عند كل دخول مدرسي جديد يفتح باب الأسئلة وباب الانتظارات، وماذا هيأت الوزارة الوصية على قطاع التعليم لهذا الدخول الجديد، حتى تمسح على الأقل الأخطاء والكوارث التي عرفها الموسم الدراسي السابق.. وهي كثيرة لا تحصى ولا تعد.. موقع "أنفاس بريس" يفتح المجال لمختصين للتعليق على الدخول المدرسي الجديد.. اليوم نقدم وجهة نظر الفاعلة البيداغوجية سعاد بازي:
"مرة أخرى تفتح المدارس أبوابها.
فهل يا ترى تحتضن أبناءها بما يعود على تكوينهم بما ينفع؟
كل المؤشرات تقول قطعا: لا.
فقد اتسم الدخول المدرسي فقط برهان على التعجيل بزمن الالتحاق بحجرات الدراسة، والاستعجال في تنزيل الخطة الاستراتيجية التي ستعود بنتيجة سلبية على سائر الأطراف الفاعلة.. فتلك المذكرات الوزارية التي تروم تفعيل المخطط دون الأخذ بعين الاعتبار ظروف التنزيل هي مجرد تعجيز، علاوة على أنها ركزت على الجانب الشكلي للبنايات والتجهيزات التي سيستعملها المتعلم (مقاعد، كراسي وطاولات)..!!
فأين نحن من جودة التعليم وطرائقه؟!
بعد هذا التراجع الرهيب الذي أثرت فيه عوامل عدة مثل:
- التحكم المفرط في الخريطة المدرسية..!!
- الرهان المبالغ فيه على اعتماد الكتاب المدرسي والتقيد بنصوص معينة مما جمد روح التجديد والإبداع..!!
- الاكتظاظ وما يترتب عنه من نقص فرص التحصيل داخل الفصل ..!!
- تقييد المدرسين ومنعهم من أية مبادرة جادة..!!
- تسييس المناهج التعليمية وشحنها بأهداف خاصة ليس من شأنها النهوض بمستوى المتعلم ثقافيا أو فكريا..!!
- الارتجال في التطبيق حيث تعددت المناهج وصارت المدرسة المغربية مجرد حقل للتجارب..!!
- خروج الأسرة من معسكر التتبع والمشاركة في التأطير..!!
- حالة اليأس والضبابية التي أصبحت مهيمنة على الرؤية لكل زوايا المستقبل..!!
ناهيك عن موضوع التأمين المدرسي.
فهو حسب ما أراه مجرد تعاقد بين الوزارة وشركات التأمين.. حيث تعود موارده بالنفع عليها..!!
فحبذا لو كانت المذكرات الوزارية تولي جميع الجوانب نفس الاهتمام الذي توليه للتجهيزات والصباغة وكل المظاهر الجامدة..!!"..
