"خيارات حزبية من شأنها صناعة اليأس بدل النخب "
تتبع المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف عبر نقطه المختلفة وفروعه على مستوى تراب المملكة، السياق العام الذي جرت فيه انتخابات الغرف المهنية، وكان يأمل أن تشكل هذه المحطة الديمقراطية مدخلا حقيقيا لباقي المحطات الاقتراعية الأخرى، بإعطاء الفرصة للشباب والكفاءات والأطر والتنافس على أرضية تعاقدية ترسخ قيم الديمقراطية الحقيقية، لكن تغييب الشباب والأطر على مستوى المسؤوليات واعتماد خيار ذكوري انتكاسي، خلال تكوين المكتاب، يعتبر توجها مجتمعيا سياسيا خطيرا على قضية النساء، فعدم ترشيح أي عنصر نسائي لرئاسة الغرف، إذانة صارخة لكل الأطياف السياسية، ومؤشر على عدم استيعاب المرشحون الكبار لخيارات المغرب و مرجعياته الدستورية والكونية. للأسف مازاد المشهد قتامة، التطبيع مع الترحال السياسي على خلفية الحصول على التزكيات، لا على أرضية يتحقق فيها على الأقل ترحال داخل المجموعة السياسية نفسها ذات المرجعية ذاتها، مما عمق مشاعر اليأس عند الشباب وممكن أن يساهم في توسيع مشاعر العزوف، والأخطر هو عودة عدة وجوه تم تدويرها في أحزاب سياسية أخرى، ووجوه عمرت في البرلمان. ولقد تابعنا كيف كانت الحملة في بعض المناطق، تروج لخطاب العنف والكراهية، وترسخ الفرقة القبلية، مما يجعلنا نوجه نداءنا هذا داعين الأحزاب السياسبة إلى التمتع بالجرأة السياسية والقيم الديمقراطية ورفض الترحال السياسي الذي يسيء للمغرب، ويضعف المسار الديمقراطي، ويعزل الشباب عن المساهمة في الانتخابات التي أصبحت مرهونة بالمال والقبيلة و تصدر الأثرياء اللوائح على حساب الشباب المناضل الوطني الذي لا يستطيع منافسة المرشحين الكبار ماديا واجتماعيا. إن الترحال السياسي، وعودة الوجوه القديمة ومنها من هو متهم في قضايا، وتكريس سلطة المال على حساب سلطة الأفكار والبرامج التعاقدية، همش الشباب وجعلهم فقط حطب الصراع الانتخابي في شكل مأجورين أو مرشحي الصفوف الأخيرة، و تعميق الهوة بين الشباب والسياسية عن طريق إبعادهم، كلها عوامل تصنع اليأس والعزوف وتخصب مشاتل التطرف، و تطبيع مع العنف والكراهية. العزوف الذي قد نلمسه أنتم المسؤولون عنهم بمسخ الديمقراطية وجعلها فضاء للترحال السياسي وترويج خطاب الكراهية، والإبعاد الاستراتيجي للشباب بإنزال المرشحين الكبار ذوي النفوذ والمال والجاه، وإننا لنخشى أن ينتج عند ذلك ليس العزوف فقط، بل فقدان الثقة في الديمقراطية وتوسيع دائرة الإحباط واليأس اللذين هما العدوان الأساسيان لنا كمرصد، علما منا أنهما جسر سلسا نحو التطرف والإرهاب. تحملوا مسؤوليتكم قبل أن يحاكمكم الرأي العام، فالمقاعد الانتخابية وسيلة لاسعاد المغاربة، وليست وسيلة للنهب والتلاعب بقضاياهم المصيرية. عاش الوطن حرا ديمقراطيا موحدا في ظل ملكية جامعة.