الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

جواد حمضي: هذا ما تم ابتداعه من أنماط في البرنامج التنشيطي للقرب صيفيات 2021

جواد حمضي: هذا ما تم ابتداعه من أنماط في البرنامج التنشيطي للقرب صيفيات 2021 جواد حمضي مع جانب من إحدى الورشات التنشيطية في زمن كورونا

بعد عطلة صيفية بيضاء لم يستفد خلالها الأطفال واليافعون من حقهم في التخييم والتنشيط السوسيو تربوي، وبعد إغلاق دام اكثر من سنة لمؤسسة دار الشباب في وجه مرتفقيها بفعل تداعيات وباء كوفيد 19، الذي ما زال يقض مضجع الجميع ويحرمهم من ممارسة أنشطتهم الاعتيادية، كان لابد من العمل على ابتداع أنماط ومشاريع تربوية جديدة تستجيب لحاجيات ناشئتنا، تساهم في التخفيف من الضغوطات المصاحبة للجائحة، تعيدهم لممارسة حقهم في الترفيه والتنشيط التربوي، وفي نفس الوقت تحافظ على سلامتهم وتحمي دويهم، دون المساس بالمكتسبات التي حققتها بلادنا في مواجهة الجائحة.

 

في هذا السياق العام الدي فرضته ظرفية استثنائية، أعلن قطاع الشباب والرياضة ومعه النسيج الجمعوي عن تنظيم برنامج وطني تنشيطي للقرب، ليس كبديل عن برنامج عطلة للجميع، بل كمشروع تربوي جديد استثنائي أفرزته ظرفية استثنائية لا يختلف اثنان عن صعوبتها.

 

برنامج غايته تحصين المكتسبات التي حققها قطاع الشباب والرياضة في هدا المجال، وهو مقاربة جديدة في تدبير الزمن التربوي في ظل الاكراهات المستجدة، وصعوبته كانت تكمن في القدرة والجرأة على اتخاد قرار تنظيمه، على اعتبار أن ذلك لم يكن بالهين أمام المؤشرات الصحية المرتبطة بتداعيات الجائحة، والقرارات المتخذة لمواجهته، والاحترازات الواجب الالتزام بها.

 

فالوباء وتداعياته والأجواء المصاحبة له مست آثارها الكل، كما أن السلطات العمومية عملت على التخفيف من آثارها بالنسبة للعديد من الفئات، بينما الأطفال واليافعون ظلوا يعانون في صمت من هذه الآثار السلبية خاصة النفسية منها، وقد كان ذلك المبرر والمدخل بالنسبة لأصحاب المشروع للترافع والإقناع بحاجة ناشئتنا لممارسة حقهم في الترفيه والتنشيط التربوي، من خلال إبداع برنامج تربوي استثنائي يوازي بين حقهم في الترويح عن النفس والحفاظ على سلامتهم والالتزام بالإجراءات المتخذة وطنيا.

 

تجربة أكيد أنها بحاجة إلى تقييم جماعي لمختلف المشاركين والمهتمين بالشأن التربوي، لكنها بالمؤكد بحاجة إلى تملكها واحتضانها ومصاحبتها من الجميع، لأنها مشروع في تجربته الأولى استطاع أن يبصم لنفسه مكانا متميزا مع البرامج الكبرى لقطاع الشباب والرياضة، كما انه كغيره من المبادرات بحاجة الى التقويم والتطوير والتجويد، علما أن المؤشرات الأولية بعد الإعلان عن انتهاء المرحلة الأخيرة من هذا البرنامج الوطني يوم 21 غشت 2021، تدل على تحقيق غاياته، فالتجاوب والإقبال على المشاركة في فعالياته من قبل الأطفال، اليافعين حوالي 200000 ألف مستفيدة ومستفيد، الجمعيات 424 هيئة تربوية انخرطت وشاركت، أكثر من 650 فضاء احتضنت البرنامج، ما يناهز 20000 من الأطر التربوية الجمعوية شاركت في التأطير، إشراف أكثر من 950 إطار إداري تابع للقطاع على البرنامج، حوالي مليون وخمسة مائة يوم تنشيطي ترفيهي، كما أن ردود فعل الأولياء التي عبرت عن رغبة مشاركة أبنائها بأكثر من مرحلة وعدم تسجيل أي بؤرة وبائية متعلقة بالجائحة في الفضاءات المحتضنة للبرنامج، تحسب لنجاح هذا المشروع التنشيطي الجديد وتدعو لطرح السؤال، برنامج تنشيطي للقرب ثم تنزيله بغاية أن يكون استثنائيا.. فهل سينتهي مع الجائحة، أم أن الديناميكية والحيوية وإعادة الروح لمؤسسة دار الشباب ومصالحتها مع فئات عديدة، تستوجب رأيا آخر؟

 

- جواد حمضي، مدير إقليمي لقطاع الشباب والرياضة