الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: "صولد" انتخابي

إدريس المغلشي: "صولد" انتخابي إدريس المغلشي
سينتهي سباق الحملة الإنتخابية  بعد أيام قليلة  وسينقضي هذا اللغط الذي لم يقطع مع سلوكات مسيئة وحاطة من كرامة المواطن من قبيل سلوكات وممارسات متوارثة عن عهد بائد وكلما ارتفعت اصوات بتخليق الفعل السياسي إلا واستعرت نار اللوبيات المقاومة لكل تغيير وتمادت في  شراء الأصوات والولاءات وتحويل العملية الانتخابية إلى مهنة موسمية تشغل يد عاملة " عطاشة " رخيصة قادرة على تطوير كفاءتها من توزيع منشورات والصاقها على جدران المدارس لتشويه معالمها وجعلها مهملة دون استدراك هذا الفعل المشين وطرق ابواب المنازل وازعاج ساكنتها وارسال منشورات  من تحت الدف الى ممارسة البلطجة وتكسير زجاج منافس كلما التقت المجموعتان في زقاق ضيق. لقد حلت أهازيج شعبية و لازمات الالتراس خارج السياق  محل الشعارات الحزبية والايديولوجية ونتساءل مع هذه التحولات كيف سيرددها غرباء لم يتربوا في أحضان ومقرات الاحزاب ؟
ولعل من الإشكالات الكبرى التي تعيشها الساحة كثرة الهيئات السياسية التي يصعب معها تحديدها ومنها من لايطفو على السطح الا في هذه المناسبة ثم يختفي صحيح ان هذه المرة مع القاسم الانتخابي تبدو فرصة مشجعة لكن لكثرة العدد تبدو عملية الفرز مستحيلة الكل يشبه الكل ولا احد يشبه الآخر . عددها 32 حزبا يطرح عدة إشكاليات على المتتبعين اما المواطن فكان الله في عونه  فالأمر في غاية التعقيد . 
تجدر الإشارة إلى أن المغرب سيعرف هذه السنةالاستحقاقات الانتخابية التالية: انتخاب أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس الجهات وأعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات يوم الأربعاء 8 شتنبر2021وانتخاب أعضاء مجالس العمالات والأقاليم يوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2021وانتخاب أعضاء مجلس المستشارين يوم الثلاثاء 5 أكتوبر 2021 وهي كلها عمليات خصصت لها الحكومة مبلغا ضخما قدره  360 مليون درهم للأحزاب السياسية، من أجل تمويل حملاتها، في الانتخابات العامة الجماعية والانتخابات العامة الجهوية، إلى جانب تمويل الحملات الانتخابية المتعلقة بالمشاركة في انتخاب أعضاء مجلس المستشارين. ولأجل ذلك اختارت جل الاحزاب السياسية شعارت ذات دلالات متعددة قد تتقاطع بالصدفة لكنها تختلف من أجل التمييز المنحرف على المضمون الحقيقي. ومنها على سبيل المثال لا الحصر  خذ على سبيل المثال : 

حزب العدالة والتنمية، شعار “مصداقية- ديمقراطية- تنمية “،  حزب التجمع الوطني للأحرار شعار :”تستاهل حسن”
حزب الاستقلال فقد اختار شعار: “الانصاف الآن” 
حزب الحركة الشعبية شعار” الحركة الأصل ومعاكم البديل”
حزب الاتحاد الاشتراكي فقد اختار شعار “المغرب اولا” 
حزب الاصالة والمعاصرة اختار شعار” باش نزيدو القدام” 
حزب التقدم والاشتراكية اختار شعار:”ديما معاك بالمعقول”
فدرالية اليسار اختارت:”مستمرون معا من اجل مغرب آخر”

حزب الاشتراكي الموحد شعار:”حرية كرامة عدالة اجتماعية” جبهة القوى الديمقراطية شعار “الكرامة أولا”
حزب الاتحاد الدستوري شعار:”المغرب الذي نريد، "
الحزب المغربي الحر شعار:”دابا كاين معامن”.

بقراءة أولية لتلك العناوين التي تحمل كثير من الدلالات التي تعتبر ادانة صريحة واعتراف ضمني بحاجيات المواطن وتقصير تتحمل مسؤوليته  كل الاحزاب سواء تلك التي في التدبير اوالمعارضة فالساحة السياسية إذا كانت تحتاج إلى كل هذه الإجراءات من المصداقية - الثقة - الالتزام - الأخلاق - التنمية - الإنصاف - الكرامة - البديل - "نزيدوا القدام" بعد تحديد أين وصلنا؟ - المغرب أولا بعده ماذا ،- عدالة اجتماعية - المغرب الذي نريدقبله ماذا تحقق؟ -" دابا كاين مع من بحال البارح ماكاين والو" - فأمام هذا النقص الفظيع والفراغ القاتل ماذا أنجز في الفترات السابقة لنبني على أنقاضه المستقبل ؟ 
 إنهاشعارات لا أثر لها في الواقع ذات صياغة عامة وفضفاضة وغيردقيقة وتحمل نفساببعد تجاري بعيدكل البعد عن التوجه الايديولوجي الذي يجسد هوية الاحزاب لقد اصبحنا في صولد تجاري وماركوتينغ  وليس حملة سياسية تنافسية بماتحمل الكلمة من معنى.
فاسألوا المواطنين اتجاه كل هذه العمليات ستجدون تصريحات صادمة ام انكم تعلمون هذه الحقائق المرة لكن لايهمكم سوى الوصول للكراسي ولو على حساب الديمقراطية وهموم المواطنين. انها انتهازية مقيتة وميكيافيلية منحطة .