الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

ابراهيم اعمار: الفضاء المغاربي والأفق الإستراتيجي الجديد 

ابراهيم اعمار: الفضاء المغاربي والأفق الإستراتيجي الجديد  ابراهيم اعمار
لقد عكس النشاط الدبلوماسي الأخير للقوى الفاعلة في الفضاء المغاربي رغبة أكيدة في رفع كل أسباب التوتر بين مكونات هذا الفضاء، انطلقت إرهاصاتها في الملف الليبي واتضحت من خلال إجماع الفرقاء التونسيين على نبذ التصعيد وإحلال الحوار والانفتاح في تسوية الإشكال التونسي المطروح حاليا، كما أن الجزائر أعلنت نهجها لدبلوماسية الحوار والدفع للتسوية السلمية لقضايا محيطها الجيو_سياسي، وفي هذا المناخ الدبلوماسي الجديد والروح الديمقراطية والمبادئ القانونية والمؤسساتية دوليا كانت أو محليا المؤطرة لهذا المناخ، جاءت الرسائل الجديدة لرسم خارطة الطريق الموجهة من المغرب إلى الجزائر انسجاما مع ما يطبع الوضع المغاربي استراتيجيات من أهداف تروم خدمة الشعوب والوحدة والديمقراطية ونبذ الخلافات العمياء، فهذا الأفق الإستراتيجي مغاربيا لايمكن نجاحه وتحقيق أهدافه دون المرور عبر توطيد العمل الموحد والتعاون المنسق بين مكونات الفضاء المغاربي فبهذه الحكمة والتبصر والإرادة الصادقة دعا الخطاب الملكي السامي لذكرى 22 لعيد العرش المجيد الجزائر إلى ضرورة الإنطلاقة من الوحدة كلبنة أساسية لانطلاق أفق استراتيجي جديد مغاربيا سيكون له إفريقيا دورا حاسما في السلم والاستقرار والتنمية، فالفضاء المغاربي لا يمكن أن يمثل محورا استراتيجيا دون تناغم مكوناته ودون التعاون وتنسيق الجهود، فهذه الدعوة هي فرصة تاريخية تمنح لعامل الإرادة الوطنية دورا مهما في اتخاذ القرار الإستراتيجي بعيدا عن أي تأثير خارجي أو تدخل مؤثر يعمق التجزئة والإختلاف، إن سمو الإرادة الوطنية تمتلك في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة في مسار الأفق الإستراتيجي المغاربي لكل عناصر البناء وخدمة السلم والتحرر من مخلفات الحرب بالوكالة المصنوعة بأيادي غريبة على الجسم المغاربي ساهمت في تناغم أوضاعه وفتحتها على حروب أهلية مصطنعة وزرعت سموم كثيرة لإعاقة عناصر الوحدة وبناء مصالح مغاربية مشتركة من نشأنها أن تكون المدخل لرفاهية الشعوب وتحقيق اقتصاديات مغاربية واعدة، كما هو الشأن دول شرق ٱسيا التي أصبحت أهم محور استراتيجي للتجارة العالمية، لا يقل الفضاء المغاربي أهمية منه في التحول إلى أهم محور استراتيجي للتجارة العالمية خاصة وأن افريقيا والتي تربط معها وسائج استراتيجية وتاريخية وسياسية ودينية تمنحه قوة وطاقة كبيرة للتحول إلى أهم محور استراتيجي للتجارة العالمية.