الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

منى الجبوري :التواصل مع طهران مضيعة للوقت

منى الجبوري :التواصل مع طهران مضيعة للوقت منى الجبوري
من الخطأ الاعتقاد بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية سيتخلى يوما عن تصدير التطرف الديني والارهاب الى دول المنطقة والعالم ويکف عن التدخل في الشٶون الداخلية لدول المنطقة، ذلك إن إحدى الرکائز الاساسية التي بني عليها هذا النظام هو تصدير التطرف والارهاب للعالم، وهو من خلال إشاعة أجواء الفوضى والانقسامات والمواجهات الدموية والفلتان الامني في دول المنطقة، يستغل ذلك من أجل تنفيذ مخططاته المشبوهة ويحقق أهدافه وغاياته الخبيثة.
المراهنة غير المجدية للبعض من الذين أعتقدوا بأنه من الممکن أن يتخلى هذا النظام عن سياساته العدوانية الشريرة ويجنح الى التآلف والتعايش السلمي مع شعوب المنطقة والعالم، إصطدمت بإصرار هذا النظام على مواصلة نهجه وبصورة سافرة بل وحتى صلفة بعد تنصيب قاضي الموت ابراهيم رئيسي کرئيس للنظام، وقطعا فإنه وبعد ولايتين للرئيس السابق روحاني والذي سعى النظام من خلالهما بخداع المنطقة والعالم والتمويه عليهم بمزاعم الاعتدال والاصلاح الکاذبة من أساسها، فإنه لم يجد من مناص سوى الکشف عن وجهه الحقيقي والاصرار على نهجه المشبوه الذي بدأه خميني ويهدف الى إقامة إمبراطورية دينية مشبوهة تکفل لهذا النظام التوسع والبقاء والاستمرار في نفس الوقت.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي إعتمد ويعتمد على إشاعة أجواء الفوضى والدمار والفلتان الامني في المنطقة من أجل التصيد في المياه العکرة ونشر الافکار والمفاهيم المتطرفة وتأليب الشعوب ليس على أنظمتها الوطنية فقط بل وحتى جعلها تختلف وتنقسم ضد بعضها البعض، هذا النظام وبهذه الصورة، يعتبر تهديدا جديا للسلام والامن والاستقرار وللقيم الانسانية ومن العبث تصديق مزاعمه الواهية بشأن الانفتاح على العالم والمساهمة في التحرکات المبذولة من أجل التصدي للتطرف الديني والارهاب وزعمه السخيف بأنه ضحية لذلك، إذ إنه وکما أکدت المقاومة الايرانية وبلغة الادلة والمستمسکات، يشکل بٶرة التطرف الديني والارهاب في العالم کله.
التفاوض و المساومة وأي شکل أو صيغة من الاتصال والتواصل مع هذا النظام، هو مجرد مضيعة للوقت ذلك إن هذا النظام قد دأب دائما على مد يد للمصافحة والاتفاق والتعاون مع دول المنطقة والعالم، فإنه يقوم بيده الاخرى تنفيذ مخططات شريرة على العکس من ذلك تماما، وإن الطريق و الخيار والاسلوب الاجدى والافضل إقليميا ودوليا للتعامل والتعاطي مع هذا النظام هو عبر مواجهته وعدم السماح له بنشر أفکاره وطروحاته المضللة الضارة المضرة بالانسانية والحضارة والتقدم، وإن ترسيخ وتقوية الجبهة المضادة له هو أفضل رد عملي على ممارسات وأضاليل هذا النظام الذي صار واضحا من إنه يشکل خطرا وتهديدا ليس على الشعب الايراني لوحده وإنما على العالم کله.
 
منى الجبوري، کاتبة عراقية