الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الغني السلماني: نتائج اليسار التقدمي والإنهيار المزدوج

عبد الغني السلماني: نتائج اليسار التقدمي والإنهيار المزدوج عبد الغني السلماني

نتائج اليسار لم تكن متوقعة بالشكل الذي تصدر عنوان الصحف ومواقع التواصل. لم تشفع لهم نظافة الحملة ولا صدقية الشعار. فقدان البوصلة والعجز في الإعداد والإستعداد للتواصل مع المواطنين وهكذا كانت النتائج كارثية أكثر من كل الأحزاب المشاركة في اقتراع 8 شتنبر 2021.

ليس من المعقول أن يحصل الحزب الاشتراكي الموحد، من خلال أمينته العامة الدكتورة نبيلة منيب ، على مقعد برلماني يتيم عبر اللائحة الجهوية ، فيما لم يحصل الحزب سوى على 75 مقعدا جماعيا وهذه مصيبة كبرى. 

الحزب حول هذا النصر الصغير إلى فرح طفولي فيه عناق ورفع شارة النصر أمام مقر الحزب واستقبال منيب كأنها القائد المغوار . ماذا ستفعل منيب بحركيتها ونزقها وجرأتها إن لم تكون مسنودة بفريق وقوة عددية تقترح القوانين وتدافع عن المستضعفين داخل البرلمان ؟؟؟

نفس الوضع بالنسبة للتحالف الآخر أكثر من أربع مكونات فيدرالية اليسار حصلت مجتمعة، علي مقعد برلماني يتيم، عبر اللائحة الجهوية أيضا مما يسمى بريع انتخابي عند المتتبعين ، من خلال فوز المناضلة النقابية فاطمة الزهراء تماني المنتسبة لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي. أين التيارات الأخرى . أين الطليعة ؟ أين المستقلين ؟ أين الوفاء؟

 فيدرالية اليسار حصلت على 125 مقعدا جماعيا ، بمجهود رفاق وطاط الحاج الذين ترجموا نضال القرب و الإلتحام مع الجماهير وكذلك رفاق الرباط والمضيق وتطوان، أعرفهم عن قرب وكيف كانوا يخوضون تجاربهم بإمكانيات محدودة دون دعم ميداني من القيادة المركزية ....

لم تتمكن هذه المكونات تحصين نتائج 2015 التي حصلت فيدرالية اليسار الديمقراطي على 333 مقعدا جماعيا و مقعدين يتيمين في البرلمان ، علما أنه في سنة 2015 كانت العتبة بنسبة 3 % كما لم يتم اعتماد قاعدة القاسم الانتخابي الجديد الذي منح إمكانية التواجد للأحزاب الصغرى .

لم يتمكن الرفيق الشناوي من تحصين مقعده. ولم ينزل عمر بلافريج للحملة مع رفاقه . بل اتخذ موقفه وانسحب بهدوء كان من المفروض أن ينزل في دائرته ويشتغل مع رفاقه إلى آخر ليلة في الحملة أليست أخلاق الإلتزام تستلزم الوفاء والنضال إلى آخر الممر .وبناء عليه يتبين أن وضع اليسار المشارك في الإنتخابات هش وجد مقلق ، مشاركته ازدادت تراجعا كرسته لعنة الانشقاق اللاسياسي الذي أملته نزاعات لم تكن مبررة . وكم كان قاسيا أن يكون متعاطفي اليسار أكام حيرة في دعم هذا الأخير .

أعتقد أن المتعاطفين تضرروا نفسيا أكثر من القادة الذين لم يستطيعوا فرض الإنسجام والعمل كفريق منسجم يشتغل بالروح الرفاقية المنشودة .

إن لغة الأرقام الصادمة التي حصل عليها الإشتراكي الموحد والفيدرالية تكشف أزمة اليسار المتعددة الأوجه، إنها أزمة تنظيم و فكر و عدم القدرة في فهم التحولات ، و التي أصبحت تستلزم القيام بمراجعة نقدية شاملة .

أولا أن تقدم القيادة الحالية عند كل المكونات توضيحا ونقدا ولما لا استقالة جماعية.

يجب على كل المكونات أن تنخرط في فتح حوار جدي مع المناضلين حول هذه المآلات الكارثية.على كل مكونات اليسار المناضل الملتحم بنضالات الحركة الجماهيرية أن يعمل على فتح حوار جدي من أجل مستقبل الحزب اليساري التقدمي المنشود .

إن واقع اليسار المغربي في حاجة لجرأة لقول الحقيقة وليس التموقع في مكان تقديم الدروس النظرية للآخرين . لحظة اليسار الآن مواتية إما أن يكون أو لا يكون.

أتمنى أن تصل كلماتي لكل من يهمهم الأمر فرادى وجماعات ،أحزاب وتيارات 

عاشت وحدة اليسار، جميعا من أجل حزب يساري تقدمي كبير يحتضن الأحلام وآمال الجماهير

 

عبد الغني السلماني غيور على اليسار