وصف محتجون، ينتمون لفئة التجار بالمدينة العتيقة بمكناس، عبد الله بوانو رئيس جماعة مكناس بـ "الصنم"، مطالبين إياه بإخلاء الملك العام أو الرحيل. ورفع المحتجون شعارات غاضبة من قبيل: "استحالة.. استحالة.. نبقاو حنا في هاذ الحالة.."، وشعار: "تورقتي.. ارحل.. تفرشتي.. ارحل.."، في إشارة إلى عجز بوانو، ومعه السلطات المحلية، عن إيجاد حل لمشكل احتلال مختلف شوارع وأزقة ومداخل أسواق المدينة العتيقة بمكناس من قبل الباعة المتجولين، والذي ظل مشكلا جاثما على تنمية المدينة العتيقة لسنوات عديدة.. إذ يتم الاكتفاء بحملات موسمية استئنس بها الباعة المتجولين، لتعود "حليمة" إلى "عادتها القديمة".

يحدث هذا رغم كون معضلة الباعة المتجولين كلفت المجالس السابقة الملايير من السنتيمات، إذ بنيت العديد من الأسواق النموذجية، وتم حينها إحصاء الباعة المتجولين المستفيدين من الدكاكين.. لكن إخلاء أسواق المدينة العتيقة لم يدم طويلا، إذ تضاعف منذ ذلك الحين عدد الباعة المتجولين، حيث أضحوا الآن يحتلون الممرات والمداخل الاستراتيجية بالمدينة العتيقة دون اكتراث بحجم الأضرار التي يتكبدها التجار الملزمون بأداء الضريبة، وأجور العمال وأقساط الديون التي تراكمت بذمتهم، والتي جعلت الكثير منهم في وضعية "المدين المفلس" نتيجة الركود التجاري الذي تعاني منه المدينة، بل الأنكى من ذلك هو احتلال الباعة المتجولين لمواقع سياحية كانت بالأمس القريب قبلة للزوار، ونذكر منها: ساحة الهديم ومتحف رياض الجامعي والمسجد الأعظم، مما جعل المدينة تحرم من مقوماتها السياحية والثقافية، إذ أضحى من المستحيل على زوار المدينة وعلى السياح الأجانب التجول داخل أزقة ودروب وشوارع المدينة العتيقة التي احتلها الباعة المتجولون بالكامل.

رابط الفيديو هنا