الحياة الجمعوية المغربية، وفي مقدمة ذلك منع كل تضييق على الجمعيات غير الحكومية في  ممارسة حرياتها في التنظيم والاشتغال، مما يتطلب وضع وإطلاق مخطط تشريعي جديد لتعديل كل القوانين والمساطر التي تعرقل الاعتراف بمهام وأدوار المجتمع المدني وحرية تأسيس الجمعيات وفروعها، ونقل الاختصاصات الممنوحة لوزارة الداخلية واداراتها الترابية بالولايات والعمالات وغيرها فيما يتعلق بقانون الجمعيات والمظاهرات والتجمعات للنيابة العامة، والعمل فورا على تسوية الملفات العالقة وذلك بمنح الوصولات المؤقتة أو النهائية  للجمعيات ولفروعها والتي رفضت وزارة الداخلية ومصالحها الخارجية إلى اليوم تقديمها عقب وضع التصريح بالتأسيس بشهور وسنوات، مع ما يرتبط بذلك من النهوض بالعمل التطوعي وتحسين ظروف اشتغال الأجراء الجمعويين، وتمكين الجمعيات التي لا تهدف للربح من نظام جبائي ملائم يفرق بينها وبين الشركات والمؤسسات الربحية، هذا مع تبسيط إجراءات ومساطر الحصول على وضعية الجمعية ذات المنفعة العامة...
من هنا نعتقد بأن الضرورة اصبحت تفرض وضع إطار قانوني واضح ينظم منح الدعم المالي للجمعيات من الميزانية العامة، وذلك على غرار الدعم المالي المخصص للأحزاب وللصحافة، مع التأكيد أن الدور التشاوري و التشاركي المحدد دستوريا للجمعيات يفرض تنظيما أكثر جدية مما هو عليه الأمر اليوم، ما يستدعي منكم  التفكير في تأسيس هيئة للتشاور مع منظمات المجتمع المدني تحت إشرافكم المباشر كرئيس للحكومة، على غرار عدد من المؤسسات والهيئات التي أسندت فيها المتابعة والإشراف لمؤسسة رئيس الحكومة، خصوصا وأنه لا الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان ولا وزارة حقوق الإنسان لم تستطيعا رفع ووقف المضايقات عن الجمعيات، بل لزمتا الصمت وانحازت للحكومة، وجندت الإعلام العمومي لإتهام وإدانة بعض المنظمات الحقوقية بالعمالة للخارج، في هذا الصدد، نعتقد أن هذه التهديدات والمضايقات تحتم إيجاد صيغ جديدة مُـثلى تفرض على الحكومة وضع الثقة في الجمعيات والاعتراف بها وبمنظمات المجتمع المدني، مع الإسراع بإعادة العلاقات مع المنظمات الحقوقية الدولية المعروفة بمصداقيتها و بدعمها لقضايا حقوق الإنسان…
إن دينامية اعلان الرباط للجمعيات الديموقراطية المستقلة، وقبل أن تضع على مكتبكم مدكرة تفصيلية تهم كل مناحي تطوير الحياة الجمعوية بالمغرب، تتوخى من هذه الرسالة المفتوحة أن تتوجه لكم بهذه المبادئ التوجيهية موازاة مع وضع اللبنات الأساسية لتشكيل حكومتكم وتقديم التصريح الحكومي أمام البرلمان وهيكلة برنامج عملها، وذلك من أجل استحضار أدوار المجتمع المدني كقوة اقتراحية، وسلطة موازية، وشريك في التنمية الديموقراطية.
عن دينامية إعلان الرباط